العراق: هل تهدف مساعي إقالة «الجبوري» إلى صرف الأنظار عن الاحتجاجات؟

الثلاثاء 8 سبتمبر 2015 11:09 ص

تصاعد الجدل في العراق مؤخرا حول المساعي الرامية إلى جمع توقيعات من أجل إقالة «سليم الجبوري» (سني)، من رئاسة البرلمان، على خلفية تلبيته دعوة الحكومة القطرية له لزيارة الدوحة، بالتزامن مع عقد مؤتمر لقوى المعارضة العراقية الرافضة للعملية السياسية الحالية في البلاد.

وفي الوقت الذي قال فيه نائب عن ائتلاف «دولة القانون»، الشيعي، إن عدد توقيعات النواب المطالبون بإقالة «الجبوري»، بلغت 125 توقيعا، نفى عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى السنية «محمد الكربولي»، الذي رافق «الجبوري»، خلال زيارته إلى قطر في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» السعودية، وجود «أي توقيعات حتى الآن».

وأضاف أن ما يحدث ما هو إلا «كلام عن جمع توقيعات إلى الحد الذي قيل فيه إن أعضاء من تحالف القوى العراقية (الكتلة السنية) وقعوا كذلك، بينما كنا (أمس) الإثنين في اجتماع لتحالف القوى العراقية، وقد ظهرنا بموقف موحد حيال الأمور المطروحة اليوم، ومنها زيارة قطر والإصلاحات والحرس الوطني وغيرها من القضايا التي تهم مناطقنا المنكوبة».

وتابع «الكربولي» أن «الزيارة التي قام بها رئيس البرلمان سليم الجبوري إلى قطر لا علاقة لها بالمؤتمر المنعقد هناك، بل هي زيارة رسمية مقررة من قبل، وجاء التوقيت بمحض المصادفة».

وكشف  «الكربولي» عن أن «الجبوري رفض الإقامة خلال فترة الزيارة التي استمرت 8 ساعات في فندق (الفورسيزون) حيث يوجد أعضاء المؤتمر من قوى المعارضة، وتم نقلنا إلى فندق (الهوليداي إن)، ولم نلتق بأي من الشخصيات المشاركة، بل اقتصر لقاؤنا على رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية وممثل الأمين العام للأمم المتحدة».

ونقل «الجبوري» دعوة لوزير الخارجية القطري للمشاركة في المؤتمر الخاص بمكافحة الإرهاب المقرر عقده في بغداد، كما وجه دعوة إلى رئيس الوزراء القطري لزيارة العراق، وهي الزيارة التي كان يمكن أن تكون وشيكة لولا هذه الحملة التي يريد البعض من خلالها أن لا يكون للعراق انفتاح حقيقي على أشقائه العرب.

وتساءل «الكربولي»: «لماذا يسائلوننا كلما قمنا بزيارة دولة عربية شقيقة بينما يغضبون حين نتحدث عن زياراتهم المكوكية إلى إيران، التي لم يأخذوا رأي أحد من الشركاء فيها؟».

وأشار إلى أن «هذه المحاولات الهادفة إلى إقالة الجبوري، التي لا يمكن لها أن تنجح، إنما تريد صرف الأنظار عما يجري الآن على صعيد الاحتجاجات والتظاهرات التي تطال الكثير من الجهات التي بدأت تبحث عن ذرائع هنا وهناك، بالإضافة إلى وجود دوافع شخصية لدى البعض الآخر».

توقيت غير مناسب

وفي المقابل كشف «موفق الربيعي»، عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون، أن رئيس الوزراء «حيدر العبادي»، نصح رئيس البرلمان، بعدم تلبية دعوة الحكومة القطرية له لزيارة الدوحة، بالتزامن مع عقد مؤتمر لقوى المعارضة العراقية.

ونقل «الربيعي» عن «العبادي» أن «الجبوري» وخلال اجتماع الرئاسات الثلاث قبل أيام أخبره (العبادي) والرئيس «فؤاد معصوم»، بنيته الذهاب إلى قطر بدعوة رسمية، لكن رئيس الوزراء «نصحه بعدم الذهاب في هذا الوقت لأن هذه الزيارة ستثير مشكلات لا حصر لها بالنسبة له غير أن الجبوري قام بالزيارة بالتزامن مع المؤتمر، وإن كان المؤتمر عقد في الثاني من الشهر الجاري والجبوري وصل إلى هناك في الثالث منه».

وأضاف «الربيعي» أن «وجهة نظرنا في هذه الزيارة تتأتى من مسألتين؛ الأولى هي أن التوقيت لم يكن مناسبا، بالإضافة إلى أن العبادي نصح بعدم القيام بها، والنقطة الثانية التي نأخذها على الدكتور سليم الجبوري، وهو رجل قانون من الطراز الأول ووطني لا أحد يشك في نزاهته وكفاءته، أنه اختار وفدا من المكوِّن السني فقط، بينما هو رئيس برلمان العراق وليس برلمان السنّة، وبالتالي أوقع نفسه في عدة إشكاليات في آن واحد».

وردا على سؤال بشأن ما إذا كان الكلام عن جمع توقيعات لإقالة «الجبوري»، تأتي من منطلق المشاركة في مؤتمر أعلن هو ومن معه عدم حضوره، أم لأسباب أخرى تتعلق بصرف الأنظار عن التظاهرات والاحتجاجات وحاجة جهات معينة إلى ذلك، قال «الربيعي»: «بصرف النظر عن وجود مثل هذه المسائل من عدمها فإنني أعتبر ما قام به الجبوري كبوة جواد، وأتمنى عليه تخطيها من خلال الكشف خلال جلسة البرلمان (اليوم) الثلاثاء، التي يخلو جدول الأعمال الذي وزع علينا من الزيارة وأسبابها وما جرى خلالها، وأن يعتذر في الأقل عن توقيت الزيارة طالما أنه لا هو ولا أعضاء وفده شاركوا في المؤتمر، ولم يلتقوا مثلما أعلنوا هم مع أي من المشاركين».

وأكد «الربيعي» أنه «حسب المعلومات المتوفرة لدي فإن عدد التواقيع التي جمعت لإقالة الجبوري، علما بأنني لم أكن من الموقعين، بلغ 125 توقيعا».

وفي الوقت الذي دافعت فيه وزارة الخارجية العراقية عن موقف رئيس البرلمان، وذلك للتأكيد على عدم مشاركته في المؤتمر، فإن أطرافًا في التحالف الوطني الشيعي عدت موقف الخارجية متواطئًا مع «الجبوري»، وهو ما استدعى الخارجية أمس إلى استدعاء القائم بالأعمال العراقي في الدوحة، الذي كان رافق «الجبوري» خلال الساعات الثماني التي أمضاها في قطر.

 

  كلمات مفتاحية

الدوحة المعارضة العراقية حيدر العبادي سليم الجبوري إقالة قطر العراق

«السيستاني» طلب من «خامنئي» الحد من نفوذ «سليماني» في العراق

العراق يعتبر «مؤتمر قطر» تدخلا سافرا في شؤونه

«معصوم» و«العبادي» و«الجبوري» يتفقون على تمرير الإصلاحات والقوانين

«الجبوري» يطالب الكتل البرلمانية بتأييد إصلاحات «العبادي»

«الجبوري» و«العبادي» يبحثان تفعيل وثيقة الاتفاق السياسي