اعتبرت وكالة أسوشيتد برس أن واقعة اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" للكونجرس الأربعاء في سابقة خطيرة بالحياة السياسية الأمريكية، ما هي إلا ثمرة للقوى الهدامة التي يرعاها ويحركها الرئيس الجمهوري منذ سنوات.
والأربعاء شهدت واشنطن، مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين من أنصار "ترامب" اقتحموا مبنى الكونجرس، أسفرت عن مقتل 4 أشخاص واعتقال 52 آخرين.
وجاء الاقتحام أثناء انعقاد جلسة للكونجرس، للتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية، وأدى إلى تعليق الجلسة لنحو 6 ساعات، قبل استئنافها لاحقا، فيما انتشرت قوات من الحرس الوطني لوقف الاضطرابات، وفرض حظر تجوال ليلي.
وأشارت الوكالة إلى أن هذه الرعاية والتوجيه بلغ ذروته الأربعاء، بتعطيل طقس ديمقراطي، لكنه أنهي رسميا محاولات "ترامب" غير الدستورية للبقاء في السلطة.
وقالت الوكالة إن مشاهد الاقتحام المؤسفة، اعتاد الأمريكيون رؤيتها فقط في الأراضي البعيدة في ظل حكم الأنظمة الاستبدادية.
وذكرت أن المقتحمين اختاروا مبني الكابيتول الذي يرمز إلى قلعة الديمقراطية، وأعادوا إلى الأذهان مشاهد التوتر والدم في عصر الحرب الأهلية.
وتابعت: لكن هذه المرة المحرض على العنف هو رئيس منتخب وفق التقاليد الديمقراطية، ولكنه غير راغب في احترام الانتقال السلمي للسلطة.
((1))
وفى هذا الصدد، علق المؤرخ الرئاسي "مايكل بيشلوس" على واقعة اقتحام أنصار "ترامب" الكونجرس قائلا: هذه محاولة انقلابية حرض عليها رئيس الولايات المتحدة.
وأضاف: "نحن أمام لحظة غير مسبوقة، إذ أن الرئيس مستعد للتآمر مع الغوغاء لإسقاط حكومة.. هذا مخالف تماما لفكرة الديمقراطية والتي تتبناها الأمة الأمريكية منذ أكثر من قرنين من الزمان".
وأشارت الوكالة إلى أن "ترامب" لطالما كان بطيئا في إدانة أعمال العنف والتطرف، كما رفض إدانة المتعصبين البيض واليمين المتطرف، وغالبية هذه المجموعات تدعم الرئيس الخاسر في الانتخابات الأخيرة.
وأشارت إلى أن مبني الكابيتول تم اقتحامه في عام 1814، عندما هاجمه بريطانيون وأضرموا النار فيه خلال حرب 1812.
وقال المؤرخ والأستاذ بجامعة برينستون، جوليان زيليزر: إن لحظة الصراع الداخلي التي يغذيها الرئيس لا يمكن إلا أن تذكر بالحرب الأهلية.
وأضاف أن "ترامب" كان يؤجج الانقسامات ودعا إلى الاحتجاج والفوضى، وهذا الأمر لم يحدث من أي رئيس أمريكي من قبل.
((2))