استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

التحالف السعودي المصري «يتضعضع» على أرضية التدخل العسكري الروسي في سوريا

الجمعة 9 أكتوبر 2015 05:10 ص

التحالفات السياسية والعسكرية العربية قصيرة النفس، وغالبا لا تعمر طويلا، لأنها ترتكز على المزاجية والعلاقات الشخصية بين القادة، وليس استنادا لاعتبارات وقواعد استراتيجية صلبة، والتقارب السعودي المصري ربما يكون المثال الأوضح في هذا الصدد.

فبعد عامين تقريبا من الغزل «الحميم» بين القاهرة والرياض، وتقديم الأخيرة ودولة الامارات العربية والكويت المتحدة أكثر من 30 مليار دولار على شكل منح مالية، ونفطية، وقروض، وودائع ائتمانية، بدأت العلاقات تدخل «ثلاجة شديدة البرودة» رغم التصريحات المفاجئة التي أدلى بها الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، و«أشاد فيها بالدور السعودي في خدمة الحجاج على مدار السنين، واستحالة أن يزايد عليها أحد»، وذلك أثناء خطابه بذكرى حرب أكتوبر.

هناك مفتاحان رئيسيان يحكمان طبيعة العلاقة المصرية السعودية في الوقت الراهن:

الأول: الموقف من حركة «الاخوان المسلمين» والجماعات الاسلامية بشكل عام.

الثاني: الموقف من النظام السوري والتدخل الروسي العسكري الراهن الرامي إلى منع سقوطه مهما كلف الثمن.

***

اللافت أن المواقف والسياسات السعودية المصرية في حال صدام، وليس تناقضا فقط، تجاه هاتين المسألتين، حيث تقف الحكومتان في خندقين متقاتلين في مواجهة بعضهما البعض، رغم المجاملات الرسمية.

الفتور في العلاقات بدأ منذ تولي العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز» الحكم في مطلع هذا العام، حيث آثر أن «ينسف» إرث شقيقه الراحل الملك «عبد الله» السياسي، ويقدم على تغيير تحالفاته الاقليمية، وينخرط في تحالف إقليمي قطري تركي، مما يعني إنهاء القطيعة مع حركة «الاخوان المسلمين» بكل تفرعاتها، واتخاذ موقف عدائي من التدخل الروسي لدعم النظام في سوريا.

عدم مشاركة العاهل السعودي في قمة شرم الشيخ الاقتصادية للدول المانحة لمصر، ومشاركته الرمزية، ومغادرته المبكرة للقمة العربية التي تبعتها بأيام في المنتج نفسه في نهاية مارس/آذار الماضي، وإلغاء او تأجيل، زيارة كانت مقررة له إلى العاصمة المصرية في طريق عودته من واشنطن قبل عشرين يوما، كلها تؤكد أن «الكيمياء» الشخصية والسياسية بينه وبين الرئيس المصري ضعيفة، إن لم تكن شبه معدومة.

عندما يكون هناك خلاف أو فتور في العلاقات بين الحكومات العربية، فإن التعبير عنها لا يأتي في معظم الأحيان من خلال القنوات الدبلوماسية، وإنما من خلال رسائل غير مباشرة، فالحكومة المصرية تملك إرثا كبيرا في هذا الصدد، وسلاحها الأقوى هو وسائل الإعلام.

ومن يتابع الصحف وبرامج التلفزة المصرية، يجد أنها مليئة هذه الأيام ببرامج ومقالات انتقادية للسعودية، والاكثر من هذا استقبال وزارة الخارجية المصرية لوفد يمثل حزب «المؤتمر» اليمني الذي يتزعمه الرئيس «علي عبد الله صالح»، عدو السعودية الأول والأخطر، وإعادة بث القنوات اليمنية التابعة له مثل «اليمن اليوم» و«سبأ» و«الإيمان» على قمر «نايل سات»، وبرود الإعلام المصري وحكومته تجاه «تحرير» قوات التحالف العربي برئاسة السعودية لباب المندب مدخل البحر الأحمر.

الحكومة السعودية صاحبة خبرة إعلامية محدودة في ميدان «الردح الإعلامي»، وإن كانت طريقتها في هذا المضمار، باتت تعطي نتائج عسكية، لأن هذا الدور لا يليق بها ومكانتها، وبدأت أخيرا تدخل حلبة السباق الإعلامي بدور أوسع، وتوجه انتقادات مبطنة لمصر وقيادتها، وذهبت الحكومة السعودية إلى ما هو أبعد من ذلك، عندما وجهت سفارتها في الدوحة دعوة للشيخ «يوسف القرضاوي»، رئيس هيئة كبار علماء المسلمين، لحضور الاحتفال بعيدها الوطني أواخر الشهر الماضي، وهو الحضور الذي حظي بتغطية واسعة، وكان الهدف منه توجيه رسالة قوية إلى الحكومة المصرية.

ذكر اسم الشيخ «القرضاوي» ثلاث مرات أمام الرئيس «السيسي» يصيبه بالاغماء، فكيف سيكون  الحال إذا حضر حفلا في السفارة السعودية، وأين؟ في الدوحة، العاصمة الأكثر ثقلا على قلبه، حيث جرى استقباله، أي الشيخ «القرضاوي»، بحفاوة لافتة من قبل السفير السعودي وأركان سفارته.

التحدي الاكبر أمام السلطات المصرية، هو كيفية الموازنة بين دعمها الواضح للضربات الجوية الروسية الموجهة للجماعات «الإرهابية» في سوريا التي تقاتل لاسقاط النظام، والعلاقات «الاستراتيجية» التي تربطها بالسعودية، وبعض الدول الخليجية الأخرى؟

من الواضح، ومن خلال الاتصال الذي أجراه الرئيس «السيسي» مع نظيره الروسي «فلاديمير بوتين»، وتضمن ترحيبا مصريا رسميا بهذه الضربات «المتدحرجة»، أن الرئيس المصري قرر الابتعاد عن حليفه السعودي السابق، أو اتخاذه سياسة مستقلة عنه، لأنه يدرك جيدا أن عضلاته المالية تتقلص وتنكمش بسرعة بسبب تراجع أسعار النفط أولا، وأن سفينة تدخله في الازمة اليمنية تواجه رياحا وأمواجا عاتية، قد تؤدي إلى غرقها وعدم وصولها إلى بر الأمان بالتالي.

***

إذا نظرنا إلى الفصول الأبرز في تاريخ المنطقة، نجد أن المحور المصري السوري كان الأقوى والأطول عمرا على مدى أكثر من ثمانية آلاف عام، بينما العلاقات السعودية المصرية، وفي القرنين الماضيين خاصة، كانت تتسم بالتوتر والحروب، ابتداء من اقتحام جيش «إبراهيم باشا» نجل «محمد علي» للدرعية عاصمة الدولة السعودية عام 1818 وتدميرها وانتهاء بالحرب اليمنية في منتصف الستينات من القرن الماضي.

السعودية مصرة على إسقاط الرئيس «بشار الأسد» ونظامه، ولا ترى له أي دور في مستقبل سوريا، وروسيا «بوتين» ترى العكس تماما، لأن البديل عن النظام السوري هو الفوضى، وقيام جماعات إسلامية متشددة بمليء الفراغ، وتقترب مصر أكثر فأكثر من الموقف الروسي وتحاول جر دولة الامارات العربية المتحدة، وربما الكويت أيضا إلى معسكرها، ويبدو أنها بدأت تحقق بعض النجاح في هذا المضمار.

تحالفات «الحرب الباردة» السابقة بدأت تتبلور من جديد على أرضية الصراع في سوريا، حيث تعود السعودية بقوة إلى المعسكر الامريكي، ولكن بصورة أضعف من السابق بسبب تورطها في حرب اليمن، وتستعيد مصر مكانها بقوة متدرجة في المعسكر الروسي، إلى جانب الصين وإيران والهند، ودول «البريكس» عموما.

يُخشى أن يكون النظام السوري الرابح الأكبر من انقلاب خريطة التحالفات الإقليمية والدولية ولو إلى حين، وأن يعطي طوق النجاة الروسي نتائج ملموسة بهذا الصدد، إقليميا أو على صعيد رسم خريطة جديدة للتحالفات الاقليمية.

  كلمات مفتاحية

مصر السعودية روسيا سوريا التدخل العسكري الروسي العلاقات المصرية السعودية

خبراء مصريون: التدخل الروسي في سوريا سيؤثر على العلاقات مع السعودية

التواطؤ المصري في سوريا

مستشار ولي عهد أبوظبي: تأييد مصر للتدخل الروسي في سوريا مرفوض

إخوان مصر يرفضون «الاحتلال الروسي» لسوريا و«علماء المسلمين» يدعو لتسليح المعارضة

«النفيسي» يؤكد موافقة مصر والأردن والإمارات على التدخل الروسي في سوريا

صحيفة: الإمارات تمول ميليشيات روسية في سوريا ضمن اتفاق يشمل مصر والأردن

هل تنقذ السعودية أمريكا من أزمة التواجد الروسي في سوريا؟

«هيكل» ينتقد غارات التحالف في اليمن ويدعو «السيسي» لزيارة سوريا

مصر: لا خلاف مع السعودية حول سوريا والعلاقات في أفضل صورها

‏مصدر: لا خلافات وراء تأجيل اجتماع مجلس التنسيق السعودي المصري 10 أيام