اعتبر الموفد الأممي إلى سوريا، «ستيفان دي ميستورا»، أن الفشل في جمع السعودية وإيران على مائدة مفاوضات واحدة بشأن الملف السوري يعد عقبة رئيسية نحو إحلال السلام في هذا البلد العربي، مؤكدا أن هناك حاجة ماسة لحل سياسي شامل وسريع في سوريا من أجل وقف إزهاق المزيد من الأرواح ولكبح جماح تنظيم «الدولة الإسلامية».
وقال «دي ميستورا» في مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن كثيرا من أطراف الصراع في سوريا، وبينهم رئيس النظام السوري، «بشار الأسد»، «باتوا يدركون أن تحقيق نصر عسكري هو مسألة غير ممكنة».
وأضاف أن «بعض الخطوط العريضة لاتفاق نهائي في سوريا أصبحت واضحة، وهناك بعض الظروف التي تمكن من الوصول لهذا الاتفاق بينها عقد الولايات المتحدة وروسيا مناقشات مبدئية».
واستدرك: «رغم ذلك فإنه لا يمكن الوصول إلى حل لهذا الصراع بدون مشاركة كل اللاعبين الدوليين الرئيسيين، وهذا يشمل بالطبع إيران الداعم الرئيسي للرئيس بشار الأسد، ومنافستها الإقليمية المملكة العربية السعودية».
وتابع: «ما لا أسمعه حتى الآن ونود سماعه هو: نقاش صريح بين إيران والسعودية».
وأجرت صحيفة «وول ستريت جورنال» اللقاء مع «دي ميستورا» أثناء تواجده في بروكسل؛ حيث التقى، أمس الخميس، الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، «فيديريكا موغيريني»، وبحث معها سبل تسريع الحل السياسي في سوريا.
وبعد توقيع الاتفاق النووي بين إيران والقوى في يوليو/تموز الماضي، وعدت «موغيريني» بجهود للاتحاد الأوروبي تمهد الطريق لسياق إقليمي يسمح بجمع الرياض وإيران على طاولة مفاوضات واحدة. لكن دبلوماسيين يرون أن الظروف غير مهيأة حتى الآن لمثل هذه الخطوة.
والشهر الماضي، اقترح «دي ميستورا» مشاركة الأطراف المتحاربة في سوريا في أربع مجموعات عمل بمساندة اللاعبين الدوليين الرئيسيين بشأن كيفية تنفيذ خريطة طريق إلى السلام؛ لأن هذه الفئات ليست مستعدة بعد لعقد مباحثات سلام رسمية.
وساند بيان للأمم المتحدة مقترح المبعوث الأممي للعمل من أجل «مفاوضات سياسية وانتقال سياسي» على أساس بيان جنيف، وهي خريطة طريق تبنتها القوى العالمية في يونيو/ حزيران من عام 2012، وتدعو إلى انتقال سياسي/ ولكنها لم تحسم مسألة دور رئيس النظام، «بشار الأسد».
وطالب البيان كل الأطراف بالعمل من أجل تنفيذ بيان جنيف الذي يشتمل على «إنشاء هيئة حاكمة انتقالية تشمل جميع الأطراف ولها سلطات تنفيذية كاملة».
ويأمل المبعوث الأممي في أن تعطي اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة الشهر الجاري زخما لهذه الدبلوماسية، محذرا من أن «الوقت ينفذ» لتحقيق تقدم دبلوماسي إضافي.
وقال: «مع فقدان الشعب السوري للأمل وذوبان الكثير من مواطني هذا البلد في الدول المجاورة وفي أوروبا ومع تقدم تنظيم الدولة الإسلامية على الأرض، رغم الحملة الدولة التي تقودها الولايات المتحدة، فإن الحاجة إلى حل سياسي للملف السوري باتت أمرا ملحا».