تدخلت السفارة المصرية لدى الولايات المتحدة، لدى الخارجية الأمريكية، وطالبتها بالتدخل لوقف الدعوى التي أقامها الناشط المصري الأمريكي الجنسية "محمد سلطان"، ضد رئيس وزراء مصر الأسبق "حازم الببلاوي".
وكشفت صحيفة "واشنطن بست"، في افتتاحيتها، الجمعة، إن سفارة القاهرة في واشنطن، حذرت من أن "العلاقة الاستراتيجية" الأمريكية-المصرية ستكون معرضة للخطر، إذا تواصل نظر الدعوى.
وهو ما اعتبرته الصحيفة الأمريكية، بمثابة ابتزاز مصري للتدخل في النظام القضائي الأمريكي.
ولفتت الصحيفة، إلى أن النظام المصري لم يتوقف عند ذلك، بل واصل سجن 5 من أقارب "سلطان" بطريقة تعسفية، بعدما اعتقلتهم قوات الأمن من بيوتهم الشهر الماضي.
وجاء هذا التحرك بعدما تقدم "سلطان" بدعوى قضائية في الولايات المتحدة، ضد "الببلاوي"، الذي يعمل في البنك الدولي بواشنطن.
ووفق الصحيفة، فإن السلطات المصرية، أبلغت عائلاتهم أنهم لن يطلق سراحهم ما لم يتم إسقاط الدعوى.
The Sissi regime is employing hostage-taking to interfere in U.S. justice.
— Washington Post Opinions (@PostOpinions) July 9, 2020
The Editorial Board has the latest: https://t.co/pim4krck13
ويتهم "سلطان" المسؤول المصري السابق، بالمسؤولية عن تعذيبه أثناء سجنه، عقب اعتقاله خلال فض اعتصام أنصار الرئيس المصري الأسبق "محمد مرسي"، في ميدان رابعة العدوية، خلال أغسطس/آب 2013.
ويوقل ناشطون في مجال حقوق الإنسان، إن أقارب عدد من المعارضين والعاملين في مجال حقوق الإنسان ودعاة الديمقراطية وصحفيين يعيشون في الخارج، تم اعتقالهم في مصر.
وتمت مداهمة بيوتهم ومنعت الأجهزة الأمنية سفر العائلات أو جرت إلى مقرات الأجهزة الأمنية للتحقيق معها، بهدف نشر الخوف بين الناشطين المصريين في المنفى أو الذين اختاروا المنفى.
ويقول ناشطو حقوق الإنسان إن حكومة "عبدالفتاح السيسي" بدأت باستهداف عائلات المعارضين منذ بداية 2016، لكنهم يقولون إن ابتزاز الناشطين المقيمين في الولايات المتحدة ظاهرة جديدة وتعكس الديكتاتورية المتعمقة في مصر.
ولم تقل إدارة الرئيس دونالد ترامب أي شيء عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر حتى عندما حاولت الضغط على الحكومة المصرية الإفراج عن المعتقلين الأمريكيين لديها.
ويقول النقاد إن صمت واشنطن دفع مصر للاعتقاد أنها تستطيع توسيع القمع بدون أن تواجه تداعيات خطيرة.
واكتفى وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، بتصريح مقتضب قبل يومين، قال فيه: "يجب أن تتوقف السلطات المصرية عن المضايقة غير المبررة لمواطني الولايات المتحدة وأسرهم الذين لا يزالون هناك"، دون إشارة إلى عائلة "سلطان".
وسبق أن اتهم مشرعون في مجلس النواب الأمريكي، في رسالة وجههوها للقاهرة، "السيسي"، بالهجوم على النظام القضائي الأمريكي، وطالبوا بوقف التحرش بأسرة "سلطان".
واعتقل نظام "السيسي"، أعمام "محمد سلطان" للضغط عليه بعد تقدمه، في الأول من يونيو/حزيران الماضي، بطلب محاكمة "الببلاوي"، واتهامه أمام محكمة منطقة واشنطن العاصمة بالمسؤولية المباشرة عن تعذيبه.
ويسمح قانون حماية ضحايا التعذيب الفيدرالي بالولايات المتحدة برفع قضايا تعذيب وقتل خارج نطاق القضاء ضد مرتكبيها من المسؤولين في دول أجنبية.
يذكر أن "محمد سلطان" هو نجل الداعية المعتقل في مصر "صلاح سلطان"، وأفرج عنه من محبسه بمصر، في مايو/أيار 2015، بعد إجباره على التخلي عن جنسيته المصرية مقابل حريته، حيث يحمل الجنسية الأمريكية، لا سيما بعد أن بدأ إضرابا قاسيا عن الطعام، كاد أن يتسبب في وفاته، ليتم ترحيله إلى الولايات المتحدة.