يبدأ المغرب تدريس تاريخ الجالية اليهودية وثقافتها قريبا في المناهج الدراسية، اعتبارا من الفصل الدراسي المقبل.

وقال الأمين العام للجالية اليهودية في المغرب، لـ"فرانس برس"، إن إدراج ذلك يعد "الأول في العالم العربي. وهو بمثابة تسونامي"، وفق تعبيره.

ومنذ العام 2014، تسعى الحكومة المغربية لإدراج الموروث اليهودي في المنهج التربوي المغربي ضمن برنامج واسع لما تسميه بـ"إصلاح" المناهج الدراسية.

ويظهر "الرافد اليهودي" للثقافة المغربية في فني العمارة والطبخ والموسيقى، وهو بات موجودا في المناهج الجديدة للتربية المدنية في المرحلة  الابتدائية ضمن فصل مكرس للسلطان "سيد محمد بن عبدالله" الملقب بـ"محمد الثالث".

واختار هذا السلطان العلوي مرفأ "الصويرة" كمركز دبلوماسي وتجاري أصبح بدفع منه المدينة الوحيدة في العالم الإسلامي التي تضم غالبية يهودية مع تواجد 37 كنيسا فيها.

وأوضح مدير البرامج المدرسية في وزارة التربية المغربية، "فؤاد شفيقي"، أن الوجود اليهودي في المغرب سابق للقرن الثامن عشر.

واليهود متواجدون  في المغرب منذ العصور القديمة، وعددهم في هذا البلد هو الأكبر بين دول شمال أفريقيا.

ونهاية أربعينات القرن الماضي، بلغ عدد أفراد هذه الجالية نحو 250 ألفا، وشكلوا حينها 10% من إجمالي السكان.

وكان وزير التربية المغربي "سعيد أمزازي"، وقع الشهر الماضي مع جمعيتين يهوديتين مغربيتين اتفاق شراكة "لتعزيز مفاهيم التسامح والتنوع والتعايش في المؤسسات المدرسية والجامعية".

ويقول أستاذ التاريخ "محمد حاتمي"، إن إدراج الهوية اليهودية في المنهج الدراسي "سيسمح بإدراك المواطنين الجدد لإرثهم المتنوع".

ومن المتوقع إدراج محرقة اليهود في البرامج التعليمية المغربية، بعد رسالة للملك "محمد السادس"، في 2018، دعا خلالها أمام الأمم المتحدة، إلى تعزيز دور التعليم الأساسي في مكافحة العنصرية ومعاداة السامية.

والخميس الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، أن اتفاقا تم التوصل إليه بين المغرب وإسرائيل لتطبيع العلاقات رسميا، وأن الولايات المتحدة ستعترف بأن الصحراء الغربية جزء من المملكة الواقعة شمال أفريقيا.

وأصبح المغرب رابع دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل خلال 4 أشهر، بعد الإمارات والبحرين والسودان.