«الإيكونوميست»: الملك «سلمان» في سدة الحكم.. عام من الأزمات

الجمعة 2 أكتوبر 2015 03:10 ص

قالت مجلة «الإيكونوميست» البريطانية في تقرير لها إن الملك «سلمان بن عبد العزيز»، صاحب الـ79 عاما، ظهر متماسكا منذ أن خلف أخيه غير الشقيق، الملك «عبد الله»، على عرش المملكة العربية السعودية في يناير/كانون الثاني الثاني.

وأضافت أنه من الطبيعي أن يعاني أي ملك جديد يصل إلى العرش من سوء الحظ، لكن العديد من الأزمات التي واجهها الملك «سلمان» خلال العام الأول من الحكم تعد إما «مشاكل مزمنة»، أو «مخرجات لنظام متهاوي تفاقمت جراء غياب الشفافية وقصور القيادة كما يهمس البعض في المملكة».

وعددت المجلة الأزمات التي واجهتها المملكة منذ تولي الملك سلمان «الحكم».

ولفتت إلى أنه ربما يكون سقوط رافعة البناء على أجزاء من المسجد الحرام في مكة المكرمة، في 11 سبتمبر/أيلول الماضي، الذي خلف أكثر من 100 قتيلا من الحجاج، «حادثا غريبا».

لكن حادث التدافع خلال الحج، الذي وقع في الـ 24 من الشهر ذاته، وأسفر عن مقتل 769 حاجا، «ليس كذلك».

إذ يأتي حادث التدافع الأخير بعد سلسلة طويلة من الحوادث الدموية التي وقعت خلال مواسم الحج الماضية، والتي تحدت الجهود السعودية لجعل الأماكن المقدسة آمنة.

واعتبرت المجلة البريطانية أن هذا الحادث يشكل «إحراجا للملك سلمان، الذي يحمل لقب خادم الحرمين الشريفين».

ورغم ذلك نشرت صحف سعودية برقية أرسلها الملك «سلمان» إلى ولي العهد الأمير «محمد بن نايف»، الذي رأس اللجنة المسؤولة عن تنظيم الحج، يشيد فيها بابن أخيه بسبب تنظيمه لموسم حج ناجح، حسب البرقية.

«الإيكونوميست»، ذكرت، أيضا، أن المملكة تصم آذانها عن التساؤلات بشأن الخسائر البشرية للحرب التي تقودها ضد المتمردين في اليمن.

ووفق إحصاءات الأمم المتحدة، قُتل 4500 مواطن يمني على الأقل، أكثر من نصفهم من المدنيين، منذ بدء التحالف العربي، بقيادة السعودية، في مارس/ آذار الماضي حملته العسكرية في اليمن.

ولفتت المجلة البريطانية إلى واقعة مقتل 130 شخصا من ضيوف حفل زفاف في اليمن يوم 28 سبتمبر/أيلول الماضي، جراء قصف جوي للتحالف، معتبرة أن «هذا مثال واحد لا أكثر» على انتهاكات التحالف في اليمن.

وحتى الآن، تنفي السعودية مسؤوليتها عن الحادث.

ووفق «الإيكونوميست»، «يعد اليمن موضوعا حساسا؛ لأن قائد التحالف العربي، الأمير محمد بن سلمان، هو الابن المفضل للملك». وحتى الآن، يؤيد الشارع السعودي على نطاق واسع التدخل السعودي في اليمن.  لكن رغم المكاسب التي حققتها قوات التحالف، التي تقودها السعودية، في المناطق المفتوحة من اليمن، فمن المتوقع أن يرتفع عدد الضحايا مع تقدمها هذه القوات في مناطق جبلية ومزدحمة بالسكان، ومعها قد تتزايد شكوك الرأي العام، حسب المجلة البريطانية.

المجلة البريطانية لفتت إلى الصعود الدموي لتنظيم «الدولة الإسلامية»، ومخاطر ذلك على المملكة، لافتة في هذا الصدد إلى الهجمات التي استهدفت مساجد للشيعية في المملكة خلال الشهور الأخيرة.

وفي وقت سابق من شهر أغسطس/آب الماضي استهدف هجوما انتحاريا مسجدا تابعا لوحدة أمنية بمدينة أبها، جنوبي غربي السعودية؛ ما أسفر عن مقتل 15 شخصا، بينهم 12 من عناصر الأمن.

وفي مايو/أيار الماضي، استهدف تفجيران انتحاريان مسجدين للشيعة في محافظة القطيف ومدينة الدمام (شرق)؛ ما أسفر عن مقتل 25 شخصا.

وتبنى تنظيم «الدولة الإسلامية» المسؤولية عن الهجمات الثلاثة.

أيضا، يشعر السعوديون بالقلق على اقتصادهم، حسب «الإيكونوميست».

إذ ضرب الهبوط الحاد في أسعار النفط المملكة بقوة، رغم أنه بإمكانها السحب من احتياطياتها الضخمة من العملة الأجنبية، والتي انخفضت بنسبة 10٪ من ذروتها التي وصلت إليها العام الماضي، حيث بلغت 737 مليار دولار.

كذلك، لا يوجد للسعودية ديون تذكر؛ لذلك يمكنها بسهولة إصدار المزيد من السندات الحكومية.

لكن الذي أضطر رجل الشارع السعودي كان البورصة؛ حيث انخفضت بنحو 30 % خلال مدي العام الماضي.

ولم يفلح فتح البورصة أمام المستثمرين الأجانب في يونيو/حزيران الماضي في وقف التدهور في أوضاعها.

  كلمات مفتاحية

السعودية الملك سلمان أزمات أسعار النفط الدولة الإسلامية حادثة تدافع الحجيج

سحب مشروع قرار للتحقيق في انتهاكات في اليمن بضغط من السعودية

130 قتيلا في قصف لقاعة زفاف في المخا غربي اليمن.. والتحالف ينفي مسؤوليته

الملك «سلمان» يأمر بمراجعة خطط موسم الحج

السعودية: لا شبهة جنائية في حادثة الرافعة ومليون ريال لذوي كل قتيل

السعودية تدرس خيارات خفض إنفاقها في 2016 جراء تهاوي النفط

بالصور.. كشف معمل لصناعة الأحزمة الناسفة ومقر لإيواء المطلوبين بالعاصمة الرياض