قال الرئيس المصري، «عبد الفتاح السيسي»، إن حرية الإعلام في مصر في الفترة الراهنة «غير مسبوقة»، على الرغم من تقارير حقوقية دولية تحدثت عن أن مصر تعيش، حاليا، «أسوأ مناخ» لحرية الصحافة.

جاء ذلك في مقابلة متلفزة أجرتها شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية مع الرئيس المصري على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتي أكد خلالها، أيضا، على أن العلاقات الاستراتيجية بين واشنطن والقاهرة أكبر من مسألة  تزويد الأولى للثانية بالسلاح.

وردا على سؤال بشأن وضع حرية الصحافة في مصر، قال الرئيس المصري: «مش عايز (لا أريد أن) أبالغ، لكن أن عايز أؤكد لك إن عندنا (في مصر) حرية إعلام غير مسبوقة».

وأضاف: «مفيش حد (لا يوجد أحد) في الإعلام (المصري) سواء في الصحافة أو في التليفزيون يقدر حد (شخص ما) يُحجر على رأيه».

وتابع: «لم يحصل خلال الفترة التي توليت فيها السلطة إن حد اتحاسب على الرأي سواء من الصحفيين والإعلاميين أو حتى من غير الصحفيين والإعلاميين».

وفي يونيو/حزيران الماضي، قالت «لجنة حماية الصحفيين» الدولية إن 18 صحفيا مصريا على الأقل يقبعون خلف القضبان لأسباب مرتبطة بعملهم الصحفي، وهو أعلى عدد في مصر منذ أن بدأت اللجنة تسجيل بيانات عن الصحفيين المسجونين في عام 1990.

وقالت اللجنة، ومقرها نيويورك، في تقرير لها: «يعتبر التهديد بالسجن في مصر جزءا من مناخ تمارس فيه السلطات الضغط على وسائل الإعلام لفرض الرقابة على الأصوات الناقدة وإصدار أوامر بعدم التحدث عن موضوعات حساسة».

وعلق، «خالد البلشي»، رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين المصريين، على تقرير المنظمة الدولية قائلا إن عدد الصحفيين المسجونين أعلى من ذلك، وقدره بأكثر من 30 صحفيا، مضيفا: «نحن في أسوأ مناخ للصحافة في تاريخ مصر».

وفي موضوع أخر بشأن مدى رضاه عن المساعدات التي تحصل عليها مصر من الولايات المتحدة فيما تسميه القاهرة بـ«الحرب على الإرهاب»، قال الرئيس المصري إن «أسلحة مكافحة الإرهاب تختلف عن الأسلحة التقليدية الأخرى؛ حيث أنها شديدة الدقة لأنها تتعامل مع عناصر (إرهابية) قليلة ومحددة»، لافتا إلى بلاده تحتاج مقدار من هذه النوعية من الأسلحة يزيد عن الموجود لديها.

وردا على سؤال بشأن ما إذا كان توجه مصر لشراء أسلحة من فرنسا في الفترة الحالية يعود لعدم توفير واشنطن هذه النوعية من الأسلحة للقاهرة، قال «السيسي»: «مش عايزين نخلي (لا نريد أن نجعل) العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية محصورة فقط في المساعدات العسكرية، هذا أمر في منتهي الأهمية؛ فالعلاقات أكبر من ذلك بكثير».

ونفي أن يكون محبطا من عدم حصول القاهرة من واشنطن على ما تحتاجه من مساعدات عسكرية، وقال: «نتفهم ظروف الولايات المتحدة الأمريكية».