النظام ينفذ مشروعا عمرانيا في دمشق يهدد بتهجير آلاف العوائل السنية

السبت 29 أغسطس 2015 10:08 ص

كشفت عوائل سنية في العاصمة السورية دمشق عن مخطط عمراني ينفذه النظام السوري، حاليا، على مساحة مئات الهكتارات في منطقتي «المزة» و«المتحلق الجنوبي» بالعاصمة، حسب صحيفة «القدس العربي» اللندنية.

وبينما اتهمت هذه العوائل النظام بتنفيذ مخطط إيراني لتغيير التركيبة السكانية للمنطقين خاصة أنه يتضمن هدم منازل آلاف العوائل من أهل السنة، ويستثنى أحياء للطائفة العلوية، زعم مسؤول في النظام أن المشروع «عمراني تنظيمي» بحت.

وقال مدير تنفيذ المناطق التنظيمية بمحافظة دمشق، المهندس «جمال يوسف»، إن المشروع «عمراني تنظيمي، ويهدف لتطوير مناطق المخالفات والسكن العشوائي».

وأضاف أن المشروع ينقسم إلى قسمين؛ الأول يتم على مساحة 9 آلاف و214 هكتارا جنوب شرقي منطقة المزة، والثاني يتم على مساحة 880 هكتاراً جنوبي منطقة «المتـحــلق الجنوبي».

وبالفعل باشر العمال، المحميين من قبل عناصر أعتى أفرع النظام العسكرية «الفرع215»، في عمليات هدم منازل آلاف العائلات من أهل السنّة في منطقة المزة؛ لتنفيذ المشروع الذي يسميه سكان المنطقة بمشروع «الأبراج الإيرانية».

 واعتبر الأهالي أن استثناء حي «المزة 86»، الذي يسكنه أبناء الطائفة العلوية التي ينتمي لها النظام، عن المناطق التي يستهدفها المشروع؛ يكشف الطبيعة السياسية والطائفية للمشروع؛ حيث أن هؤلاء المستثنين هم من أهالي الضباط، والشبيحة واللجان الشعبية، والدفاع الوطني المتطوعين في صفوف النظام، والمنحدرين من المناطق الساحلية، رغم أن حيهم يعد عبارة عن أبنية عشوائية غير منظمة.

ولفتت مراسلة «القدس العربي» إلى أن عدد من سكان منطقة المزة توجهوا، مؤخرا، إلى البساتين الداخلة ضمن المشروع، وأقاموا جدارا بشريا لعدة ساعات متواصلة، في محاولة يائسة منهم لمنع النظام السوري من إكمال عمليات هدم البيوت الداخلة ضمن منطقة المشروع، والمهددة بالهدم بعد تبليغ مئات العائلات في المنطقة بضرورة إخلاء منازلهم خلال الساعات القادمة.

وقال «عامر أبو المجد»، وهو اسم مستعار لطالب جامعي من سكان منطقة المزة: «سنخرج من منازلنا من دون أي تعويض مالي أو سكن بديل، إلى العراء والتشرد، وفي كل يوم تتسلم عشرات العائلات أوامر إخلاء تقضي بطرد أصحاب المنازل خلال 48 ساعة».

وأضاف: «قمنا وكآخر محاولة لمنع تهجيرنا قسريا، ببناء جدار بشري في حي المصطفى ضمن بساتين المزة، وهو من الأحياء المبلغة مؤخرا بإخلاء المدنيين لبدء عمليات الهدم التي بدأت فعلاً».

وكانت مئات العوائل في منطقة المزة تلقت إنذارا من فرع الأمن العسكري 215، يقضي بإجبارهم على إخلاء منازلهم في البساتين، الواقعة خلف السفارة الإيرانية، ومشفى الرازي، خلال مدة أقصاها شهرين، وجرى تهديد هذه العوائل بهدم منازلها بعد انتهاء الفترة المحددة للإخلاء.

وقام مختار حي بساتين المزة،«أبو لؤي خمم»، المشهور بتعامله مع مخابرات النظام، باستلام حوالي 700 إنذار بدلا عن الأهالي ممن وجدوا أنفسهم تحت الأمر الواقع، وأجبروا على إخلاء بيوتهم في الحي.

وتعتبر المنطقة المختارة لبناء المشروع منطقة حيوية بالنسبة للنظام السوري؛ حيث تجاور معظم السفارات (بينها السفارة الإيرانية)، ومطار المزة العسكري، وعدد كبير من الفروع الأمنية، ويفصلها «أتوستراد المزة» فقط عن حي «المزة 86»، الذي يعد معقلا للعلويين المقاتلين والمتطوعين في أجهزة الدولة العسكرية والأمنية.

كما تضم المنطقة القصر الرئاسي المسمى «قصر الشعب»، لكن أكثر ما يؤرق النظام في منطقة المزة، هو اتصال بساتينها ببساتين مدينة داريا بالغوطة الغربية، التي تستعصي للعام الثاني على التوالي أمام قوات النظام التي تحاول اقتحامها باستمرار.

  كلمات مفتاحية

سوريا دمشق سنة علويون تغيير التركيبة السكانية الأبراج الإيرانية

«مجتهد»: السوريون يحمّلون السعودية مسؤولية تهجيرهم على يد الأكراد

هل يتفق العلويون والسنة على الإطاحة بـ«الأسد» ومحاربة «الدولة الإسلامية»؟

تحويل السنة إلى طائفة

القوات الكردية تواصل تهجير العرب في «ريف الحسكة» بحجة «محاربة التطرف»

شمال العراق: تهجير وتطويق واعتقال العرب ومنعهم من العودة لمنازلهم واحتلال الأكراد لها

هجرة 40 ألف أسرة شمال حلب بسبب هجمات «الدولة الإسلامية»

الميليشيات الشيعية تشن حملة تطهير وتهجير لسكان مدينة الضلوعية العراقية