قال الأمين العام السابق لـ«الائتلاف السوري المعارض» «نصر الحريري»، أن سوريا تحت الاحتلال الإيراني، مؤكدا في الوقت ذاته أن مبادرة «دي ميستورا» لم ترتق إلى مجرد أن تكون رؤية لحل سياسي.
ولفت «الحريري» إلى أن الثورة السورية تقترب من عامها الخامس، وحتى الآن لم يستطيع أي طرف حسم النزاع إلى صالحه، لكن على الرغم من أن النظام يمتلك القوة العسكرية الأكبر على الأرض، ويتلقى دعماً سياسياً وعسكرياً من حلفاء كبار في المنطقة على رأسهم روسيا وإيران، كما لديه دعم مالي كبير يمكنه من تجنيد المقاتلين من الجنسيات المختلفة، وبالرغم كل ذلك لم يستطع النظام القضاء على الثورة في سوريا.
احتلال إيراني
وقال «الحريري» لـ«القدس العربي» إن «النظام السوري لم يعد يمتلك أي سلطة على أي شبر من الأرض السورية»، مؤكدا أن «الأمر الأول والأخير يعود لطهران، فنحن تحت الاحتلال الإيراني الذي يشرف ويقود كل العمليات العسكرية، وجيش النظام والمرتزقة كلهم يقاتلون تحت إدارة القادة الإيرانيين، وعلى رأسهم «قاسم سليماني» قائد الحرس الثوري، فنحن أمام مشروع هيمنة واحتلال إيراني»، على حد قوله.
المجتمع الدولي لم يتدخل سوى للمحافظة على استمرار القتال بين الطرفين على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، وعلى الرغم من إيمان الجميع أنه لا يوجد حل سوى الحل السياسي، إلا أنه لا يمكن الوصول إلى أي نتيجة إلا بعد خلق حالة من توازن القوى العسكرية تدفع النظام للرضوخ للمساعي الدولية والمبادرات المتعددة، لأن النظام لا يمكن أن يستجيب إلا عندما يشعر بالخطر، كما حدث عندما رضخ للشروط الدولية بتسليم السلاح الكيميائي، حيث استشعر قرب تنفيذ ضربة دولية ضده»، بحسب قول «الحريري».
وحول الدعم الذي يقدمه الائتلاف، بين «الحريري» أن الائتلاف السوري يدعم أي جهد سياسي يقوم على بيان جنيف 1 الصادر في الثلاثين من يونيو/حزيران 2012، وقرار مجلس الأمن 2118 القاضي بتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة، والشرط الأساسي لنا هو أنه لا يوجد أي إمكانية لأي دور للأسد خلال المرحلة الانتقالية أو في المستقبل.
مبادرة «دي ميستورا» فاشلة
وأضاف أن جميع المبادرات المطروحة حتى الآن لا ترتقي لمستوى طموحات ومطالب الشعب السوري، مبادرة «دي ميستورا» هي مبادرة إنسانية ولم ترتق إلى مجرد أن تكون رؤية لحل سياسي، فهي كانت تنص في البداية على وقف القتال في مدينة حلب، ومن ثم خفضت شروطها ليصبح الحديث فقط عن تخفيف حدة القتال في المدينة، دون التطرق لباقي المناطق التي تعاني من القتل والحصار اليومي.
وفيما يخص مبادرة «دي مستورا»، قال الأمين العام السابق للائتلاف، أن تصريح «دي ميستورا» الأخير حول أن «الأسد» جزء من الحل السياسي دفعنا للشك به وبأهدافه، ووصلنا لقناعة بأن خطته فاشلة وأصبحت جزءا من الماضي، وأتوقع أنه لن يتأخر كثيراً في إعلان الفشل كما فعل سابقوه.
وأدركت «موسكو» بعد وقت طويل أن شريكها «الأسد» لن يتمكن من البقاء في السلطة في أي حل سياسي أو عسكري مقبل، فحاولت تدارك الأمر في ظل العزلة الدولية الكبيرة التي تعيشها بسبب حربها في أوكرانيا، فحاولت الوصول إلى حل سياسي ولكن على المقاس الروسي، بحسب «الحريري»
وبين أن سعيها الأساسي كان هو إلغاء شرعيتين وهما: شرعية جنيف 1، وشرعية المعارضة السورية ممثلة بالائتلاف حيث حاولت ايجاد إطار جديد للمعارضة، لكن رفض الائتلاف المشاركة بالمؤتمر أفشل مخططاتها.
وأشار إلى أن جهود القاهرة أتت في إطار محاولة تجميع قوى المعارضة كافة والوصول إلى رؤية سياسية واحدة، ضمن عملية حوار سوري سوري يقوم بها الائتلاف.
زيارة أردوغان للمملكة
وحول زيارة أردوغان للسعودية واحتمال تطوير العلاقات بين العاصمتين، بالتزامن مع زيارة الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، بين «الحريري» أنها تعطي زخماً كبيراً للقضية السورية، فالتحركات السعودية تأتي في إطار وضع حد للتمدد الإيراني المتشعب من طهران لبغداد لدمشق لبيروت وأخيرا في صنعاء، وأي تحرك باتجاه الوقوف بوجه التمدد الإيراني سينعكس إيجاباً على القضية السورية، ولو تمكنت هذه الدول من التوافق ستكون النتائج تاريخية ومهمة على جميع الأصعدة».