تصاعد حدة الخلاف بين «العبادي» و«سليماني» بسبب الإصلاحات و«المالكي»

الثلاثاء 25 أغسطس 2015 12:08 م

أفادت مصادر أن لقاء عاصفا جرى قبل يومين بين رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» وقائد «فيلق القدس» الإيراني الجنرال «قاسم سليماني»، لدى مشاركة الأخير في اجتماع للهيئة السياسية للتحالف الوطني الشيعي الحاكم برئاسة «إبراهيم الجعفري»، وزير الخارجية، ومشاركة كل من نائب رئيس الجمهورية المقال «نوري المالكي»، وزعيم المجلس الأعلى الإسلامي «عمار الحكيم»، وزعيم منظمة «بدر»، «هادي العامري»، وممثل عن زعيم التيار الصدري «مقتدى الصدر».

وقال مصدر رفيع المستوى إن «العبادي» لدى دخوله إلى مكان الاجتماع فوجئ بوجود «سليماني» الذي كانت مهمته المكلف بها من القيادة الإيرانية عدم محاكمة رئيس الوزراء السابق «نوري المالكي»، أو فتح أي ملف ضده يمكن أن يؤدي في النهاية ليس إلى محاكمة شخص بل إلى محاكمة النموذج الشيعي في الحكم، وهو ما لا تريده إيران.

وأضاف المصدر أنه «حين بدأ سليماني يتكلم عن الإصلاحات التي يقوم بها العبادي بما يوحي بعدم رضاه عن الكثير منها، لاسيما تلك التي يمكن أن تشكل مساسا بالمالكي، اعترض العبادي بقوة على ما تكلم به سليماني، الأمر الذي فاجأ جميع قادة التحالف الوطني ممن لم يكونوا يتصورون أن الجرأة يمكن أن تبلغ بالعبادي إلى حد يوجه ما يشبه الإهانة إلى شخصية من وزن سليماني الذي غادر الاجتماع غاضبا دون أن يأبه العبادي لذلك».

وتابع المصدر قائلا: «إن إيران لا تعارض من حيث الجوهر الإصلاحات كما أنها لا تعارض عزل المالكي، لكنها تعارض محاكمته لأنها أشبه ما تكون بمحاكمة نموذج في الحكم أثبت فشله وأن هناك جهات الآن تحاربه من خلال الشعارات والأهداف التي يرفعها المتظاهرون».

وكشف المصدر أن «سليماني» موجود حاليا في مدينة النجف لمقابلة المرجع الشيعي الأعلى «علي السيستاني» الذي يبدو أنه لم يحدد له موعدا حتى الآن، مبينا أن هذا أول خلاف يطفو على السطح تقريبا بين المرجعية في النجف، التي تدعم الإصلاحات بوصفها مشروعة تماما بسبب الفساد المستشري في الدولة ولا علاقة لها بالمخاوف من مسألة الحكم والدولة الدينية أو المدنية، وإيران التي لها موقفها من هذا الأمر، وإن كان يخص المالكي بالدرجة الأساس.

كما كشف المصدر عن وصول مسؤول الملف العراقي في القيادة الإيرانية، «علي أكبر محمدي»، الذي كثيرا ما يأتي إلى العراق في زيارات خاصة حين لا يتمكن «سليماني» من حلحلة بعض الأمور.

وقال المصدر إن «العبادي يعمل الآن على تشكيل قوة أمنية خاصة لحمايته، لكن ليس بمعنى الميليشيا لكي يستطيع التحرك بقوة حيال من باتوا خصوما له سواء داخل حزبه (الدعوة الذي يتزعمه) أو التحالف الوطني، لا سيما أنه أعلن خلال الاجتماع وبكل وضوح أن بإمكانه مغادرة الحزب والتحالف الوطني في إيحاء مباشر للحاضرين بأنه بات يملك الشارع ودعم المرجعية، وهما قوتان بات من الصعب على أي قوة أخرى الوقوف بوجههما».

وتابع المصدر: «كما يحاول العبادي جر زعيم منظمة بدر هادي العامري إلى جانبه».

وبشأن موقف زعيمي التيار الصدري «مقتدى الصدر» ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي «عمار الحكيم»، قال المصدر إن «ممثل التيار الصدري في الاجتماع النائب السابق في البرلمان أمير الكناني أبلغ العبادي وقوف الصدر معه قلبا وقالبا، وإنه أكد له أنه في حال وقفت أية قوة شيعية أو غير شيعية ضده، فإن سرايا السلام ولواء اليوم الموعود التابعة للصدر تحت إمرته».

وأشار المصدر إلى أن «الحكيم كان داعما للإصلاحات بقوة لكن العبادي طلب منه، على غرار ما فعله الصدر بإقالة بهاء الأعرجي وإحالته إلى القضاء، إقالة أحد القياديين في المجلس، وهما إما عادل عبد المهدي وزير النفط، أو باقر جبر الزبيدي وزير النقل، على أن لا يتم الاكتفاء بالإقالة، إنما فتح ملفات الفساد، وبما أن عبد المهدي له وضعه الخاص داخل المجلس الأعلى، فإن الزبيدي سرب عن طريق مقربين منه أن أي محاولة للمساس به من قبل الحكيم إرضاء للعبادي سيكون ثمنها خروجه من المجلس والتحاقه بهادي العامري، لأنه أصلا كان من قيادات منظمة بدر».

كما قال المصدر إن «المالكي الذي استعان بإيران هو الآن في موقف ضعيف، بل هو الأضعف بعد فشل أول تجربة لإيران مع العبادي».

  كلمات مفتاحية

العراق إيران حيدر العبادي نوري المالكي قاسم سليماني إصلاحات مقتدى الصدر

«الصدر» يدعو أنصاره للمشاركة في احتجاجات بغداد الجمعة القادم

مئات المتظاهرين العراقيين يقتحمون مبنى حكومي في كربلاء

متظاهرو العراق يهددون بعصيان مدني

هل أقدم «العبادي» على الإصلاحات الأخيرة رغما عن إيران؟

«العبادي» يلغي مناصب المستشارين في الوزارات ويقلص عدد مستشاري الرئاسات الثلاث

«العبادي» يلغي 11 منصبا وزاريا ضمن خطته الإصلاحية

برلمان العراق يمنح «العبادي» دعما قويا بالموافقة بالإجماع على خطته للإصلاح

«العبادي» يلغي مناصب حكومية كبيرة ويطيح بـ«نوري المالكي»

«السيستاني» يرفض استقبال «سليماني» ويدعو إيران لعدم التدخل في انتخابات العراق

«العبادي»: معركة «بيجي» حاسمة لهزيمة «الدولة الإسلامية»

استقالة النائب العراقي «حسن السنيد» تمهيدا لعودة «المالكي» للبرلمان

الرئيس العراقي يقرر تعديل الدستور وسط مطالب شعبية تطالب بإصلاحات

تصاعد وتيرة الاحتجاجات المناهضة لإيران في العراق

مصادر: «المالكي» يقف وراء اغتيال عدد من منظمي مظاهرات العراق

قلق من انسحاب «الحشد الشعبي» من بيجي احتجاجا على عزل «المالكي»

«العبادي» يخفض 90% من أفراد الحماية الخاصة للمسؤولين

«السيستاني» يطالب بمحاسبة الرؤوس الكبيرة الفاسدة في العراق

«السيستاني» طلب من «خامنئي» الحد من نفوذ «سليماني» في العراق

«العبادي» يعزل 123 مسؤولا رفيعا في إطار الإصلاحات

من يربح في العراق «العبادي» أم «سليماني»؟

«العبادي» يفتح المنطقة الخضراء في بغداد أمام العموم ويهاجم «المالكي»

‏«الحشد الشعبي» يدعو لتعديل وزاري أو تشكيل حكومة جديدة أو انتخابات مبكرة