تفاصيل الوضع الصحي لأمير الكويت والمرشحون لخلافته وتأثير غيابه خليجيا

الاثنين 20 يوليو 2020 09:09 م

سيطرت حالة من عدم اليقين والقلق داخل الكويت وعلى الصعيد الخليجي، بعد نقل أمير البلاد "صباح الأحمد الصباح" (91 عاما) أكبر زعيم عربي سنا، إلى المستشفى السبت الماضي، والذي من المقرر أن يكون قد خضع لعملية جراحية أمس الأحد.

وأمس السبت، أعلن وزير شؤون الديوان الأميري، "علي الجراح"، صدور مرسوم بالاستعانة بولي العهد "نواف الأحمد الصباح" لممارسة بعض اختصاصات الأمير الدستورية موقتا، عقب دخول الأمير المستشفى لإجراء فحوصات طبية، حسب "كونا".

وأشار المرسوم إلى إجراء عملية جراحية للأمير، لكن دون أن يحدد تفاصيلها أو توقيتها.

ونص المرسوم على صلاحيات محددة "طوال مدة العملية الجراحية المقررة وإلى حين زوال العارض الصحي".

وغالبا ما يثير الوضع الصحي الهش للأمير الكويتي، القلق في داخل تلك الإمارة الخليجية الصغيرة التي كانت أول إمارة ترسي برلمانا منتخبا في العام 1962، وفي الخارج أيضا في صفوف اللاعبين الإقليميين والدوليين كالولايات المتحدة على سبيل المثال.

فالبلاد التي تشلها الأزمات السياسية المتكررة وتغيير الحكومات وحل البرلمان، على الرغم من شعبية الأمير الجارفة، استطاعت بفضل الشيخ "صباح الأحمد الصباح" أن تمارس دور الوسيط الأساسي في المنطقة.

وأجرى زعماء قطر والعراق وفلسطين والسعودية، السبت، اتصالات هاتفية، للاطمئنان على صحة أمير الكويت.

وسبق أن أجرى أمير الكويت فحوصات طبية في الولایات المتحدة في أكتوبر/تشرين الأول 2019.

الوضع الصحي

وبحسب موقع "تاكتيكال ريبورت" المتخصص في نشر معلومات الاستخبارات بالشرق الأوسط، فقد دخل الأمير الكويتي صباح السبت إلى المستشفى حيث خضع لفحوصات طبية روتينية وجراحة ناجحة في اليوم التالي.

وذكر الموقع أن أمير الكويت واجه نوبة متجددة من الدوار، وصعوبة في التنفس وخفقان في القلب قبل دخوله للمستشفى، مرجحا أن الأمير ربما يكون خضع لعملية جراحية بسيطة لإصلاح جهاز تنظيم ضربات القلب، بينما هو في الوقت الحالي يخضع للراحة وتلقي عدد من الكورسات العلاجية.

ومنذ أن تم فحص جهاز تنظيم ضربات القلب للأمير المسن العام الماضي، وهناك مخاوف من أنه قد يواجه مشاكل جديدة تتعلق بالقلب، ولذا سيقوم فريقه الطبي بإجراء جميع الاختبارات اللازمة لتقليص حدود مشكلته الصحية.

وأوضح الموقع أنه لا يبدو أن صحة الأمير "صباح" في خطر وشيك، ومع ذلك، فإن الأطباء المعالجين أوصوا بعدم سفره للخارج.

مرشحون للخلافة

وقد تم تفويض سلطات أمير الكويت مؤقتا إلى شقيقه وولي عهده، الشيخ "نواف"، للسماح له باتخاذ قرارات عاجلة إذا نشأت أزمة سياسية أو اقتصادية أو أمنية، وقد اعتبر ذلك ضروريا لأن فترة الاستشفاء قد تستمر لعدة أسابيع، ومع ذلك، لم يتم بعد نقل السلطة على نطاق واسع، وفقا لموقع "تاكتيكال ريبورت".

وأشار الموقع إلى أنه في حال توفي الأمير "صباح" قريبا لأي سبب، فمن شبه المؤكد أن يخلفه الشيخ "نواف" في السلطة، إذ تبدو صحة الشيخ "نواف" ملائمة في الوقت الحالي، وهناك فرصة ضئيلة لاعتباره غير لائق طبيا.

وعلى الرغم من ذلك، فإنه حال توفي الأمير "صباح" فجأة، فمن غير المرجح أن يتم تسوية خيارات أمير الكويت وولي العهد على الفور، إذ ربما تستمر عملية المداولات بين أفراد عائلة "الصباح" الحاكمة عدة أسابيع، لاسيما وأن الشيخ "نواف" (84) حال خلافته لشقيقه فمن غير أن المتوقع أن يحكم لفترة طويلة.

وعلاوة على ذلك، فإنه يجب استشارة فرع "آل سالم"، حيث سيكون لديهم مطالبهم الخاصة في هذا الصدد، والتي لا يمكن تجاهلها من قبل الشيخ "نواف".

ومن غير المتحمل أن تكون عملية اختيار خليفة أمير البلاد مثيرة للجدل مثلما كان الوضع في عام 2006، ولكنها ستكون عملية طويلة.

ومن المرجح أيضا أن يتم تعيين نائب رئيس الحرس الوطني الكويتي الشيخ "مشعل الأحمد" وليا للعهد، غير أنه لا شيء مؤكد حتى تنتهي المداولات.

تأثير خليجي

وشغل الأمير "صباح الأحمد الصباح"، قبل ارتقائه عرش البلاد، منصب وزير الخارجية لأربعة عقود متتالية (من 1963 إلى 2003).

ويتمتع أمير الكويت بحس دبلوماسي عريق تغلب عليه سياسة الحياد وعدم الانحياز التي يطبقها باحترافية كبيرة وعلى وجه التحديد في منطقة الخليج العربي، مسرح التوترات الإقليمية مع إيران، التي لها تمثيل دبلوماسي في الكويت، والاحتكاكات بين قطر والممالك والإمارات البترولية الملكية المجاورة لها كالمملكة العربية السعودية.

(())

فبينما كان مجلس التعاون الخليجي على وشك الانهيار، في عام 2017، بعد نشوب أزمة خطيرة قطعت على أثرها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين العلاقات مع الدوحة؛ دخل أمير الكويت، على الخطوط الأمامية من المفاوضات طارحا على الطاولة كارت التهدئة ومعلنا أنه يبذل ما بوسعه لتجنب تصعيد عسكري بين الفرقاء.

ورغم فشل وساطة الأمير في تخليص قطر من الحظر المفروض عليها من جيرانها، الذين يتهمونها بدعم الحركات الإسلامية والتقرب من إيران، فإن الكويت تظل إلى اليوم، هي وسلطنة عمان، الطرف الرئيسي في المنطقة الذي يتواصل ويتصل بالإمارة ذات احتياطات الغاز الهائلة.

وإثر الإعلان عن دخوله المستشفى يوم السبت، تلقى أمير الكويت اتصالات هاتفية من العاهل السعودي الملك "سلمان"، ومن أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني".

حليف واشنطن

الشيخ "صباح الأحمد الصباح"، سليل أسرة الصباح التي تحكم الإمارة الصغيرة التي تتمتع بعائدات نفطية هائلة منذ منتصف القرن الثامن عشر، هو وقبل كل شيء حليف أساسي للولايات المتحدة في المنطقة.

فالكويت، التي حررها تحالف عسكري قادته واشنطن بعد الغزو العراقي عام 1990، تحافظ على تعاون مستمر مع الجيش الأمريكي، ويرتبط البلدان باتفاقية دفاع (DCA) منذ عام 1991 تحتفظ الولايات المتحدة بموجبها بأكثر من 13000 جندي في الإمارة التي تمثل نقطة عبور استراتيجية لقواتها التي تخدم في العراق وأفغانستان.

كما يمتلك الأمريكيون أيضا عدة قواعد عسكرية في البلاد، بما في ذلك قاعدة عريفجان الواقعة على بعد 70 كم جنوب العاصمة الكويت.

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

أمير الكويت الكويت. أمير الكويت وساطة أمير الكويت وساطة خليجية حل الأزمة الخليجية تصعيد الأزمة الخليجية خسائر الأزمة الخليجية تحييد الأزمة الخليجية

أمير الكويت يدخل المستشفى لإجراء فحوصات

أمير الكويت يطمئن على صحة العاهل السعودي

السيسي يعرب عن تمنياته بالشفاء للملك سلمان والصباح

أمير الكويت يغادر إلى الولايات المتحدة لاستكمال العلاج

بلومبرج: المجهول ينتظر الكويت.. تساؤلات حول الحكم بعد الصباح

أمير الكويت يصل إلى مستشفى مايو كلينك لاستكمال علاجه

رئيس الوزراء الكويتي: صحة أمير البلاد تشهد تحسنا ملحوظا

الكويت: صحة أمير البلاد تشهد تحسنا مستمرا

صباح الأحمد.. محطات فارقة بمسيرة مهندس مجلس التعاون الخليجي

من هو أمير الكويت نواف الأحمد صاحب الـ83 عاما؟