أضرم شاب عاطل عن العمل النيران في جسده في الشارع الرئيسي وسط العاصمة التونسية ليل الخميس في حادثة شبيهة بما أقدم عليه مفجر الثورة "محمد البوعزيزي" عام 2010.

وفيما لم يتم ذكر سبب فعلته، قالت قناة "نسمة" التونسية إن الشاب المذكور في الثلاثين من عمره، ومن أصحاب الشهادات العليا وأقدم على فعلته بسبب مطالب اجتماعية.

وأُصيب الشاب بحروق من الدرجة الأولى، بكامل جسده.

وبحسب الناطق الرسمي باسم الحماية المدنيّة، "معز تريعة"، قد تمّ نقل الشاب سريعا إلى مستشفى الحروق البليغة ببن عروس، لتلقي الإسعافات اللازمة.

وتتواتر مثل هذه الحوادث في تونس من قبل الشباب العاطلين عن العمل، منذ أحداث الثورة عام 2011 والتي أشعل فتيلها بائع الخضار المتجول "محمد البوعزيزي" الذي انتحر حرقا في 17 ديسمبر/كانون الأول في سيدي بوزيد احتجاجا على مصادرة سلعه من قبل الشرطة.

وتشعل التحركات الاحتجاجية الشارع التونسي بشكل شبه يومي منذ الثورة.

ولم تفلح أي من الحكومات المتعاقبة بعد الثورة، على اختلاف طبيعتها ومكوناتها وبرامجها، في إطفاء لهيب الاحتجاجات التي تزداد وتيرتها بشكل سنوي في مختلف ربوع الجمهورية التونسية، والتي عادة ما يكون التشغيل والتنمية شعارها الأساسي.

المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (منظمة غير حكومية) قال في تقرير حديث له، إن عدد الاحتجاجات خلال شهر أغسطس/آب الماضي بلغ 397 تحركا احتجاجيا أي بمعدل 12 احتجاجا في اليوم.

ويمثل العاطلون عن العمل، وفقا للتقرير الحقوقي، الفاعل الأساسي في الاحتجاجات بنسبة بلغت 45%، يليهم أصحاب الشهادات العليا بـ 20%، ثم العمال بـ 17% فيما يتوزع باقي المحتجين على الأهالي والفلاحين وعمال الحضائر.