حملة مصرية واسعة ضد الشواذ واتهامات بتعريضهم للتعذيب

الأحد 4 أكتوبر 2020 12:13 م

تشن السلطات المصرية، حملة شرسة على مجتمع المثليين والمثليات وذوي التوجه الجنسي المزدوج (الشواذ)، وتصيد تلك المجموعات المصرية، باستخدام تطبيقات المواعدة الرقمية.

ووفق تقرير صدر من منظمة "هيومن رايتس ووتش"، فإن الشرطة تختلق صفحات شخصية لأفراد وهميين على وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المواعدة المثلية، تحمل أسماء كـ"جرايندر"، ثم تستخدم هذه الصفحات للتعرف على المثليين ومزدوجي التوجه الجنسي ومتغيري النوع الاجتماعي.

وفي خطوة تالية، تعتقل الشرطة أولئك الأفراد من الشوارع وتحتجزهم بشكل تعسفي، وفق التقرير.

وتتضمن إجراءات الشرطة تفتيش محتوى هواتف المعتقلين بطريقة غير قانونية بهدف تبرير إبقائهم قيد الاحتجاز وملاحقتهم قضائياً.

ونقل التقرير عن "ياسر" (27 عاماً)، أنه اعتُقل أثناء لقائه رجلاً آخر وسط مدينة الجيزة، بعد محادثة بينهما على تطبيق "جرايندر" للمواعدة المثلية.

وأضاف: "عندما عادوا يحملون معهم محضر الشرطة، تفاجأت إذ رأيت أن الشاب الذي تعرفت عليه في (غرايندر) هو أحد عناصر الشرطة.. لقد ضربوني وشتموني حتى وقعت أوراقاً تتهمني بممارسة الفسق والفجور، وأني أُعبر عن ذلك علناً بهدف "إرضاء رغباتي الجنسية الشاذة"، بحسب تلك الأوراق.

وعلى نحو مماثل، ذكر 15 شخصاً أجرت المنظمة الحقوقية مقابلات معهم، أن رجال الأمن مارسوا عليهم اعتداءات جسدية ولفظية "تتراوح بين الصفع  والرش بخراطيم المياه، والتكبيل على مدى أيام".

وفي السياق نفسه، ذكرت "ملك الكاشف" (20 عاماً)، وهي ناشطة سياسية وامرأة متحولة جنسياً، أنها اعتُقلت وأودعت "زنزانة أشبه بالقفص" بحجم الثلاجة بعد مشاركتها في تظاهرة في مارس/آذار 2019.

وقد استجوبها عناصر الأمن حول حياتها الخاصة وجراحة إعادة تحديد الجنس التي خضعت لها، وعلاقتها بناشطين آخرين، حسب قولها.

وأضافت: "واجهت أسوأ أشكال الاعتداء اللفظي على الإطلاق من رجال شرطة، ومنعوني من قضاء حاجتي ليومين، وكذلك أخضعوني إلى فحص شرجي قسري، واعتدوا علي جنسياً".

كما كشفت تعرض 8 أشخاص للعنف الجنسي، فيما أُرغم 5 آخرون على الخضوع للفحص الشرجي.

وفي ذلك الصدد، ذكرت إحدى الناشطات الـ"ترانس" (28 عاماً) أنها نزفت ثلاثة أيام بعد أن أخضعتها الشرطة لفحوصات مهبلية وشرجية قسرية في إطار فحوصات "العذرية" المزعومة، وفقاً للتقرير.

وكذلك ذكر "علاء"، أحد الضحايا الآخرين، أنه بات مضطراً إلى استعمال عكاز بسبب تعرضه لإصابات ناجمة عن الضرب الوحشي والاغتصاب المتكرر من قبل النزلاء الآخرين ممن كانوا معه في السجن.

وفي المسار نفسه، ذكرت "رايتس ووتش" أن "فحوص "العذرية" والفحوص الشرجية، تشكل معاملة قاسية ومذلة وغير إنسانية قد ترقى إلى مستوى التعذيب والاعتداء الجنسي بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان".

ويأتي هذا الهجوم في إطار عملية قمع عنيفة ضد "مجتمع الميم" في البلاد، عقب حفل موسيقي أقامته فرقة "مشروع ليلى" في 2017، حين انتشرت صورة لـ"سارة حجازي" رافعةً علم قوس قزح (الراية المميزة لمجتمع الميم) وسط الحشد.

وسرعان ما اعتُقلت "سارة" بعدها على يد الشرطة التي أخضعتها للتعذيب على مدى أشهر وحرضت النزيلات الأخريات على ضربها والاعتداء عليها جنسياً.

وانتحرت "سارة" بعد مرور 3 أعوام على تلك الواقعة، فأثارت وفاتها موجة من الصدمة والتضامن في جميع أنحاء العالم.

وأفادت باحثة برنامج حقوق مجتمع الـ"ميم" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "رشا يونس"، عن اعتقادها بأن "السلطات المصرية تتنافس على أسوأ سجل في الانتهاكات الحقوقية ضد مجتمع الـ"ميم" في المنطقة.

وأضافت: "أما الصمت الدولي فيصم الآذان".

وتابعت: "نبغي أن يتوقف شركاء مصر عن دعم قوات أمنها المسيئة إلى أن تتخذ البلاد خطوات فعالة لإنهاء هذه الدوامة من الانتهاكات، كي يتمكن أفراد مجتمع الـميم من العيش بحرية في بلادهم".

والعام الماضي، أوقفت السلطات المصرية بث فضائية خاصة لمدة أسبوعين؛ لاستضافتها "شواذ" في برامجها.

ولا توجد إحصاءات رسمية لعدد المثليين في مصر، لكن أطباء نفسيين وعلماء اجتماع قالوا -وفقا لتقديراتهم- إن نسبة المثليين والمثلييات تقدر بنحو 1.6% من المصريين.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الشواذ شواذ جنسيا المثليين جنسيا هيومن رايتس ووتش رايتس ووتش

أول بلاغ رسمي ضد منظمي حفل «الشواذ» في مصر