أنهت اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة الرافعة التي سقطت داخل الحرم المكي الشريف بمكة، المكرمة أول أمس، أعمالها في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد.
وسيتسلم مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير «خالد الفيصل بن عبدالعزيز»، اليوم، التقرير النهائي؛ تمهيدا لرفعه لولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير «محمد بن نايف بن عبدالعزيز»، ومن ثم لخادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان بن عبدالعزيز».
ونقلت مصادر صحفية عن المستشار والمشرف العام على وكالة الإمارة للتنمية رئيس اللجنة الدكتور «هشام الفالح» أن اللجنة استعانت بخبراء من «أرامكو» ومن الهيئة السعودية للمهندسين.
وكانت إدارة الإحصاءات والمعلومات بمديرية الشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة قد أوضحت في بيان صدر عنها في وقت سابق اليوم أن عدد الحالات الإسعافية التي استقبلتها مستشفيات العاصمة المقدسة؛ نتيجة الحادثة بلغت 331 حالة، توزعت على سبع مستشفيات، حيث بلغ عدد الوفيات 111 حالة وفاة؛ نتيجة سقوط الرافعة العملاقة.
من جانب آخر، انطلقت عملية إصلاح الأضرار الناجمة عن حادث سقوط رافعة في الحرم المكي في السعودية.
وبدأت عملية تغيير الأرضيات الرخامية المحطمة في منطقة الطواف، قبل أن تنتهي من أعمال إزالة الرافعة المنهارة، فيما مدت السلطات شريطا أمنيا في مساحة 500 متر مربع، تقع في منطقة السعي بين الصفا والمروة.
وتعتبر الرافعة، التي سقطت، الأكبر من بين أكثر من 10 رافعات موجودة في المنطقة، وتستخدم من أجل توسعة منطقة الطواف في الحرم المكي.
وكان المتحدث الرسمي لرئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي «أحمد بن محمد المنصوري» قد أعلن الجمعة الماضي أنه ونتيجة للعواصف الشديدة والرياح القوية والأمطار الغزيرة والحالة الجوية السيئة في مكة المكرمة سقط جزء من إحدى الرافعات في المسجد الحرام على جزء من المسعى في المسجد الحرام والطواف.
ويأتي هذا الحادث في الوقت الذي يستعد فيه مئات آلاف المسلمين من مختلف أنحاء العالم لأداء فريضة الحج في وقت لاحق من الشهر الحالي.
وشهدت مكة المكرمة هطول أمطار غزيرة مصحوبة برياح شديدة وعواصف رعدية شملت ضواحيها والمحافظات التابعة لها.
وذكر الدفاع المدني السعودي في وقت سابق أنه وفقا للتقارير الصادرة من الرئاسة العامة للأرصاد، «تتعرض منطقة مكة المكرمة خلال الساعات القادمة إلى حالات جوية ممطرة».
وأهاب الدفاع المدني بكافة المواطنين والمقيمين بأخذ الحيطة والالتزام بتعليمات وإرشادات الدفاع المدني.
وتشهد مناسك الحج، الذي يعد واحدا من أكبر التجمعات البشرية في العالم، بين الحين والآخر حوادث خاصة تلك التي تكون بسبب التدافع حين يسعى الحجاج لإكمال المناسك، وكان أشدها خلال السنوات الماضية وفاة مئات الحجاج في تدافع عام 2006.
وقررت السلطات السعودية بعد 2006 البدء بتوسيع مناطق المناسك الأساسية في الحج وتحسين نظام المواصلات في مكة في محاولة لمنع مثل هذه الكوارث، فيما تزال أعمال التوسيع قائمة ولهذا السبب تنتشر رافعات بناء في محيط الحرم في مكة المكرمة.
يذكر أن المنطقة المحيطة بمكة المكرمة معززة بنقاط التفتيش وغيرها من الإجراءات لمنع الناس من الوصول لمناطق الحج بدون ترخيص، فيما لجأت السلطات السعودية لزيادة تلك الإجراءات الهادفة لتقليل التجمعات التي يمكن أن تؤدي للتدافع والحد من الحرائق والتهديدات، وخاصة في الأعوام الماضية مع تنامي التحديات الأمنية في الشرق الأوسط.
ومن الإجراءات الأخرى التي نفذت العام الماضي تقليص الأعداد المسموح بها من الحجاج لأسباب تتعلق بالسلامة مع تنفيذ أعمال التوسيع للمسجد الحرام.