كشف مصدر سياسي مطلع في بغداد أن المرجع الشيعي الأعلى في العراق، «علي السيستاني»، طلب من المرشد الأعلى الإيراني، «علي خامنئي»، الحد من نفوذ قائد «فيلق القدس»، «قاسم سليماني»، في العراق.
ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، في عددها الصادر اليوم الإثنين، عن المصدر ذاته، دون أن تكشف عن هويته، أن «السيستاني»، وبعد بروز دور «سليماني» في المعارك التي جرت قبل شهور في مدينة تكريت، شمالي العراق، ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، «استفسر من خامنئي عن نفوذ سليماني المتزايد في العراق، الذي بدأ يشكل إحراجًا للمرجعية الدينية، وما إذا كان ذلك يتم بتوجيه من المرشد الأعلى الإيراني».
ولفتت الصحيفة إلى أن «سليماني» اختفى بالفعل عن واجهة الأحداث في العراق، حتى الكشف عن وجوده خلال اجتماع عقدته، مؤخرا، الهيئة السياسية لـ«التحالف الوطني» الشيعي الحاكم، والمجادلة التي حصلت بينه وبين رئيس الوزراء العراقي، «حيدر العبادي».
ويكشف المصدر أن مرجعية النجف في العراق بدأت تدرك أن هذا التدخل من قبل مرجعية قم في إيران بات ينسحب على دورها، وهو ما يمكن أن يؤشر إلى بداية خلاف واضح بين المرجعيتين.
والأربعاء الماضي، كشفت تقارير صحفية أن «السيستاني» رفض استقبال «سليماني» أثناء زيارته للعراق الشهر الماضي.
وكانت «سليماني» زار مدينة النجف، وأدى مراسم الزيارة للأضرحة المقدسة بالنسبة للشيعة، لكنه لم يحقق مبتغاه بلقاء «السيستاني»؛ حيث يرفض الأخير استقبال أية شخصية سياسية أو لها صلة بالوضع السياسي في العراق، حسب التقارير الصحيفة ذاتها.
ونقلت التقارير عن «محمد رضا السيستاني» نجل «السيستاني» قوله إن والده دعا جميع دول الجوار بوجه عام وإيران بوجه أخص إلى عدم التدخل في الانتخابات العراقية القادمة، والكف عن دعم طرف على حساب آخر، مشددا على ضرورة أن تكون صناديق الاقتراع هي صاحبة الكلمة الحاسمة.