استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

انتكاس رهانات «نتنياهو»

السبت 19 سبتمبر 2015 04:09 ص

يوماً بعد يوم تتساقط رهانات الكسب والانتصار عند «بنيامين نتنياهو» رئيس حكومة الكيان الصهيوني وسوف يجد نفسه حتماً في مواجهة خاسرة ويضطر للدفع بالأثمان التي كان يحرص على تجنبها. فرهانه على إسقاط الاتفاق النووي الإيراني داخل الكونغرس الأمريكي بخوض معركة «كسر عظام» مع الرئيس «باراك أوباما» وإدارته آخذ في التساقط، ومؤشرات كسب «أوباما» المواجهة مع «نتنياهو» باتت مؤكدة.

كما أن رهانه الخفي بالاستفادة من النجاح الأمريكي المأمول لاحتواء إيران وإخضاعها وتطويع قرارها الوطني بما لا يتعارض مع المصالح الأمريكية، لا يجد أرضية تؤكده في ذلك التصعيد القوي الوارد على لسان السيد «علي خامنئي» ضد «الشيطان الأكبر» وضد «الشيطان الأصغر» معاً.

وأخيراً يواجه «نتنياهو» تحديات كبيرة في إيجاد حلول لأزمة تطوير حقل «لفيتان» للغاز ما يعني إسقاط رهاناته في أن تتحول «إسرائيل» إلى قوة استراتيجية إقليمية قادرة على تصدير الطاقة لدول الجوار بالنسبة لها «مصر والأردن وتركيا» هناك أزمة قانونية حول شركة «نوبل انرجي» تمنع هذه الشركة من تطوير هذا الحقل ما يعني تداعي «رهان الرخاء» الذي يحلم به نتنياهو.

فقد استطاع الرئيس «باراك أوباما» الحصول (8-9-2015) على دعم 41 من الأعضاء الديمقراطيين في مجلس الشيوخ للاتفاق النووي مع إيران، وهو عدد كبير يمكن أن يجنب الرئيس الأمريكي استخدام حق الاعتراض (الفيتو) لتعطيل مشروع أي قرار يرفض الاتفاق.

فقد أعلن ثلاثة أعضاء في المجلس بعد عودتهم من العطلة الصيفية، دعمهم للاتفاق الذي أبرمته القوى الكبرى مع إيران في 14 يوليو/تموز 2015 في فيينا، ما يرفع عدد أعضاء مجلس الشيوخ المؤيدين للاتفاق إلى 41 من أصل 100 سيناتور. وتقضي قواعد مجلس الشيوخ بالحصول على تأييد 60 من أصل 100 سيناتور للتصويت على رفض المذكرات الإجرائية وعمليات التصويت، وإذا قرر 41 سيناتوراً ذلك، فسيكون في مقدورهم منع إجراء تصويت على رفض القرار.

هذا ما أكده زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ «هاري ريد» بقوله إن «الاتفاق النووي سيتم تمريره خلال التصويت عليه داخل الكونغرس»، كما وصف عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيفادا في ندوة بمعهد «كارينغي للسلام الدولي» في واشنطن الاتفاق بأنه «الطريق الأمثل للسلام بالنسبة للولايات المتحدة و«إسرائيل».. أؤكد لشركائنا في العالم أن الاتفاق سيمر»، وأكد أن الولايات المتحدة «ستستغل هذه الفرصة السانحة لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي وتطويره».

من هنا جاءت مخاوف الكثير من «الإسرائيليين» على العلاقة الفريدة مع الولايات المتحدة خشية أن تتوقف الولايات المتحدة، أو على الأقل تتراخى، في تقديم الدعم ل «الأمان الإسرائيلي» على نحو ما كتب «عومر بارليف» في صحيفة «هآرتس» (9-9-2015) مشيراً إلى أن «الموضوع الفلسطيني قد يصل بشكل أحادي الجانب إلى مجلس الأمن بواسطة الفرنسيين، ومن سنحتاج إلى جانبنا إن لم تكن الولايات المتحدة؟!

لهذا لا يجب أن ندفن رأسنا في الرمل ونعمل ضد الشريكة الاستراتيجية الكبيرة، التي قد تكون الوحيدة لنا»، ولذلك بادر هذا الرجل بتلبية دعوة أمريكية لزيارة واشنطن للدفاع عن علاقة «إسرائيل» مع الولايات المتحدة، وحرص قبل سفره على أن يؤكد أنه «يجب استغلال الفرصة والتحدث مع الجالية اليهودية. يمكن التحدث بأسف لأن الجالية اليهودية في أزمة غير مسبوقة، وهذا بفضل نتنياهو.

فهو يعتبر نفسه زعيم الأمة اليهودية ولا يتردد في فعل أشياء تدميرية أمام أمريكا الكبيرة بما في ذلك إلحاق الضرر باليهود. الآن، بالذات، يجب القول لليهود إنه توجد سبل أخرى، وأن نتنياهو وثلته ليسوا قدراً نهائياً.. يجب إيجاد الطريق لالتئام الجراح».

ينهزم «نتنياهو» في رهان إسقاط الاتفاق النووي مع إيران، لكنه إن أراد أن يراهن على نجاح أمريكي في تطويع السلوك السياسي الإيراني نحو «إسرائيل» ووضع نهاية لما يسميه هو ب«التهديد الوجودي» الإيراني فلن يكون هذا الرهان في متناول يديه لسبب رئيسي هو أن إيران تريد أن تحصل على كل شيء ولا تخسر شيئاً، تريد أن تؤكد للشعب الإيراني أن الثورة الإيرانية والنظام الحاكم هما من يكسبا دائماً الرهانات ودون تنازلات.

قد يكون الترويج لمثل هذا النوع من الفكر الدعائي الإيراني مبالغة دعائية أيضاً، لكنه يصل حتماً إلى مناهضي سياسة نتنياهو داخل الكيان الصهيوني ويؤكد عزمه على المضي في مسيرة الفشل.

«خامنئي» قال خلال استقباله وفوداً شعبية يوم الأربعاء (9-9-2015) إن «القادة الصهاينة قالوا بعد المفاوضات النووية إنهم تخلصوا من هاجس إيران حتى 25 سنة مقبلة (بفضل الاتفاق النووي)، لكنني أقول لهم بأنهم لن يروا ال 25 سنة المقبلة»، وفي تعليقه على العلاقات مع الولايات المتحدة بعد الاتفاق النووي حسم هذا الأمر بقوله «إننا سمحنا بالمفاوضات في المجال النووي لأسباب معينة، لكننا لم ولن نسمح بأي محادثات أخرى مع الولايات المتحدة في المجالات الأخرى». 

مبرراً ذلك بأن «أمريكا لا تخفي عداءها لإيران، وهي تسعى لخوض المفاوضات للاستفادة منها كوسيلة للتغلغل وفرض إرادتها». هذه الأقوال الصريحة لم تمر بسهولة على «الإسرائيليين» الذين حاولوا الإجابة عن سؤال محوري لكشف خلفياتها هو: هل يعني الإيرانيون ما يقولون؟

بمعنى هل هذه الأقوال دعاية للاستهلاك الداخلي واكتساب المكانة في الخارج (الإقليمي) أم أنها تعبير عن سياسة وموقف مؤكد ومحدد؟ لكن ردود «الإسرائيليين» جاءت هي الأخرى ردوداً دعائية على نحو ما كتب «بوعز سيموت» في صحيفة «إسرائيل اليوم» الموالية لنتنياهو قائلاً «نحن نعتزم أن نأكل التفاح بالعسل في دولتنا في سنة «تشعو» (2015) وكذا في سنة «تثا» (2040)، أي بعد مضي ال 25 سنة التي تحدث عنها «خامنئي».

رد يكشف عمق الصدمة لدى المقربين من «نتنياهو» الذين صدموا بالعجز عن إيجاد حلول عملية وخلاقة في مقدورها إطلاق مشروع تطوير حقل «لفيتان» للغاز أكبر الحقول «الإسرائيلية» المكتشفة في البحر المتوسط لسببين:

أولهما، إصرار وزير الاقتصاد «أرييه درعي» على عدم الالتفاف، كما يريد «نتنياهو» ورجاله داخل الحكومة و«الكنيست»، على قرار المسؤول عن منع الاحتكارات في «إسرائيل» برفض الصيغة التي وافقت عليها الحكومة ثم وافق عليها «الكنيست» (8-9-2015) بأغلبية 59 ضد 51 صوتاً. فقرار «الكنيست» لن يغير من الواقع شيئاً ولم يعد أمام نتنياهو إلا إقالة المسؤول عن منع الاحتكار وتعيين مسؤول جديد بدلاً منه. 

أما السبب الثاني فهو تراجع القدرة التنافسية لحقل «لفيتان» «الإسرائيلي» أمام حقل الغاز المصري الجديد الذي أغلق نهائياً فرص بيع الغاز «الإسرائيلي» لمصر وسيمنع حتماً شركة «نوبل انرجي» الشريكة في استثمار هذا الحقل من التورط في إنفاق المليارات لتطوير هذا الحقل لإنتاج الغاز منه وبأسعار تجارية منافسة بعد أن أغلقت تقريباً منافذ لبيعه لمصر وربما الأردن وتركيا.

معنى هذا هو تبديد حلم الرخاء، وسقوط ما حرص «نتنياهو» على أن يروجه من أقوال عقب تصويت «الكنيست» على صفقة الغاز وقوله «عندما أريد شيئاً فإنني أحصل عليه» في حين أن الحقيقة تقول إن كل ما يريده حتماً سوف يخسره فتلك هي دائماً محصلة رهاناته الخاطئة.

  كلمات مفتاحية

نتنياهو أوباما الاتفاق النووي إيران إسرائيل الاحتلال فلسطين أمريكا الغاز الإسرائيلي

«نتنياهو» يلجأ لـ«القناصة والغرامات» ضد راشقي الحجارة ويعلن الحرب على المرابطين

«نتنياهو» يجري محادثات في روسيا بشأن سوريا .. ويناقش الاتفاق النووي في البيت الأبيض

«نتنياهو» يهاجم «خامنئي» من لندن ويصفه بـ«الطاغية»

أكثر من 107 آلاف يوقعون عريضة في بريطانيا لاعتقال «نتنياهو»

صحيفة: استخبارات (إسرائيل) رأت إيجابيات في الاتفاق النووي و«نتنياهو» أخرسها

ترحيب إيراني غربي بالاتفاق النووي و«نتنياهو» يعتبره «خطأً تاريخيا»