خبراء يحذرون من حرب مفتوحة بسبب المعارك بين أذربيجان وأرمينيا

الثلاثاء 29 سبتمبر 2020 09:50 ص

حذر خبراء من أن تثير المعارك العنيفة بين أذربيجان وأرمينيا حول ناغورني قره باغ هذه المرة مخاوف من اندلاع حرب مفتوحة بين الجانبين في منطقة تتمتع فيها روسيا وتركيا بنفوذ كبير، ما ينذر بارتدادات إقليمية غير محمودة العواقب.

وبحسب الخبراء؛ فإن السبب الأساسي لتجدد الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان على إقليم ناغورني قره باغ هو غياب الوساطة الدولية، في حين يرى آخرون أن مجموعة مينسك (هيئة الوساطة القائمة منذ العام 1992 والتي تضم فرنسا وروسيا والولايات المتحدة) وحدها يمكنها تهدئة التوترات.

وذكرت "أوليسيا فارتانيان" من المجموعة الدولية للأزمات، أن غياب الوساطة الدولية تسبب بشكل رئيسي في اندلاع مواجهات دامية في يوليو/تموز، ليس في قره باغ بل على الحدود الرسمية بين أرمينيا وأذربيجان، مضيفة: "جيش القتال في يوليو/تموز النفوس وصدرت (في البلدين) دعوات للحرب، للأسف لم يتم احتواؤها بوساطة دولية".

وقالت: "ترافق استئناف الأعمال العدائية الأحد مع تعزيز للقوة النارية، وقد نفذت أذربيجان غارات جوية، ونشرت دبابات ومدافع وقالت إنها استعادت السيطرة على بعض المواقع، نشهد تحركات منسقة في مواقع عدة على الحدود، وعسكريين مدربين ومستعدين جيدا".

وأشارت "أوليسيا" إلى تزايد دعم أنقره لباكو، بدليل المناورات العسكرية المشتركة التي أجريت في أغسطس/آب، والتي كانت الأكبر على الإطلاق بين البلدين، قائلة: "بالإضافة إلى التسليح، لم تتضح بعد ماهية الدعم الذي قد تقدمه تركيا، خيارات كثيرة مطروحة على الطاولة".

 وشددت "أوليسيا" على ضرورة أن يستأنف الدبلوماسيون جولاتهم وأن يتحدثوا مع الجانبين.

من جهته، قال المحلل "جيلا فازادزه" من تبيلسي: "في العام 2016 تركزت المعارك بشكل أساسي بين وحدات استطلاع. الآن هناك انخراط كامل (في المعارك) واستخدام للأسلحة الثقيلة".

ووصف "فازادزه" إعلان أرمينيا وقره باغ الأحكام العرفية والتعبئة العسكرية وإعلان أذربيجان تكليف الجيش سلطات إنفاذ القانون، بأنه "سابقة" منذ تسعينات القرن الماضي، بينما تقول باكو إنها سيطرت على جبل استراتيجي، وفي حال ثبت ذلك، سيجعل هذا الأمر مدينة ستيباناكرت، كبرى مدن المنطقة الانفصالية، في مرمى نيرانها.

وبحسب "فازادزه"؛ فإن أيا من الطرفين لا يملك "الموارد الكافية" لخوض حرب "بهذا الحجم لفترة طويلة"، قائلا "إن توغلا عسكريا في عمق أراضي أرمينيا أو أذربيجان، وليس الاشتباك الحدودي، هو ما يمكن أن يدفع موسكو أو أنقره إلى التدخل".

وأضاف: "يمكن لتركيا أن تدعم باكو بموجب الاتفاقات العسكرية المبرمة بين البلدين، في المقابل تعتبر روسيا أكبر الحلفاء المقربين ليريفان التي يربطها بموسكو تحالف عسكري"، مشيرا إلى أن "التدخل المباشر لن يفيد موسكو وأنقره"، بل سيعرض "الروابط الاقتصادية التي تجمع القوتين الإقليميتين" للخطر.

ويرى "فازادزه" ضرورة "تعزيز التدخل" الأمريكي والأوروبي، حيث يعتقد أن لدى موسكو دوافع مبيتة، قائلا: "هدف روسيا ليس حل النزاع بل على العكس من ذلك، إشعاله دوريا، لاستعادة نفوذها الإقليمي".

ومؤخرا، تصاعدت حدة القتال بين أرمينيا وأذربيجان على إقليم ناغورني قره باغ الجبلي ما أدى إلى سقوط 32 قتيلا على الأقل.

وتتهم أذربيجان جارتها أرمينيا باحتلال نحو 20% من الأراضي الأذرية منذ عام 1992، والتي تضم إقليم قره باغ الذي يتكون من 5 محافظات، و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "آغدام"، و"فضولي".

ويقع إقليم ناغورني قره باغ وهو جيب جبلي داخل أذربيجان، تحت إدارة سكان منحدرين من أصل أرميني أعلنوا استقلاله خلال صراع بدأ مع انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991.

وبالرغم من اتفاق لوقف إطلاق النار جرى إبرامه عام 1994، فإن أذربيجان وأرمينيا لا تزالان تتبادلان الاتهامات بشن هجمات حول الإقليم الانفصالي وعلى الحدود بينهما.

وكانت مجموعة مينسك -وهي تابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا- قد نجحت في التوسط بين أذربيجان وأرمينيا لتوقعا اتفاقا لوقف إطلاق النار في عام 1994 في الإقليم المتنازع عليه، غير أن الاشتباكات وقعت منذ ذلك الحين بشكل متقطع.

كما طالبت الأمم المتحدة وروسيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي بوقف فوري لإطلاق النار في الإقليم المتنازع عليه، وبحث الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" التوتر الحالي مع نظيره الأرمني، داعيا إلى "وضع حد للأعمال العدائية".

وطالب حلف شمال الأطلسي "ناتو" أرمينيا وأذربيجان بالوقف الفوري للأعمال العدائية التي تسببت في سقوط ضحايا من المدنيين، وحث الأطراف على استئناف المفاوضات من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع.

ويتزايد القلق الدولي بسبب تهديد الاستقرار في منطقة تمثل ممرا لخطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز من بحر قزوين إلى الأسواق العالمية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أرمينيا أذربيجان ناغورني قره باغ ‏ تركيا روسيا

أرمينيا تتهم تركيا رسميا بدخول الحرب.. وأذربيجان تنفي

أذربيجان تعلن مقتل 10 مدنيين في المواجهات مع أرمينيا

إقليم قره باغ.. صراع لم يتوقف طيلة 30 عاما

على وقع مواجهات قره باغ.. إيران: لن نسمح باستخدام أراضينا لنقل أسلحة وذخيرة

تركيا تؤكد دعمها لأذربيجان في الميدان وعلى طاولة المفاوضات

أرمينيا: مقتل طيار بعد استهدافه من طائرة تركية

ماذا وراء القتال بين جيشي أرمينيا وأذربيجان في ناغورنو كاراباخ؟