CNN عربية

كشف إطلاق سراح الرقيب الأمريكي «بو برغيدول»، والذي اختطفته حركة طالبان في أفغانستان يونيو/حزيران 2009، مقابل 5 من معتقلي الحركة في قاعدة جوانتانامو العسكرية، كشف عن وساطة قطرية لاتمام الصفقة بين واشنطن وحركة طالبان الأفغانية.

وكانت واشنطن قد أقرت مفاوضات مع طالبان في مايو/أيار 2012، بشأن اطلاق سراح الجندي الأمريكي، إلا أن الحركة انسحبت من المفاوضات.

وفي نوفمبر/تشرين 2013 ، أبدت طالبان استعدادها للتفاوض، بحسب مصادر أمريكية رفيعة،  وطلبت واشنطن بتأكيد يثبت أن الجندي على قيد الحياة، وردت الحركة الأفغانية حينها بنشر تسجيل مرئي لـ«بيرغدول».

ووسط حالة من عدم الثقة بين الطرفين، قامت قطر بالتوسط في مفاوضات جدية بين كلا من واشنطن وطالبان، في الدوحة، أسفرت عن إتفاق مبادلة العقيد الأمريكي بخمسة من مقاتلي طالبان. وذلك بحسب مصادر مطلعة.

وبحسب الاتفاق، توجه الستة (الجندي الأمريكي ومقاتلي طالبان الخمسة) إلى نقطة لقاء محددة، فيما انتظر مسؤولون قطريون إطلاق سراح عناصر طالبان.

وبناءا على ما أفادت به مصادر أمريكية بارزة، فإن المسؤولين القطريين التقوا بالمعتقلين الخمسة الأفغانيين في مدرج قاعدة غوانتانامو البحرية، إلا أن كيفية إرسالهم بإشارة إلى طالبان بأن المفرج عنهم في عهدتهم، ظلت غير واضحة.

وقد قاد 18 من مقاتلي طالبان الجندي الأمريكي إلى نقطة لقاء محددة، ظهر أمس السبت 31 مايو/أيار، وحلقت فوق المكان مروحيات قتالية أمريكية، حيث جرى تسليم «بيرغدول»، الذي انهار في البكاء حين تأكد بتسليمه للقوات الخاصة الأمريكية.  

من ناحية، شكر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية «باراك أوباما»،  أمير قطر، الشيخ «تميم بن حمد بن خليفة»، على الدور الذي لعبته بلاده في تأمين إطلاق الجندي الأمريكي، مشيرا إلى أن الحكومة الأمريكية نقلت خمسة من معتقلي غوانتانامو  إلى قطر.

وكانت طالبان قد افتتحت مكتبا سياسيا لها في الدوحة، ضمن اجراءات لخوض مفاوضات مع الولايات المتحدة. واحتجت كابل على تسمية مكتب طالبان في الدوحة "المكتب السياسي لإمارة أفغانستان الإسلامية"، وهو الاسم الذي كانت حركة طالبان تطلقه على أفغانستان أثناء حكمها البلاد (1996-2001)، ولا تزال الحركة تستخدمه منذ ذلك الحين، ما يعطي الانطباع بأن طالبان حظيت بنوع من الاعتراف السياسي الدولي.