ارتفع عدد ضحايا الحجاج المصريين في حادث التدافع بمني إلى 78 شخصا، فيما قال وزير الأوقاف، رئيس بعثة الحج الرسمية الدكتور «محمد مختار جمعة»، إن عدد المفقودين والمتغيبين والمتخلفين عن بعثاتهم انخفض إلى 98 حاجا من مختلف البعثات.

وكان الحادث أدى إلى وفاة نحو 769 شخصا وإصابة 934 آخرين من حجاج بيت الله الحرام، وذلك بحسب آخر إحصائية أعلنتها وزارة الصحة السعودية.

وأعرب أهالي الضحايا والمفقودين المصريين عن غضبهم، لتخلي وزارة الخارجية عن دورها في البحث عن المفقودين، مؤكدين على أن جميع سفارات الدول بحثت عن ضحاياها، إلا السفارة المصرية، حسب قولهم.

وقال أحد أهالي واحدة من الحجاج المصريين «إنه تم الوصول إلى جثمانها وبالفعل تم دفنها، مؤكدا على أنه تم العثور عليها بمجهود شخصي من شباب الجالية المصرية وعن طريق المعارف»، لافتا إلى أن وزارة الخارجية لم تقدم أي مساعدة للمفقودين ولم تحاول العثور على الجثث والمفقودين.

وأضاف أنه تم العثور على جثمانها في مجمع طوارئ المعريفة، مشيرا إلى وجود أكثر من 700 جثمان لم يستدل عليهم حتى الآن.

وقالت واحدة أخرى، من أهالي المفقودين المصريين خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية «المحور»: «مش عارفين أي حاجة عن أهالينا، أمي مختفية من أول يوم العيد ولحد النهاردة معرفش عنها حاجة، ومفيش حد يفيدنا وكلمت القنصلية والبعثة لم تعطنا أى معلومة»، مضيفة: «شباب مصريون متطوعون هم من يقوموا بالبحث عنها».

وقال أهالي حجاج مفقودين اتصلوا بقناة «سي بي سي» إنهم فقدوا الاتصال بذويهم منذ صباح يوم الحادث، وإن الأعداد الحقيقية للقتلى أكبر كثيرا من المعلنة.

وأكدوا وجود شاحنات من المخصصة لنقل اللحوم المبردة مليئة بالجثث قرب مستشفى في «المعيصم»، وأن الجثث بدأت في التحلل، ما سيجعل التعرف على أصحابها مستحيلا.

وقالت ابنة لإحدى المفقودات إن السلطات السعودية تمنع أي تصوير في المنطقة، وإنها قامت بدفن بعض الجثث بدون إذن ذويها وعندما عرفوا واعترضوا على ذلك قيل لهم إن هذا «قرار سيادي».

وكشفت الصحافية «سوزي الجنيدي»، زوجة الإعلامي المصري «سيد علي»، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية «العاصمة» مع الإعلامي «سيد علي»، عن مفاجآت كارثية أدت إلى موت الحجاج بمني رأتها بعينها أثناء أدائها فريضة الحج.

وقالت إن هناك خللا تنظيميا في حادث منى بالإضافة إلى ضيق الطرق التي لا تسمح بمرور شخصين، مضيفة أنه تم إغلاق بعض الطرق المتجهة إلى المزدلفة من الساعة 11 مساء وحتى الـ4 صباحا بدون أسباب ولأمر غير مفهوم.

وأضافت أنه كان هناك تدافع كبير من الحجاج العائدين من منى بمقابلة الحجاج المتجهين إليها بعد فتح بعض الطرق، مؤكدة أن ضيق الطرق المؤدية إلى منى أعاق وصول سيارات الإسعاف للحجاج وكان يتم نقلها بالكراكات، مشددة على أن عدد القتلى من الحجاج أكبر بكثير من الأعداد التي أعلن عنهم.

وأشارت «الجنيدي»، إلى أن انفجار ماسورة مياه دفعت السلطات السعودية إلى قطع الكهرباء عن الحجاج.

من جانبه، أكد الأزهر الشريف رفضه الشديد للاتهامات التي وجهت للسعودية عقب حادث منى، لافتا إلى أن «المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين تبذل قصارى جهدها لإنجاح موسم الحج، وأي اتهام لها بالتقصير كلام غير مقبول، ويتنافى مع الحقيقة والواقع الذي يراه ملايين الحجاج كل عام، وغير جائز توجيه الاتهام للسعودية».

وتفاعل مع أزمة ضحايا المصريين الحجاج المصابين والمفقودين في هذا الحادث المئات من المدونيين على مواقع التواصل الاجتماعي على هاشتاج «‏مفقودين منى 2015»، وتباينت ردود أفعال مشاهير «تويتر» بعد حادث سقوط مئات الضحايا من الحجاج بمنطقة منى.

وجاءت ردود الأفعال مختلفة بين الإشادة بدور السعودية في تنظيم موسم الحج وبين الهجوم على إيران بعد تصريحاتها الشديدة عقب وقوع الحادث، فيما ندد آخرون بتوظيف حوادث الحج سياسيا.

وقال البرلماني المصري السابق «مصطفى النجار»: «حادث تدافع منى مروع وأليم لكن توظيفه سياسيا غير مقبول، ويجب مراجعة الإجراءات ومحاسبة المقصرين بعد تحقيق وتوعية الحجاج، الدعوة لتدويل الحرمين وجعلهما تحت إشراف أممي سخيفة ومضحكة وتبرز منها رغبات إيرانية».

بينما علق بعض النشطاء قائلين: «رحم الله ضحايا تدافع مشعر منى.. نحسبهم عند الله شهداء، اللهم ارحم جميع المتوفين والبس جميع المصابين لباس الصحة والعافية بحق محمد وآل محمد، التدافع مشكلة من الصعوبة تجاوزها وهناك عشرات الحوادث في أغلب دول العالم رغم إن الأعداد لا تصل لربع عدد الحجاج، هناك من يرى بعين واحدة ويصطاد في الماء العكر منكرا و متناسيا القضاء والقدر»

وأضاف آخرون: «أين سيكون التقصير وفي ماذا، ورجال الأمن يعملون قبل كل شىء للإنسانية وبهذه الإنسانية! تثقيف الحاج ضرورة وتقنين أعداد حجاج بعض الدول ضرورة أخرى، والتجربة الماليزية في تثقيف الحاج قبل الحج لا بد أن تعمم وتكون شرطا، ماذا تفعل في مثل هذه الأحداث؟ ادع للأموات بالرحمة، لا تردد الشائعات، إن استطعت تقديم المساعدة فافعل، لا تطبل، لا تدلس لا نقول إلا قدر الله وما شاء فعل، ولا نلوم المملكة ولا رجال الأمن في ما حدث، بل هو حادث مقدر رغم استعداد الأمن وانتباههم».

وعلق «جميل» عن استيائه قائلا: «حم الله المتوفين، لا يمكن أن يكون هناك 3 مليون رجل أمن يحملون 3 مليون حاج فوق رؤوسهم لتفادي حوادث ناتجة عن الهمجية والجهل»، وأضاف «عبدالملك«: «هنالك كاميرات مراقبة توثق كل شيء، أتمنى عدم الفلسفة قبل انتهاء التحقيقات».

كما علق «علي» قائلا: «لن يمر الحادث دون محاسبة لكل مقصر في خدمة الحجاج، ودون دراسة للأسباب التي أدت لذلك، لن نسمح لأحد أن يشكك في جهود دولتنا»، بينما علق «الدكتور محمد»: « يبعثون وهم محرمين ملبين لله، ونسأل الله أن يتقبلهم في الفردوس الأعلى بالجنة ويعوض ذويهم خير».

بينما علق «وائل» : «الرجاء عدم إعادة تدوير الصور والفيديوهات، فيها انتهاك لحرمات الموتى، البعض تكشفت أجسادهم والبعض لا يعلم أهله عن حاله فيرونه هكذا»، وأضاف «منير»: «منظر يوجع القلب الله يرحمهم ويكتب أجرهم».

بينما وجه «عبد الله»، الشكر لرجال الأمن السعودي قائلا: «قبلة على جبين كل رجل أمن سعودي، شارك في تنظيم حج هذا العام أو في ما سبقه، شكرا لكم أيها الأبطال».

وقال «أشرف»: «الله يرحمهم، منظر يشيب له الرأس»، فيما دعا «مختار» للحجاج قائلا: «اللهم تقبل عبادك الحجاج الذين نفروا إلى بيتك المحرم الذي جعلته مثابة للناس وأمنا، فقُتلوا بسبب الإهمال والجهالة».