قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن أعدادا متزايدة من الشباب الكردي في العراق تقبل على الانضمام إلى متمردي «حزب العمال الكردستاني» (بي كا كا)، رغم انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين الحزب والحكومة التركية في وقت سابق من العام الجاري.

وبينما يُعتبر هذا الحزب «جماعة إرهابية» بالنسبة للولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الأوروبي، يقول شباب كردي إنهم يرغبون في الانضمام إلى مقاتلي الحزب في المعركة ضد «الدولة الإسلامية»، وهذا يعود في جزء منه إلى الإحباط التي تسرب إليهم بشأن فشل حكومتهم في إقليم كردستان العراق، الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي. 

ووفق تقرير نشرته الصحيفة البريطانية، اليوم الأربعاء، يبدو هؤلاء الشباب غير مبالين بمخاطر الانضمام لمتمردي الحزب، في الوقت الذي بدأت فيه قوات تركية خاصة عملية عسكرية ضد الحزب في مناطق شمالي العراق.

وحول أسباب الانضمام إلى متمردي الحزب، التقت الصحيفة أحد الشباب الذي يخطط للتوجه إلى منطقة جبال قنديل في إقليم كردستان العراق، حيث قواعد حزب العمال؛ وذلك للتدرب على القتال، والانضمام إلى الحزب كمقاتل في صفوفه.

وقال الشاب، وهو طالب من كركوك عمره 23 عاما، إن «الشباب ملوا من عدم وفاء الحكومة بوعودها».

الشاب، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، رأى أن أسبابا مشابهة تدفع شباب كردي مثله إلى المخاطرة بأرواحهم والانضمام للحزب.

وأضاف: «لو كانت عندي ثقة في الأحزاب السياسية في كردستان ما كنت سأفكر في الذهاب إلى منطقة جبال قنديل».

ولفتت صحيفة «إندبندنت» إلى الأزمة المالية التي تعاني منها حكومة كردستان العراق في ظل توقف تحويلات مالية من جانب الحكومة المركزية في بغداد.

وأوضحت أن الخلاف بين حكومة بغداد وحكومة أربيل بشأن الميزانية وعوائد النفط يؤخر دفع رواتب موظفي الحكومي في كردستان، بجانب رواتب مقاتلي «البيشمركة»، الذي يقاتلون في الصفوف الأمامية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

كما يشعر الشباب بالإحباط إزاء التقدم في العملية الديمقراطية في إقليم كردستان العراق، والفساد الذي طال شخصيات في حكومة الإقليم.

وقال المتحدث باسم «حزب العمال الكردستاني»، «زاجروس هيوا»، إن هذه العوامل ساهمت في الزيادة الكبيرة الحاصلة في معدل انضمام الشباب الكردي إلى صفوف الحزب من شمال العراق.

وأضاف أن نحو 100 شاب من إقليم كردستان العراق ينضمون إلى قواعد الحزب في قنديل كل شهر.

ولم تتمكن الصحيفة من التحقيق من صحة هذه المعلومة.

بدورها، قالت «جوان» (اسم غير حقيقي)، 23 عاما، إنها تأثرت بشدة بلقاء مقاتلات في صفوف حزب العمال الكردستاني في وقت سابق من هذا العام.

وتضيف: «رأيت كيف يقاتلن وقررت أن أكون مثلهن».

وتتابع: «هن يدافعن عنا، فلماذا لا ندافع نحن أيضا عن أنفسنا».