هل تحل السياحة محل النفط كعمود فقري للاقتصاد السعودي؟

السبت 3 أكتوبر 2015 12:10 م

يمكن أن تتفوق إيرادات السياحة على الإيرادات التي تجنيها المملكة العربية السعودية من النفط يوما ما وفقا لخبراء صناعة السياحة والاقتصاد.

وفي معرض حديثهم حول النمو المستمر والمطرد لقطاع السياحة السعودي في حدث نظمته الدولة السعودية، قال اقتصاديون وخبراء أن السياحة والتراث الوطني هي القطاعات الأكثر احتمالا لتصبح ركائز الاقتصاد السعودي في المستقبل الذي يرتكز الآن على صادرات النفط.

«السياحة تمثل القطاع الاقتصادي الثاني في ترتيب الأهمية في المملكة»، وفقا لما قال المحلل الاقتصادي فضل سعد أبو العينين وفقا لبيان صادر عن منظمي الحدث، الهيئة السعودية للتراث والسياحة الوطنية، الأربعاء.

«وعلى الرغم من أن مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي لا تتعدى 2.7% فإن خطط التنمية في مجال السياحة السعودية تظهر القدرة على رفع هذه النسبة إلى مستويات أعلى ويجعلها أكثر قدرة على تطوير المناطق المستهدفة وخاصة المناطق الريفية والنائية التي تحتاج إلى تنمي اقتصادية شاملة لخلق الوظائف وفرص الاستثمار».

«ناصر بن عجيل العطار» هو اقتصادي آخر كان يشهد الحدث وقدر حجم سوق السياحة في المملكة ونحو 80 مليار ريال سعودي، بعيدا عن دخل الأماكن الإسلامية المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

التعليقات تؤكد أن المملكة العربية السعودية تستثمر بشكل متزايد في صناعة السياحة، حيث تشرف هيئة السياحة على العديد من البرامج لتطوير المتاحف والمواقع التراثية، الإيواء السياحي، وطرق السياحة والعمالة المنزلية في قطاعات السياحة والضيافة.

ولتسويق السياحة السعودية في الخارج، حضر الأمير «سلطان بن سلمان»، رئيس الهيئة السعودية للتراث والسياحة الوطنية اجتماع وزراء سياحة مجموعة دول العشرين في تركيا يوم الأربعاء الماضي لمناقشة كيفية تنشيط قطاع السياحة الذي يوفر فرصة عمل ضمن كل 11 فرصة عمل يتم توفيرها حول العالم.

تجاوز النفط

راكمت المملكة العربية السعودية ثرواتها من عائدات النفط. لدى المملكة 757.2 بليون دولار من الثروة السيادية ويشكل النفط والغاز 50% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. وتتطلع المملكة العربية السعودية لتنويع اقتصادها بعيدا عن تلك المنتجات التي فقدت نصف قيمتها منذ يونيو/ حزيران 2014. فبعد أن كان سعر البرميل من مزيج برنت يبلغ 114 دولارا فقد انخفض سعره ليتم تداوله عند سعر أقل من 49 دولارا.

جاء انخفاض أسعار النفط وسط وفرة في العرض وقلة الطلب، وتفاقم بسبب قرار المملكة العربية السعودية، القائد الفعلي لمجموعة الدول الـ12 الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، بزيادة إنتاجه فضلا عن خفضه على الرغم من الانخفاض الحاد الذي تشهده الأسعار.

ومع ذلك، تدرك المملكة العربية السعودية أن الوقود الأحفوري، واعتماد العالم عليه هو أمر محدود. وقد شرعت للبحث عن مجالات أخرى لتعزيز اقتصادها قبل فوات الأوان. البلد أيضا تحوي نسبة عالية من الشباب الذين يعانون من البطالة وينظرون إلى السياحة باعتبارها وسيلة لتوجيه الشباب إلى فرص العمل.

وفي تقريره حول اقتصاد المملكة في سبتمبر/ أيلول، أشاد صندوق النقد الدولي بجهود البلاد نحو تنويع اقتصادها، كما حث الحكومة على مواصلة الإصلاحات في سوق العمل.

وقال «إن انخفاض أسعار النفط زادت من أهمية الإصلاحات الهيكلية لتحويل تركيز النمو بعيدا عن القطاع العام ونحو القطاع الخاص».

«ومع الارتفاع الشديد في نسبة البطالة وتزايد عدد السكان في سن العمل، فإن الحكومة مستمرة في التركيز على الإصلاحات التي تهدف إلى زيادة توظيف المواطنين في القطاع الخاص وتنويع الاقتصاد بعيدا عن الاعتماد على النفط».

المملكة العربية السعودية هي بالفعل وجهة سياحية للمسلمين في جميع أنحاء العالم الذين يذهبون لأداء شعيرة الحج في مكة المكرمة، ولكن على الرغم من محاولاتها لتحديث البنية التحتية في جميع أنحاء الموقع، الذي يزوره الملايين سنويا، فقد اتهمت السلطات بالتقصير في الحفاظ على سلامة الزوار.

ونشأ هذا الانتقاد بسبب حادث التدافع الأخير الذي أسفر عن سقوط مئات حالات الوفاة بين الحجاج وقد أبرز أوجه القصور السعودية في التعامل مع تدفق السياح والحجاج.

في عام 2014، وافق مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية (الذين يساعدون الملك سلمان بن عبد العزيز الذي يشغل أيضا منصب رئيس الوزراء) على تشكيل 3 جمعيات هي الجمعية السعودية لمرافق الإيواء السياحي، الجمعية السعودية للمرشدين السياحيين، والجمعية السعودية للسياحة و السفر.

ورغم ذلك لا تزال المملكة متأخرة عن جيرانها العرب في مجال السياحة وبالأخص الإمارات العربية المتحدة (أبو ظبي ودبي) التي تعد الوجهات السياحية الأكثر شعبية في الشرق الأوسط.

  كلمات مفتاحية

اقتصاد السياحة في السعودية انخفاض أسعار النفط

السعودية: قطاع السياحة والفنادق يحقق أرباحا تتجاوز 300 مليون دولار

السعوديون يحتلون المركز الأول عالميا فى الإنفاق علي السياحة العائلية

السعوديون ينفقون 40 مليار ريال خلال عيد الفطر، ودبي تتصدر وجهاتهم السياحة

أسعار النفط والخلايا النائمة

ارتفاع عدد سياح الخليج في السعودية 25% خلال النصف الأول من 2015

للمرة الثانية .. اختيار السعودية في لجنة «الإحصاء» بمنظمة السياحة العالمية

ارتفاع عائدات السياحة في السعودية إلى 11 مليار ريال

الإنفاق على السياحة الداخلية في السعودية يتجاوز 104 مليارات ريال خلال 2015

«أحبار».. أول جزيرة سعودية يتم تهيئتها لسياحة اليوم الواحد

رئيس الهيئة العامة للسياحة: السعودية زارها 18 مليون شخص في العام الماضي