كشف القنصل المصري في جدة «عادل الألفي» مساء أمس الخميس، عن ارتفاع عدد الوفيات في صفوف الحجاج المصريين في «حادث تدافع منى»، إلى 158 حاجا، مشيرا إلى أن إجمالي عدد المفقودين قد انخفض إلى 80 مفقودا. 

وفي تصريحات صحفية له، أكد «الألفي» أن «السلطات السعودية على وشك الانتهاء من عملية فرز ودفن الجثامين من كافة الجنسيات»، موضحا أن «القنصلية العامة توالي المتابعة بالتنسيق مع فرق عملها خارج القنصلية العامة ورؤساء البعثات النوعية والسلطات السعودية المختصة لحصر أية أعداد لم يتم إدراجها في كشوف الوفيات حتى تاريخه».

«الألفي» لفت أيضا إلى أن «البيانات الخاصة بعدد غير قليل من ضحايا الحادث لن تتضح إلا بعد ظهور نتيجة عينات الحامض النووي (DNA) وهو الأمر الذي قد يستغرق بعض الوقت».

وفي اتصال هاتفي، أكد شيخ الأزهر «أحمد الطيب» للملك «سلمان بن عبد العزيز»، أن جهود المملكة في خدمة الحجيج لا تقبل المزايدة ولا ينكرها سوى جاحد، مضيفا أن المغرضين يحاولون استغلال الحادث لإشعال الصراع الطائفي البغيض، دون أن يسمي أحدا.

وكانت السلطات السعودية أعلنت أول أيام عيد الأضحى، عن وقوع حادث تدافع في مشعر منى، ما أدى إلى مصرع نحو 769 شخصا وإصابة 934 آخرين من حجاج بيت الله الحرام، بحسب آخر إحصائية أعلنتها وزارة الصحة السعودية، غير أن الحصيلة الإجمالية قد ارتفعت إلى 1113 قتيلا طبقا لما أعلنته الدول المختلفة.

ويعد هذا أول حادث من نوعه يشهده جسر الجمرات منذ حادث التدافع في يناير/كانون الثاني 2006، والذي أسفر عن مصرع 362 حاجا.

كما يعد ثان حادث كبير يشهده الحج هذا العام، بعد حادث سقوط رافعة كبيرة، يوم الجمعة 11 سبتمبر/أيلول الماضي، داخل الحرم المكي، ما أدى إلى مصرع 107 أشخاص، وإصابة 238 آخرين، بحسب الدفاع المدني السعودي.

وكان مجلس الشورى السعودي قد استهجن قبل أيام ما وصفه بـ«أصوات النشاز والغل»، بسبب حادث تدافع منى، معتبرا أن هذه الأصوات «عميت بصائرها وامتلأت نفوسها غلاً وحقداً على المملكة».

وأثار الحادث ردود أفعال كبيرة في إيران، حيث دعا المرشد الإيراني «علي خامنئي»، حكام السعودية إلى الإقرار بالمسؤولية عن حادث التدافع، مطالبا إياهم بالمبادرة إلى الاعتذار من العالم الإسلامي بدلا من التنصل من المسؤولية عن الحادث عبر توجيه الاتهامات للآخرين، في حين اتهمت السعودية إيران بالاستغلال السياسي للمأساة التي تعد أكثر الحوادث دموية خلال الحج منذ 25 عاما.

ووصف تقرير لموقع «المونيتور» الأمريكي، إن حادث منى كشف أن إيران والسعودية في مرمى الجمرات، موضحا أن الانتقادات الشديدة التي وجهتها طهران للرياض بسبب الحادث يعكس عمق ما تشعر به من خسارة لمشروعها في اليمن، كما أن المملكة مطالبة في الوقت ذاته بتقديم تفسير لأسباب الحادث لا سيما إذا ما ثبت وجود شبهة تعمد فيه.