خبير أردني: «الدولة الإسلامية» لن يتمكن من البقاء وزواله لا يعني استقرار المنطقة

الأربعاء 30 سبتمبر 2015 08:09 ص

قال الخبير الأردني في شؤون الجماعات الإسلامية «حسن أبو هنية» إن «تنظيم الدولة الإسلامية سيزول بفعل العنف والوحشية التي يمارسها في المجتمعات التي يسيطر عليها وحتى بين عناصره المعارضين لسياسته».

وأضاف في ندوة حوارية نظمها منتدى جدل الثقافي «مستقل»، بالعاصمة عمّان، مساء الثلاثاء، أن «مصير الدولة الإسلامية سيكون مثل مصير كل الأنظمة التي مارست الظلم والاستبداد بحق شعوبها وتجنبت الحوار ولجأت لاستخدام القوة في وجه مطالبهم الشرعية واحتكرت على مدار العقود الماضية القرار وحدها دون أدنى شراكة مع مكونات المجتمع».

وكشف «أبو هنية» في الندوة التي حضرها عشرات الشباب الأردنيين المستقلين أنه يعكف برفقة الكاتب الأردني «محمد أبو رمان» على إصدار مؤلف حول «الداعشيات» ويختص بسر انضمام النساء لتنظيم «الدولة الإسلامية»  وأعدادهن وكيف يوظفهن التنظيم.

وقال إن «التنظيم على الرغم من تمدده وعدم إيقاع ضربات قاسمة بحقه من قبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ومحاولته تغيير أسلوبه بإظهار نتائج إيجابية لحكمه بدلاً من مشاهد القتل والعنف، إلا أنه لن يتمكن من البقاء حيث ستلفظه المجتمعات الحاضنة مثلما ثارت على أنظمه استبدادية في المنطقة العربية».

ومضى «أبو هنية» بالقول إن «السر في تمدد التنظيم مرده إلى احتوائه للمعذبين والمقهورين في المنطقة وتقديم خيارات الإنتقام لهم سواء الذين عانوا من استبداد الاحتلال الإسرائيلي وممارساته الوحشية في فلسطين، أو أولئك الذين مورست بحقهم الطائفية والقتل على الهوية كما في العراق، أو أولئك الذين ألقيت عليهم البراميل المتفجرة في سوريا ومورست بحقهم أشكال وصنوف شتى من التعذيب والقتل والتشريد».

وأضاف أن «زوال تنظيم الدولة الإسلامية لا يعني بالضرورة أن تنعم المنطقة بالاستقرار»، مؤكداً أن «استقرار المنطقة يكون أولاً بإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، ومن ثم إيجاد نماذج حكم ديمقراطية حقيقية، ووقف مسلسل الاستبداد في العديد من الأقطار العربية، ومحاولة استثمار الرغبة العارمة لدى الكثير من أبناء المنطقة بإعادة الشريعة الإسلامية بما يتوافق مع حداثة العصر».

وأعلن الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، الثلاثاء، أن القضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» سيستغرق وقتا، واصفا المهمة بـ«الصعبة والمعقدة»، وذلك في كلمته التي ألقاها في افتتاح مؤتمر «مكافحة التطرف العنيف وتنظيم الدولة الإسلامية» في نيويورك.

ورحب «أوباما» بـ«التعاون مع جميع البلدان، بما في ذلك روسيا وإيران، بغية الوصول إلى آلية سياسية يمكن بها بدء المرحلة الانتقالية في سوريا».

وتابع «لقد رأينا دعما من تركيا، وهو ما سمح لنا  بتكثيف الحملات الجوية، وإزاحة الدولة الإسلامية إلى المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا، والولايات المتحدة ستتخذ خطوات للقضاء على قنوات تمويل التنظيم، من خلال الجهود الاستخباراتية والعسكرية الاقتصادية».

ولفت «أوباما» إلى أن التطرف ليس مرتبطا بأي دين، معتبرا أن التنظيم يستهدف المجتمعات الإسلامية حول العالم.

ونشأ «الدولة الإسلامية» في العراق بعد بدء الاحتلال الأمريكي للبلاد في مارس/ آذار 2003، وامتد نفوذه إلى سوريا بعد اندلاع الثورة الشعبية فيها منتصف مارس/ آذار 2011، ومنذ أكثر من عام، يسيطر هذا التنظيم على مناطق واسعة شرقي سوريا وشمالي وغربي العراق، وأعلن في يونيو/ حزيران الماضي عن قيام ما أسماها «دولة الخلافة»، وأعلن زعيمه «أبو بكر البغدادي» نفسه «خليفة»، مطالبا المسلمين بمبايعته.

ومع تنامي قوة التنظيم أعلنت الولايات المتحدة أنها حشدت أكثر من 60 دولة، إقليمية وغربية، في تحالف، على أمل دحر تنظيم الدولة الإسلامية.

ويوجه التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بمشاركة دول أوروبية وعربية، ضربات جوية لمواقع الدولة الإسلامية في سوريا والعراق في إطار الحرب على التنظيم ومحاولة تحجيم تقدمه في مناطق أوسع في الدولتين، وذلك بعد سيطرة الدولة الإسلامية على مدينة الموصل شمالي العراق بالكامل، في 10 يونيو/ حزيران الماضي.

  كلمات مفتاحية

الأردن تنظيم الدولة الإسلامية

العاهل الأردني يؤكد لـ«أردوغان» أهمية التعاون في القضاء على «الدولة الإسلامية»

القضاء على «الدولة الإسلامية».. مهمة مؤجلة أمريكيا

«العبادي» يتوقع القضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» خلال فترة «قياسية»

نائب أمريكي يؤكد أهمية دعم وتمويل السعودية لأمريكا في "القضاء على الإرهاب"

"شكرا لله على السعوديين": الدولة الإسلامية والعراق والدروس المستفادة