أزمة أرابتك ... ما الذي حدث؟!

الأحد 10 أغسطس 2014 09:08 ص

أرتي ناجراج، أرابيان بيزنيس // ترجمة وتحرير: الخليج الجديد

أسهم شركة أرابتك للإنشاءات دخلت في تقلبات حادة نهاية الشهر، وتسببت في حدوث انخفاضات في سوق دبي المالي. لماذا حدث هذا؟

عانت شركة أرابتك للإنشاءات، والتي تتخذ من إمارة دبي مقرًا لها، من تدقيق مكثف بسبب انهيار قيمة أسهم الشركة خلال الأشهر القليلة الماضية؛ حيث فقدت 70% من قيمتها بين منتصف مايو وأول يوليو.

أرابتك المدرجة على قائمة أسواق دبي، والمنضمة حديثا لمؤشر (MSCI) للأسواق الناشئة، تسببت في مشكلات حادة لسوق المال بإمارة دبي؛ حيث فقد سوق دبي المالي حوالي 30 مليار دولار من قيمته في ثمان أسابيع.

ولكن في الوقت الذي تعافت فيه أرابتك وسوق دبي المالي، اندلعت ارتباكات حادة بين المستثمرين مما أشار إلى انخفاض معدل الشفافية والإفصاح بين الشركات المحلية.

 

ما الخطأ الذي حدث؟

بدأت أرابتك، المملوكة جزئيا لآبار العقارية التابعة لصناديق أبو ظبي السيادية، في أوائل 2012 بداية مذهلة، حيث فازت بعدد كبير من المشروعات من بينها عقد بمبلغ 6.1 مليار دولار لتطوير 37 برج في الإمارات وعقد آخر بمبلغ 40 مليار دولار لبناء مليون وحدة سكنية في مصر.

الدعم القوي التي تلقته أرابتك من آبار العقارية، والتوقعات العالية لأسهم أرابتك ساعدا في الإبقاء على أسهم أرابتك طافية حيث وصلت إلى ارتفاع مضاعف وصل إلى 7.4 درهم للسهم في مايو 2014.

على الرغم من ذلك، فإن الإشاعات قد انتشرت حول مشكلات داخلية قد تودي بالشركة خارج قائمة الشركات المسجلة بالسوق المالي.

وقد فسر السيد «فتحي بن جريرا»، المدير التنفيذي لمجموعة الخدمات المالية (ميناكورب)، هذا قائلا: «عندما انتشرت الإشاعات عن وجود صراعات داخلية بين آبار وأرابتك ثم تلا ذلك ظهور المدير التنفيذي السيد حسن إسميك، فقد هلع المستثمرون من أن تخسر أرابتك دعم حكومة أبوظبي وهو ما يمكن أن يعرض عقود الشركة المليارية للخطر»

وفي أوائل يونيو، كشفت بيانات البورصة أن آبار العقارية قد قللت من أسهمها في أرابتك بنسبة تتراوح بين 18.94 و21.57% مما أدى فورًا إلى هبوط حاد في أسهم أرابتك.

يقول جريرا: «أرابتك شركة ضخمة وبطل كبير على المستوى الإقليمي ويمكن القول بأنها في المنافسة مع منافسين كبار على الصعيد الدولي. لكن المستثمرون مقتنعون بأن طموحات أرابتك غير واقعية بدون الحصول على دعم كامل من آبار العقارية المملوكة لحكومة أبوظبي».

الأخبار التي تناثرت عن استقالة مدير أرابتك «إسميك»، والحديث عن زيادته لأسهمه بالشركة ليكون أكبر فرد حامل لأسهم الشركة قد أدت إلى زيادة القلق والريبة بين المستثمرين مما ساهم في حدوث هذا التهاوي الشديد لأسهم أرابتك. 

وقد تطور الموقف من أمر صغير حتى حدثت الأزمة بسبب عدم وجود شفافية لدى الشركة وهذا ما أكد عليه جريرا قائلا: «يجب على أرابتك مناقشة هذا الأمر فورا. وحتى الآن لا يبدو الموقف مرضيًا بسبب حالات الغموض التي تحيط بالأسهم المملوكة لحسن اسميك. فعلى الرغم من استقالته، يظل المدير التنفيذي السابق أكبر حاملي أسهم الشركة على الأقل ظاهريا».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تأثير أوسع

من المتوقع أن أزمة أرابتك سيكون لها تأثيرًا واسعًا على بورصة دبي؛ فقد انخفض المؤشر العام لسوق دبي المالي بنسبة 22.5 % بإجمالي نقاط 3942.8 نقطة بنهاية شهر يونيو، مقارنة بإجمالي 5087.5 نقطة في نهاية مايو، كما انخفض رأس المال السوقي بنسبة 19.8% ليصل إلى 292.7 مليار درهم بنهاية يونيو الماضي.

ويرى السيد جريرا أنه على الرغم من أن أرابتك هي السبب الرئيسي لهذا الهبوط، فإن عوامل أخرى تضافرت لتزيد من سخونة الموقف.

ويضيف جريرا قائلا:«على سبيل المثال، يقوم عدد كبير من المستثمرين في أرابتك باستخدام الروافع المالية، مع تطبيق طلبات الهامش المحطمة لسعر السهم، وهذا ليس في أسهم أرابتك فقط بل في أسهم خاصة بشركات أخرى. وحيث أنه تم تحجيم المضاربة بأسهم أرابتك في جلسات تداول متعددة، فإن هذه الأسهم ليست من السهل بيعها. وبناءًا على ذلك، فإن أسهمًا أخرى تم استخدامها في عملية طلبات الهامش التي تضاف إلى ضغوط البيع الكلية وينتج عنها انهيار المؤشر».

وحيث أن هذه الحادثة هي محل اهتمام المستثمرين الأجانب، فإنها لن تدفعهم للخروج من البلاد، حسب تصريحات جريرا التي قال فيها «المستثمرون الأجانب يتميزون باستيعاب متطور وهم يعرفون جيدا أن هذا النوع من المفاجآت المحزنة يمكن أن يحدث ما داموا يستثمرون في أسواق غير متقدمة. إنني أكثر اهتماما بالمستثمرين ذوي الثروات المرتفعة ومستثمري التجزئة الذين بدأوا في الثقة في السوق ثم فقدوا جزءا كبيرا من المال في إطار فترة زمنية قصيرة. فهؤلاء المستثمرون سيكون من الصعب إقناعهم بأن هذه هي حالة منعزلة عن القاعدة الجارية بالسوق».

 

ماذا بعد؟

في بداية يوليو، عقدت أرابتك مؤتمرا صحفيا صرح فيه مدير الشركة خادم القبيسي أن آبار العقارية ستظل على دعمها للشركة وأن أرابتك ستستمر في القيام بمشروعاتها. كما أكد على أن أرابتك ستقوم في المستقبل بزيادة كفاءة أعمالها على نحو أفضل وستركز على أعمالها الإنشائية الأساسية.

وأضاف قائلا: «أنا متأكد من أن معدلات الشفافية ستزيد بنسبة كبيرة في أرابتك خلال الشهور القليلة القادمة. بالنسبة لي، تعتبر الشفافية غاية في الأهمية كما أننا نحتاج لأن نكون أكثر شفافية مع حملة أسهم شركتنا».

وبعد تصريحات القبيسي، عادت معدلات الثقة على نحو بطيء إلى السوق، كما أنه تم إيقاف السقوط الحر لأسعار أسهم أرابتك.

يقول السيد جريرا «لقد كان ذكر أرابتك لاستمرار دعم آبار لها أمر في غاية الخطورة لاستعادة الثقة بين المستثمرين كما أن هذه التصريحات قد أفادت أسعار الأسهم بشكل فوري. لكن هنالك إجراءات أخرى يجب القيام بها، خصوصا ما يتعلق بالخطط المستقبلية وأسهم السيد اسميك».

لقد أكدت هذه الأزمة بكاملها على أهمية وجود نسبة أكبر من الشفافية بين الشركات المحلية المدرجة على قائمة سوق المال، خصوصا في ضوء التعديلات الأخيرة على مؤشر MSCI.

ويضيف جريرا قائلا «إن قرار هيئة الأوراق المالية والسلع بإنشاء لجنة لمراقبة تصريحات المحللين والمديرين التنفيذيين التابعين للشركات المدرجة بسوق المال هو قرار بالإتجاه الصحيح. يجب محاسبة الشركات المدرجة على قوائم سوق المال ومدرائها على تصريحاتهم وفي بعض الأحيان على سكوتهم وصمتهم كذلك».

 مؤكدًا أن «الكثير قد تم خلال الأعوام الماضية في الإمارات العربية المتحدة. لكنه وبكل تأكيد لا زالت هنالك من الأعمال التي يتوجب القيام بها».

  كلمات مفتاحية

بورصة «دبي» ترتفع بدعم أسهم «أرابتك» والسوق السعودية تواصل الهبوط

أرابتك تؤكد التزامها بمشروع المليون وحدة سكنية في مصر

أرابتك تدفع بورصة دبي للهبوط ومعادن تضغط على السوق السعودية

وزير الإسكان المصري: تباطؤ محادثات مشروع إسكان بسبب تغيرات أرابتك

بعد فشل مشروع «الكفتة» .. الجيش المصري يقر بفشل مشروع الإمارات المليوني للإسكان

«آرابتك» الإماراتية تفوز بمشروع إنشاءات بقيمة 283 مليون دولار في السعودية

مصر تنهي التعاقد مع «أرابتك» بشأن مشروع المليون وحدة سكنية بعد فشل المفاوضات