تصاعد وتيرة الاحتجاجات المناهضة لإيران في العراق

الخميس 27 أغسطس 2015 01:08 ص

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا أفلاما عن تظاهرات حاشدة شهدتها مدينة كربلاء ردد المتظاهرون فيها شعارات معادية لإيران ومنها هتافات «إيران بره بره.. كربلاء تبقى حرة».

وتعكس التظاهرات الجارية في العراق عموما رفضا شعبيا واسعا لتنامي النفوذ الإيراني في العراق في الوقت الذي ردت فيه إيران بأن التظاهرات نفسها «مشبوهة».

وقد برزت ولأول مرة شعارات وهتافات ضد النفوذ الإيراني في العراق، إضافة إلى المطالبات التي شهدتها التظاهرات الحاشدة في المدن العراقية بانتقاد نقص الخدمات الأساسية ومحاكمة المسؤولين الفاسدين وتقديمهم إلى القضاء.

وفي بغداد، التي انطلقت فيها تظاهرة حاشدة في ساحة التحرير وسط العاصمة بمشاركة عشرات آلاف المتظاهرين للمطالبة بإصلاح الجهاز القضائي ومكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين، أقدم متظاهرون الجمعة على تمزيق صور المرشد الإيراني الأعلى «علي خامنئي» التي وضعتها بعض الميليشيات في ساحة التحرير.

وفي محافظات في الوسط والجنوب رفع المتظاهرون لافتات ورددوا هتافات مناهضة لطهران.

كما ذكر شهود عيان أن المشاركين رفعوا خلال التظاهرات التي خرجت في مدينة الكاظمية في العاصمة العراقية لأول مرة شعارات مناوئة لإيران.

وفي تطور لافت في مدن شيعية معروفة أخرى مثل كربلاء والنجف، ذكرت مصادر خاصة أن المشاركين في التظاهرات المطالبة بالإصلاحات في المدينتين رفعوا شعارات ضد النفوذ الإيراني المتنامي في العراق عموما وفي المدن الشيعية المقدسة خصوصا.

وأشارت المصادر أن هذا التطور في توجيه الانتقادات إلى إيران وبشكل علني كان غير متوقع إلى وقت قريب وذلك نظرا لوجود أحزاب وميليشيات مسلحة موالية لطهران تسيطر على الشارع الشيعي، وخاصة في تلك المدن وهي ذات نفوذ وتحظى بدعم رسمي حكومي حسب المصادر.

وسبق أن نشرت مواقع التواصل صورة كبيرة للمرجع الإيراني «الخميني» وقد تعرضت للتخريب بعد أيام من وضعها في بداية شارع المطار في النجف الذي أطلق عليه اسم «شارع الخميني» والذي تم افتتاحه مؤخرا بحضور مسؤولي السفارة الإيرانية وبعض قادة الأحزاب العراقية الموالية لإيران.

وأبدى مسؤولون إيرانيون مواقف معارضة للتظاهرات المنتشرة في مدن العراق التي وجهت تهم الفشل والفساد للحكم فيه.

وقد نشرت وسائل إعلام إيرانية تصريحات السفير الإيراني السابق في العراق والقيادي في «الحرس الثوري» الإيراني «حسن كاظمي قمي» الذي انتقد التظاهرات في مدن العراق واعتبرها «مشبوهة»، وحذر من وقوف دول خارجية وراءها.

كما تداولت وسائل إعلامية عراقية تقارير نشرت على مواقع «الحرس الثوري» الإيراني ذكرت أن إيران أجرت اتصالات مع الحكومة العراقية للتحذير من إحالة حليفها «نوري المالكي »إلى المحاكمة بتهمة الفساد، علما أن معظم التظاهرات الجارية اعتبرته المسؤول الرئيسي الأول عن انهيار العراق وإفلاسه حاليا.

وفي ذات السياق، تناولت وسائل إعلام محلية انتقاد مسؤول إيراني المرجعيات الدينية العراقية لتأييدها التظاهرات المطالبة بالإصلاح، إذ أكدت المراجع الدينية في النجف تأييدها للمطالب المشروعة التي رفعها المتظاهرون، كما طالبت حكومة رئيس الوزراء «حيدر العبادي» بملاحقة الفاسدين.

ويعتقد المراقبون أن الشعب العراقي يبدي كثيرا من الحساسية إزاء أي نفوذ أجنبي في شؤون العراق وخاصة من إيران التي وقعت بينها وبين العراق حرب مدمرة لثماني سنوات (1980-1988) أضف إلى هذا سعي الحكومة الإيرانية للسيطرة على المدن المقدسة في العراق من خلال الهيمنة على كل الجوانب الدينية والاقتصادية فيها منذ عام 2003 والتي سببت انتزاع حقوق ومصالح تاريخية للعراقيين فيها.

كما يعتقد البعض أن إيران كانت وراء إنشاء الميليشيات المسلحة التي تتمتع طهران بنفوذ قوي على قياداتها عبر تقديم مختلف أنواع الدعم المالي والعسكري لها.

  كلمات مفتاحية

العراق إيران الحرس الثوري علي خامنئي حيدر العبادي نوري المالكي الإصلاح

تصاعد حدة الخلاف بين «العبادي» و«سليماني» بسبب الإصلاحات و«المالكي»

مئات المتظاهرين العراقيين يقتحمون مبنى حكومي في كربلاء

متظاهرو العراق يهددون بعصيان مدني

هل أقدم «العبادي» على الإصلاحات الأخيرة رغما عن إيران؟

برلمان العراق يمنح «العبادي» دعما قويا بالموافقة بالإجماع على خطته للإصلاح

السفارة العراقية لدى طهران تمنح 6 آلاف تأشيرة زيارة للإيرانيين يوميا