استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

خيارات محدودة أمام «الإخوان المسلمين»

الخميس 27 أغسطس 2015 05:08 ص

يتعرض «الإخوان المسلمون» في مصر لواحدة من أبشع هجمات القمع والإرهاب التي مارستها الدولة المصرية ضد شعبها منذ ولادة مصر الحديثة، كما أنظمة حكم سابقة، يسيطر على النظام المصري وهم إمكانية اجتثاث «الإخوان» كلية من المجتمع والساحة السياسية، ومن أجل تحقيق هذا الهدف، قام النظام باعتقال عشرات الآلاف من المصريين المعارضين، يعتقد أن أغلبيتهم من «الإخوان»، من كافة المراتب التنظيمية، أو المتعاطفين معهم.

تتعامل أجهزة الدولة مع المعتقلين تعاملا غير إنساني، سواء بتعريضهم للتعذيب المباشر، الزج بهم في سجون لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة، أو حرمانهم من الدواء والغذاء لأيام طويلة، وتشير تقارير سربت من داخل السجون إلى أن قادة «الإخوان» والشخصيات الرئيسية من معارضي النظام يتعرضون لمعاملة خاصة، تستهدف القتل البطيء.

وإلى جانب عدد من الشبان النشطين الذين توفوا تحت التعذيب، فإن قيادات مثل المهندس «خيرت الشاطر»، والطبيب «محمد البلتاجي»، والمحامي «عصام سلطان»، يواجهون خطر القتل في المعتقل، كما قتلت شخصيات قيادية أخرى، خلال الشهور القليلة الماضية، أخذت الأجهزة الأمنية في اعتماد سياسة الاغتيال المباشر للقيادات والنشطين، بدون اعتقال أو تحقيق أو محاكمات.

لا يواجه «الإخوان» ومعارضو الانقلاب آلة الدولة القمعية وحسب، فمنذ 3 يوليو/تموز 2013، بل وقبل ذلك، أصبح واضحا أن الجسم الرئيس لمؤسسة القضاء المصرية اختار الوقوف ضد طموحات الشعب المصري من أجل الحرية والديمقراطية، وما أن أطيح بأول رئيس منتخب في تاريخ الجمهورية المصرية، «محمد مرسي»، حتى برزت المؤسسة القضائية باعتبارها أكثر أدوات الدولة قمعا وعداء لـ«الإخوان» ومعارضي نظام 3 يوليو/تموز.

أصدر قضاة مصريون أحكاما بالإعدام والسجن لمئات السنين على قادة «الإخوان» الكبار، وعشرات أحكام الإعدام الأخرى على معارضين من «الإخوان» وغير «الإخوان»، وتصدر عن المحاكم المصرية، يوميا تقريبا، أحكام بالسجن، لا يتصورها عقل في عالم القرن الحادي والعشرين، على عشرات الشبان والشابات لمجرد خروجهم في مظاهرة، أو تعبيرهم عن الاحتجاج على النظام وسياساته.

وليست ثمة سياسة تعكس سعي النظام إلى الاجتثاث الاجتماعي والسياسي لـ«الإخوان» مثل مصادرة الممتلكات، وإغلاق المؤسسات والجمعيات الخيرية، بقرار من لجنة قضائية صغيرة، شكلت من البداية من صنف محدد من القضاة، وضعت الدولة يدها على ممتلكات المئات من رجال الأعمال والشخصيات الإخوانية، المعتقلين منهم وغير المعتقلين، ومن صدرت ضدهم أحكام قضائية ومن لم تصدر ضدهم مثل هذه الأحكام.

ولكن الأمر لا يقتصر على ممتلكات الأشخاص؛ فقد أغلقت الدولة المئات من الجمعيات الخيرية، التي ترعى الملايين من الفقراء، ومثلها من المدارس والمعاهد والمستشفيات ومنشآت الخدمة العامة، بحجة تبعيتها لـ«لإخوان» أو تأسيسها من قبل عناصر إخوانية.

حتى في ذروة الصدام بين «الإخوان» والنظام الملكي في نهاية الأربعينيات، أو النظام الناصري في الخمسينات والستينات، لم يتعرض «الإخوان» لمثل هكذا حملة اجتثاث وإبادة، وقد علق أحد معارضي النظام البارزين في الخارج على أحوال بلاده قائلا إن «الإخوان» يتحملون من التضحيات نصيبا أكبر بكثير من حجمهم في المجتمع المصري، هذا، في النهاية، نضال من أجل حرية مصر والمصريين، وحق الشعب في أن يختار، لا من أجل حرية «الإخوان» وحسب.

لا يعارض «الإخوان» النظام لأنه سلبهم حكما وامتيازات (مثل تلك التي تمتعت بها طبقة نظام مبارك الحاكمة، مثلا)؛ فكل ما أعطته تجربة الانتقال الديمقراطي القصيرة لـ«الإخوان» لم يكن أكثر من منصب الرئاسة، وحفنة من الوزراء، أغلب وزراء حكومة «مرسي» الأخيرة كان من غير «الإخوان»، بل ومن غير الإسلاميين؛ وظلت مؤسسات الدولة الكبرى، مثل القضاء والجيش وأجهزة الأمن والجهاز الدبلوماسي، بدون أي تواجد إخواني يذكر.

فلماذا يستمر «الإخوان» في هذا النضال باهظ التكاليف؟ لماذا لا يقبلون بأن ما حدث في 3 يوليو/تموز 2013 ليس سوى مجرد عودة أحوال مصر إلى طبيعتها؟ هل كان «مرسي» سيتعرض للسجن والموت لو أنه أقر شرعية إطاحته من الحكم بقوة السلاح، وقبل بالتعايش مع الوضع الجديد؟ وهل كان قادة الجماعة وكوادرها سيجدون أنفسهم بين المنفى والمعتقل لو أنهم تراجعوا خطوات قليلة إلى الخلف وتركوا الزمن ليقرر مصير البلاد ووجهتها.

الحقيقة، أن خيارات «الإخوان المسلمين» محدودة، ومحدودة جدا، بخلاف الأزمة الكبرى السابقة التي واجهها «الإخوان» في 1954، تطورت مصر السياسية في العقود القليلة الماضية بصورة حملت «الإخوان» المسؤولية الأكبر عن مستقبل مصر ومستقبل شعبها، طوال الحقبة من ولادة الجمهورية وإلى منتصف التسعينات، تقريبا، كان «الإخوان المسلمون» إحدى القوى السياسية المصرية، لا أكثر، إلى جانبهم، كان هناك قوميون عرب، ليبراليون ويساريون مصريون، ممثلين جميعهم بأحزاب وتنظيمات ذات تاثير متفاوت.

منذ منتصف التسعينيات، وبفعل متغيرات اجتماعية واقتصادية داخلية، أو متغيرات على المستوى الدولي، أصبح «الإخوان» القوة السياسية الرئيسية، بل وربما الوحيدة، القادرة على الوقوف أمام مؤسسة الدولة وتغولها وطغيانها، «الحزب الوطني»، الذي كان الأداة السياسية لنظامي «السادات» و«مبارك» للحكم، لم يكن حزبا بالمعنى المعروف، بل مجرد إطار سياسي لإرادة الدولة وتسلطها، لم يمثل الحزب الوطني طبقة اجتماعية أو تحالفا لأكثر من طبقة، ولا حمل محتوى أيديولوجيا محددا، كان حزبا أسسه النظام لإعطاء طابع مدني، حديث للحكم؛ وظل وجوده، من لحظة ولادته إلى انهياره، مشروطا بعلاقته الصريحة مع مؤسسات الدولة والحكم، وبقدرة النظام على احتكار القوة والثروة، وتوزيع فائض القوة والثروة على المتلفين حوله.

بغير «الحزب الوطني»، حزب الدولة والنظام، سيما منذ بدابة الألفية الثالثة، لم تعد هناك قوة سياسية أخرى ذات اعتبار سوى «الإخوان»، ربما تجدر الإشارة إلى عشرات الأحزاب التي ولدت بعد ثورة يناير/كانون الأول 2011، والتي توفرت لها من الأسباب الموضوعية ومصادر الدعم المادي والإعلامي ما أهلها للتحول إلى قوى مؤثرة بالفعل.

أين هذه الأحزاب الآن، أين وزنها وتأثيرها، ليس في معارضة النظام وسياساته القمعية بالضرورة، ولكن حتى في تأييده وتعزيز شرعيته؟

الواقع أن هذه الأحزاب، كسابقاتها التقليدية، مثل «الوفد» و«التجمع» و«الناصري»، لم يعد لها من حساب يذكر، لا في معسكر المعارضة ولا معسكر الموالاة.

وليس الساحة السياسية هي ما تغير وحسب، بل ووضع الدولة المصرية وعلاقتها بالمجتمع كذلك، في مطلع الخمسينات، وربما حتى مطلع الستينات، كان الاقتصاد المصري مزدهرا، والمالية العامة للدولة في حالة جيدة؛ كانت مصر أهم مركز تعليمي وثقافي في المشرق كله، وكان بإمكان المواطن المصري متوسط الحال أن يجد رعاية صحية لائقة.

الآن، تعاني مصر من تدهور متسارع في اقتصادها وماليتها العامة، هبط التعليم المصري بكل مستوياته إلى هوة سحيقة، ولم تعد هناك رعاية صحية لأغلب المصريين، المؤسسة الوحيدة التي تنمو وتزدهر في الدولة المصرية هي المؤسسة الأمنية.

الأخطر من ذلك كله، أن المسافة التي فصلت الدولة المصرية عن نظام الحكم حتى مطلع الستينات، قد اختفت كلية، بحيث أصبحت الدولة والطبقة الحاكمة كتلة واحدة.

لهذه الأسباب مجتمعة، تبدو خيارات «الإخوان» أقل بكثير مما تتيحه السياسة عادة لأطرافها، تخلي «الإخوان» عن مهمات النضال من أجل الحرية والديمقراطية، يعني أن تقع مصر فريسة لسيطرة الدولة وطبقتها الحاكمة لعقود طويلة قادمة، وربما لأمد بعيد، ولأن مصر هي ثقل ميزان القوى العربي الأكبر، فليس مصر وحسب، بل والجوار العربي برمته.

  كلمات مفتاحية

مصر الإخوان المسلمين محمد مرسي حسني مبارك الحزب الوطني الانقلاب

«بلومبرغ»: ربط الإخوان بـ«الدولة الإسلامية» له عواقب كارثية على مصر

«خلفان»: «السيسي» انقلب على الإخوان لإنقاذ البلاد من الأشرار

«المعلم» يهاجم «الإخوان» وتركيا ويتحدث عن تنسيق أمني مع مصر

للمرة الثانية.. «الدولة الإسلامية» يدعو «الإخوان المسلمين» في مصر لمبايعته

مصر تسعى لسحق الإخوان المسلمين .. فهل تستطيع الجماعة النجاة؟

«ساينس مونيتور»: لماذا يتودد السعوديون إلى جماعة الإخوان المسلمين؟

مرشد الإخوان في مصر ينفي إجراء أي مفاوضات مع الجيش منذ يوليو 2013

الإخوان المسلمون والتعامل مع الأزمات السـياسـية

المتحدث الإعلامي للإخوان المسلمين يدعو أعضاء الجماعة للوحدة ونبذ الفرقة

مصر.. محكمة النقض ترفض طعن «الإخوان» على قوائم «الكيانات الإرهابية»

بيان لم يكتبه «الإخوان»

عن بيان كتبه «الإخوان»