نشرت صحيفة مصرية، اليوم الأحد، مستندا قالت إنه يكشف فرض تنظيم «الدولة الإسلامية»، «إتاوة» على صادرات رجال الأعمال المصريين إلى سوريا والعراق وليبيا واليمن.

ويفرض المستند، المزيل بخاتم التنظيم، ويتضمن شعار «الدولة الإسلامية» (خلافة على منهاج النبوة)، وعبارة (ديوان بيت المال)، إلى جانب توقيع أحد أعضاء التنظيم، ويحمل اسم «أبو حفص»، ما يشبه التعريفة الجمركية للدول الرسمية، وتتراوح قيمتها بين 2500 دولار و5 آلاف دولار على الكونتينر الواحد، وفقا لنوعية المواد المصدرة.

وكشف الدكتور «شريف المصري»، وكيل الشركات المصرية المصدرة للدول العربية، بحسب تصريحات لصحيفة «المصري اليوم»، أن «الدولة الإسلامية» يفرض إتاوات تصل إلى 5 آلاف دولار على الكونتينر الواحد، منبها إلى أن الأزمة تكمن في استحواذ العراق وليبيا على 40% من صادرات مصر.

ووفقا لتقارير وزارة التجارة والصناعة، عن عام 2014، حيث يحتل العراق المركز الأول للدول المستوردة من مصر، تليه اليمن، والسعودية، وليبيا والسودان.

وقال المسؤول للصحيفة، إن العراق واليمن وليبيا تستحوذ على 67% من صادرات مصر، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على جملة الصادرات، بسبب احتلال التنظيم للطريق الدولي بين الأردن والعراق، منذ عام ونصف العام.

وتابع أن الإتاوة كانت بحد أدنى 2000 دولار للكونتينر، قبل أن يرفع التنظيم هذه القيمة إلى 2500 دولار، فضلا عن استيلاء «الدولة الإسلامية» على حصة من الشحنات، خاصة إذا كانت من الأدوية، موضحا أن التنظيم يرسل طبيبا أو صيدليا لفحص المواد الدوائية، قبل الاستيلاء على بعضها، وفقا لاحتياجاته، وهو ما يحدث في طريق «بنغازي–طرابلس» الخاضع للتنظيم.

من جهته، قال «محيى حافظ»، عضو مجلس إدارة المجلس التصديري للصناعات الطبية، إن إتاوات «الدولة الإسلامية» حقيقة لا يمكن إنكارها أو إغفالها.

في المقابل، أكد المجلس التنسيقي لمجالس التصدير التابعة لوزارة التجارة والصناعة أنه لم يتلق أية شكاوى من المصدرين بشأن إتاوات «الدولة الإسلامية».

فيما أكد «سعيد عبدالله»، رئيس قطاعي التجارة الخارجية والاتفاقيات التجارية بوزارة التجارة والصناعة، أن صادرات مصر لدول سوريا والعراق وليبيا واليمن تأثرت بالاضطرابات الأمنية في هذه البلدان.

وقال إن «للأمانة، سمعنا أن التنظيمات الإرهابية تفرض ما يسمى الإتاوات على الصادرات العابرة إلى العراق، لكن لم نسمع عن تكرار هذا في دول أخرى»، مضيفا: «أي مكان ملتهب به مشاكل ويؤثر على صادرات مصر، إذا كانت هذه الأماكن ضمن مناطق منتجاتنا، وهو ما ينطبق على صادراتنا لليبيا التي كانت قيمتها 2 مليار دولار، لكنها الآن تراجعت بشكل حاد، ونفس الأمر بالنسبة لسوريا»، حسبما ذكرت صحيفة «المصري اليوم».

من جانبه، استبعد «محمد إسماعيل»، رئيس شعبة المستلزمات الطبية باتحاد الغرف التجارية، أن تكون إتاوة «الدولة الإسلامية» هي السبب الرئيسي في تراجع الصادرات.

وقال إن الحكومة هي السبب الرئيسي في الانخفاض بشكل أكبر من المتوقع، حيث وصلت النسبة 24% بدلا من 15% في الربع الثاني من العام المالي 2015/2014.

يشار أن صادرات مصر غير البترولية قد انخفضت خلال الشهور السبعة الأولى من العام الجاري بنحو 18.7%، لتبلغ 11.150 مليار دولار مقابل 13.716 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي 2014، بحسب تقرير الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات.
وأظهر التقرير أن إجمالي الصادرات المصرية غير البترولية منذ بداية العام الجاري، وحتى نهاية الشهر الماضي يمثل 39.8% من مستهدف الخطة السنوية للصادرات البالغ 28 مليار دولار للعام الجاري.