السيسي نموذج.. الربيع العربي الزائل في مصر: كيف تقتل ثورة؟

الاثنين 4 يناير 2021 03:55 م

رأت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أنه بعد مرور عقد من الزمان على ثورة يناير/كانون الثاني 2011، التي أطاحت بالرئيس المصري الراحل "حسني مبارك"، يبدو أن كل شيء ذهب عبثا، على الأقل للوهلة الأولى، حيث حل طاغية كامل هو "عبدالفتاح السيسي"، مكان ديكتاتور شبه سلطوي (مبارك).

وأضافت الصحيفة في مقال للكاتب "خالد دياب"، أنه "منذ استيلائه على السلطة عام 2013، كان "السيسي" لديه مهمة واضحة وهي قتل كل ما جنته الثورة، وجعل شعبه يندم على أي وقت أمضاه في الحلم بالحرية".

وأكملت: "في محاولته استعادة السيطرة، أظهر المدير السابق للاستخبارات العسكرية المصرية (السيسي) القليل من الذكاء، وبدلا من ذلك فضل استخدام القوة الساحقة والعنف، بما في ذلك قتل أكثر من 1000 مواطن في يوم واحد (خلال فض اعتصام رابعة عام 2013)".

ومضت: "كما اعتقل نظام السيسي أو سجن أو أخفى آلافًا لا حصر لها من النشطاء والمعارضين والثوار والصحفيين من جميع الأطياف السياسية، مما جعل السجون المصرية أكثر مؤسساته ديمقراطية (تضم ديمقراطيين)".

"وبات الأشخاص الذين سعوا ذات مرة لتحقيق حلم الحرية في التحرير وغيرها من الساحات في جميع أنحاء البلاد إما خلف القضبان، أو قاموا بتعبئة أحلامهم المحطمة بالحرية ويحاولون تجميع حياتهم المحطمة إما في المنفى في الخارج أو في المنفى الميتافيزيقي لفك الارتباط"، وفق الصحيفة.

وأشار الكاتب إلى أنه حزين على ما آلت إليه مصر التي تم اختزال مواطنيها في العبودية، وعاجز "لأنه لا يوجد ما يمكنني فعله أو غيره سوى التعبير عن معارضتنا للسلوك الوحشي لنظام السيسي وغضبنا من الدول التي تقوم بتسليح وتمكين ودعم هذا المشروع الإجرامي".

وباتت تونس، وفق الكاتب، "هي الاستثناء الذي يتحدى الأعراف والذي يثبت أن الحكم الاستبدادي لا يجب أن يكون هو القاعدة في العالم العربي، ولكن في مصر، كما هو الحال في كثير من أنحاء المنطقة، ليس الناس هم من لا يفهمون الديمقراطية، ولكن قادة البلاد هم الذين يرفضون قبولها، علاوة على أن هناك جيشا مدججا بالسلاح يرفض الانسحاب من السياسة، ويواجه فراغًا في القيادة ناتجًا عن عقود من القمع".

وبين أن "الفكرة المنتشرة داخل مصر وخارجها أن المصريين لا يفهمون إلا لغة القمع ويحتاجون إلى فرعون ليحكمهم هي فكرة غير دقيقة بقدر ما هي إهانة".

ولفت إلى أن "اعتماد نظام السيسي بشكل ملحوظ على العنف هو في الواقع علامة ضعف وليس قوة، فهو ليس نظاما قويا كما يظنن البعض، ولكنه فقط يختفي خلف العنف".

ما الذي يخبئه المستقبل لمصر؟

رغم أن الأفكار والتطلعات التي أيقظتها الثورة المصرية قد تعرضت للضرب ، إلا أنها لا تزال حية، وهي الآن تستقطب شريحة أكبر من السكان مما كانت عليه عندما تولى "السيسي" السلطة، حتى أن العديد من أنصاره لم يعد يعتبرونه بطلًا أو منقذًا لهم، هكذا يرى الكاتب.

وشدد أنه "على الرغم من هزيمة الثورة سياسيا في الوقت الحالي ، إلا أن الثورة اجتماعيا تسير على قدم وساق".

ومع ذلك، لا يوجد حاليًا مساحة في المشهد السياسي لأي تغيير إيجابي من قبل النظام. بسبب عدم الأمان على عرشه، "فلا يتسامح السيسي مع أي معارضة فحسب، بل يشعر بالرعب أيضًا من أي تحدٍ محتمل لسلطته".

وأشارت الصحيفة إلى أن "أكبر دليل على ذلك هو كيف قام بترهيب وسجن كل من كان يخطط للترشح للرئاسة في الانتخابات السابقة ، والتي فاز بها بشكل غير مفاجئ بنسبة 97% من الأصوات".

وتابعت أنه "على الرغم من أن مصر لم تغرق حتى الآن كما فعلت سوريا أو ليبيا، فإن هذا الاحتمال القاتم ليس مطروحًا على الطاولة، وكلما زاد السيسي من العنف والقمع، زادت احتمالية إشعال النظام صراعًا واسع النطاق".

وعلى الرغم من أن الدولة المصرية، وفق الصحيفة، "لم تفشل بالكامل بعد، لكنها بالتأكيد على طريق الفشل، منشغلة بإثراء الجيش، وتفشل باستمرار في تقديم الخدمات التي يتوقعها المواطنون من حكومتهم.. في الواقع، بالنسبة لغالبية المواطنين، أصبح وجود الدولة في حياتهم قمعيًا بالكامل تقريبًا".

وفي النهاية فإنه بعد 10 سنوات من الربيع العربي، يمكن التأكيد أنه لم تنجح محاولات حاكم مصر في سحق المعارضة ولا في القضاء على الأفكار التي أيقظتها.

المصدر | ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر الربيع العربي الثورة حسني مبارك السيسي فرعون

وسم الثورة قادمة يتصدر تويتر في مصر

الثورات والتكنولوجيا.. هذا ما تكشفه 10 سنوات بعد الربيع العربي

10 أعوام على ثورة 25 يناير.. تدهور متصاعد لأوضاع الحريات ودولة القانون في مصر

بلومبرج: الربيع العربي كشف هشاشة الأنظمة الاستبدادية

عقد من الثورة.. ثغرات خطيرة حولت الربيع العربي إلى شتاء قارس