«بلومبرغ»: ربط الإخوان بـ«الدولة الإسلامية» له عواقب كارثية على مصر

الأحد 23 أغسطس 2015 07:08 ص

رأى «نوح فيلدمان» أستاذ القانون الدستوري والدولي في جامعة هارفارد» الأمريكية أن تنظيم «الدولة الإسلامية» يحاول من خلال الهجمات الأخيرة على مواقع أمنية في مصر دفع الرئيس «عبد الفتاح السيسي» إلى مزيد من القمع، ومن ثم الضغط على جماعة الإخوان المسلمين للتحالف مع التنظيم، وهو ما سيجعل النظام المصري أمام كارثة حقيقية.

وقال «فيلدمان» في مقال له بموقع «بلومبرغ» الأمريكي إنه «لا يوجد ما يدل على أن الهجمات التي تقع وآخرها الذي استهدف مقر الأمن الوطني (شمال القاهرة الخميس الماضي) تصدر عن جماعة الإخوان، بل إن معظمها عما يبدو تنفذه قوى جهادية متطرفة مقرها صحراء سيناء، عكفت مؤخرا على إعلان انتسابها إلى الدولة الإسلامية، وقد أعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجوم الأخير».

وأضاف: أن مصر طالما تباهت بتاريخ طويل من الاستقرار، بغض النظر عن التجربة الأخيرة التي شهدت فيها البلاد تغيرا في النظام وتحولاً نحو الديمقراطية لم يطل أمده، حيث إنه لا يوجد فراغ سلطة في مصر، بل على العكس تماما من ذلك.

ومضى قائلا إن «السيسي» يبرز كنسخة طبق الأصل للديكتاتور العربي التقليدي، الذي يستخدم صلاحياته المطلقة في إجازة إجراءات جديدة تعزز من سلطته وتقمع الحريات المدنية.

وأوضح «فيلدمان» أن الهجمات التي تتعرض لها مصر ناجمة في الأغلب عن إستراتيجية رسمت بوعي، هدفها استغلال الحالة المقلقلة التي أوجدها الانقلاب الذي نفذه «السيسي» ضد الرئيس «محمد مرسي» وما تمخض عنه من قمع ضد جماعة الإخوان ومحاكمة قياداتها وأعضائها والمتعاطفين معها على حد سواء.

وقال إنه في عهد الرئيس «مرسي» التي لم يطل أمدها، كانت العناصر الجهادية في سيناء تشن هجمات على إسرائيل وكانت تحبط في العادة، لكنها لم تكن تقوم بحملة تفجيرات منسقة ضد أجهزة الأمن داخل المدن.

وشدد على أنه ومنذ الانقلاب على «مرسي»، استمرت قيادة الإخوان تقاوم الدعوة إلى العنف حيث بدت مدركة لمخاطر الانزلاق نحو العنف، الذي تخشى أن يفقدها مصداقيتها ويسلب منها ما تشكل لها من شرعية لكونها القيادة المصرية الوحيدة التي انتخبت ديمقراطيا في تاريخ مصر المعاصر.

وأشار الكاتب إلى أنه من المؤكد أن منتسبي «الدولة الإسلامية» في سيناء يراهنون على أن بإمكانهم تغليب كفة العنف بما يكفي للزج بمصر في أتون حرب أهلية نجحت حتى الآن في تجنبها.

وأضاف أنه من الواضح أنهم يختارون أهدافهم داخل المدن بعناية حتى تبدو من النوع الذي قد يستهدفه الإخوان لو اختاروا ممارسة العنف، ومن هذه الأهداف ضباط عاديون تابعون لقوات أمن الدولة.

و تابع: «يعلم الجهاديون المصريون أن هجماتهم تلك سيستخدمها السيسي لتبرير مزيد من القمع ضد الإخوان المسلمين، وهذا أمر لا يضيرهم إطلاقا، فهم لا يتعاطفون مع الإخوان، بل إنهم ينددون بهم لإيمانهم بالديمقراطية التي يعتبرونها دخيلة على الإسلام، ولذلك فإنك تجدهم يرغبون في رؤية الإخوان يتعرضون لمزيد من القمع على أمل أن يدفعهم ذلك نحو الجهاد العنيف، وبذلك يتحقق لهم انحياز الإخوان نحو الدولة الإسلامية إن لم يكن التحالف التام معها».

وأوضح القانوني الأمريكي قائلا «على السيسي أن يحذر من محاولة ربط إرهاب تنظيم الدولة بالإخوان المسلمين لكنه قد يجد نفسه فجأة يغوص في مستنقع الخطر الذي طالما حذر منه، ولكن على مستوى لم يخطر له ببال ولا قبل له بالتعامل معه، دون أن يتسبب في عواقب كارثية لمصر على المدى البعيد».

 

 

  كلمات مفتاحية

مصر السيسي اتنظيم الدولة الإسلامية

«الدولة الإسلامية» يتبنى تفجير مقر الأمن الوطني شمال القاهرة

إصابة 25 إثر تفجير استهدف مقر الأمن الوطني شمال القاهرة

الإخوان في مصر يتمسكون بالسلمية ويؤكدون: العنف والإرهاب صنيعة العسكر

«نيويورك تايمز»: أعدام مرسي سيرفع من معدلات العنف في مصر

«إيكونوميست»: قمع «السيسي» أسوأ من «مبارك»

إصابة 3 جنود بالعريش ودوي انفجارات برفح المصرية

خيارات محدودة أمام «الإخوان المسلمين»

مصر: إحالة 12 للمفتي في أول إدانة بتهمة الارتباط بـ«الدولة الإسلامية»

«الدولة الإسلامية» يفرض «إتاوة» على صادرات مصر لأربع دول عربية

المتحدث الإعلامي للإخوان المسلمين يدعو أعضاء الجماعة للوحدة ونبذ الفرقة

دراسة: السعودية لا تعتبر الإخوان تهديدا ملحا وتشاطرها بعض الأهداف السياسية