أوردت صحيفة "لوموند" الفرنسية، الثلاثاء، توقعا بتقارب أكبر بين الجزائر وروسيا، على خلفية اتفاق تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، مقابل اعتراف أمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.
ونقل تقرير للصحيفة الفرنسية عن الباحث "بيير فيرمرين" قوله إن الرباط بقبولها "صفقة" التطبيع مقابل الاعتراف بسيادتها على الصحراء الغربية تعزز جذورها الغربية، بينما عززت الجزائر بالفعل علاقاتها مع روسيا.
وأوضح التقرير أن التطبيع الدبلوماسي بين المغرب وإسرائيل دخل فعليا مرحلة التحقق أمس الثلاثاء بهبوط طائرة في الرباط من تل أبيب، وكان على متن الطائرة وفد إسرائيلي بقيادة المدير العام لوزارة الخارجية "ألون أوشبيز"، وكذلك "جاريد كوشنر"، صهر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب".
وفي السياق، قال أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة السوربون والمتخصص في الشأن المغاربي "بيير فيرمرين"، إن هذه التطبيع المغربي الإسرائيلي يجدد خطوط القوة الإقليمية التي يعود تاريخها إلى الحرب الباردة.
واعتبر الباحث أن "علاقات الجزائر مع الولايات المتحدة ليست سيئة لكنها غامضة كما هو شأنها مع دول الخليج"، مضيفا: "لكن في النهاية وعلى الرغم من كل شيء فإنهم ليسوا في نفس المعسكر حتى لو لم يكونوا أعداء تماما كما هو الحال مع المغرب"، حسب قوله.
وتابع أن "ما هو أكثر أهمية بالنسبة للجزائريين هو ما سيحدث في ليبيا، فالملف الليبي يثير اهتمامهم أكثر لأنه يتعلق بشكل خاص باستقرار تونس، ولكن ما يمكن أن يغير الحالة هو أن يقرر المغاربة استعادة آخر قطعة من الصحراء تهرب منهم وحينها قد يحتاجون إلى الروس".
وأشار إلى أن "صفقة" التطبيع المغربي الإسرائيلي قد تؤثر أيضا على سياسات الجزائر حيال منطقة الساحل والصحراء، لافتا إلى أن "الجزائريين يفهمون بشكل أساسي ما يحدث في منطقة الساحل من خلال قضايا السياسة الداخلية. ويتعلق الأمر بالسيطرة على صحرائهم والسيطرة على الطوارق وآلاف الكيلومترات من الحدود. وهم في كل ذلك لا يمكنهم السماح لقوى معادية بالاستقرار في جوارهم، وإن كان ذلك يزعج الأمريكيين والفرنسيين"، بحسب تعبيره.
