أعلن الديوان الملكي السعودي الثلاثاء أن تقرير لجنة التحقيق بحادثة سقوط الرافعة في الحرم المكي، التي ذهب ضحيتها 111 قتيلا و330 مصابا أفاد بعدم وجود شبهة جنائية، مشيرا إلى أن سبب الحادثة هو تعرض الرافعة لرياح قوية، وهي في وضعية خاطئة.
وقال الديوان في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس) إن الملك «سلمان بن عبد العزيز» وجه بصرف مليون ريال لكل ذوي قتيل ومصاب إصابة بالغة نتج عنها إعاقة دائمة، و500 ألف ريال لباقي المصابين.
وأوضح البيان أن الملك «سلمان» وجه باستضافة اثنين من ذوي كل متوفى من حجاج الخارج ضمن ضيوف خادم الحرمين الشريفين لحج عام 1437 هـ مع تمكين من لم تمكنه ظروفه الصحية من المصابين من استكمال مناسك حج هذا العام من معاودة أداء الحج عام 1437 هـ، ومنح ذوي المصابين الذين يتطلب الأمر بقاءهم في المستشفيات تأشيرات زيارة خاصة لزيارتهم والاعتناء بهم خلال الفترة المتبقية من موسم حج هذا العام والعودة إلى بلادهم .
ولفت إلى نتائج التحقيق، الذي أطلع عليه الملك «سلمان»، وجاء السبب الرئيسي للحادث هو تعرض الرافعة لرياح قوية، بينما هي في وضعية خاطئة وأن وضعية الرافعة تعتبر مخالفة لتعليمات التشغيل المعدة من قبل المصنع، والتي تنص على إنزال الذراع الرئيسية عند عدم الاستخدام أو عند هبوب الرياح ومن الخطأ إبقاؤها مرفوعة، إضافة إلى عدم تفعيل واتباع أنظمة السلامة في الأعمال التشغيلية، وعدم تطبيق مسؤولي السلامة عن تلك الرافعة التعليمات الموجودة بكتيب تشغيلها.
يضاف إلى ذلك ضعف التواصل والمتابعة من قبل مسؤولي السلامة بالمشروع لأحوال الطقس وتنبيهات رئاسة الأرصاد وحماية البيئة وعدم وجود قياس لسرعة الرياح عند إطفاء الرافعة، بالإضافة إلى عدم التجاوب مع العديد من خطابات الجهات المعنية بمراجعة أوضاع الرافعات وخاصة الرافعة التي سببت الحادثة، بحسب البيان.
وحمل التقرير المقاول (مجموعة بن لادن السعودية) جزءاً من المسؤولية عما حدث لما أشير إليه من أسباب وإعادة النظر في عقد (الاستشاري شركة كانزاس) ومراجعة أوضاع جميع الروافع الموجودة بالمشروع، والتأكيد على توفير جميع متطلبات واحتياطات الأمان والسلامة فيها.
وعلى ضوء ذلك، أمر الملك «سلمان» بإحالة نتائج التحقيق وكافة ما يتعلق بهذا الموضوع إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، لاستكمال إجراءات التحقيق مع (مجموعة بن لادن السعودية) وإعداد لائحة الاتهام وتقديمها للقضاء للنظر في القضية، وإلزام مجموعة بن لادن السعودية بما يتقرر شرعاً بهذا الخصوص، ومنع سفر جميع أعضاء مجلس إدارة مجموعة بن لادن السعودية، والمهندس بكر بن محمد بن لادن وكبار المسؤولين التنفيذيين في المجموعة وغيرهم ممن لهم صلة بالمشروع، وفقا للتقرير.
ومضى البيان أن «هذا الأمر يكون حتى الانتهاء من التحقيقات وصدور الأحكام القضائية بهذا الشأن، وإيقاف تصنيف (مجموعة بن لادن السعودية) ومنعها من الدخول في أي منافسات أو مشاريع جديدة، ولا يرفع الإيقاف إلا بعد استكمال التحقيقات وصدور الأحكام القضائية في هذه الحادثة، ويعاد النظر في التصنيف في ضوء ذلك، وبما لا يؤثر على المشاريع الحكومية التي تقوم المجموعة حالياً بتنفيذها، وتكليف وزارة المالية والجهات المعنية بشكل عاجل بمراجعة جميع المشاريع الحكومية الحالية التي تنفذها مجموعة بن لادن السعودية وغيرها، للتأكد من اتباع أنظمة السلامة والحرص على ذلك ، واتخاذ ما يلزم وفقاً للأنظمة والتعليمات».
وجرت فجر اليوم الثلاثاء مراسم دفن عدد من ضحايا حادثة سقوط الرافعة في الحرم المكي، التي أسفرت عن مقتل 111 شخص، وإصابة قرابة 330 آخرين مساء الجمعة الماضية.
وكان العاهل السعودي، قد وجه الأحد، بتكفل الدولة نفقات أداء الحجاج المصابين بحادث سقوط رافعة الحرم، لمناسكهم في المشاعر المقدسة، وذلك عقب زيارته لهم.
ويشهد الحرم المكي كثافة في عدد المصلين هذه الأيام مع توافد الحجاج لأداء فريضة الحج.
كما يشهد الحرم أعمال توسعة هي الأكبر في تاريخه، ولكن جرت العادة على وقف أعمال التوسعة مع بدء توافد الحجيج.
وكان العاهل السعودي، قد دشن في يوليو/ تموز الماضي، 5 مشروعات ضمن التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام بمكة المكرمة، والتي تعد أكبر توسعة في تاريخ المسجد الحرام.