خرجت تظاهرات طلابية في العاصمة الإيرانية طهران اليوم الثلاثاء احتجاجا على ما وصفوه المتظاهرون بسوء الإدارة السعودية لمناسك الحج والذي تسبب بحد قولهم في حادث التدافع الذي وقع الخميس الماضي في مشعر منى وأسفر عن وقوع 769 قتيلا وإصابة المئات بينهم عدد كبير من الإيرانيين.
وأفادت قناة «العالم» الإخبارية بأن المتظاهرين وهم من الطلبة والطالبات ومعلمين وأساتذة جامعات رفعوا لافتات تندد بآل سعود (الحاكمة في السعودية) وإدارتهم لمناسك الحج.
وخرجت مظاهرات مشابهة الأيام الماضية في مناطق متفرقة بإيران من بينها أمام السفارة السعودية بالعاصمة.
جاء ذلك في الوقت الذي ارتفعت حصیلة القتلی من الحجاج الإیرانیین في منی إلی 227 حاجا، وفق ما أعلن رئیس منظمة الحج الإیرانیة «سعید اوحدي».
وأضاف «اوحدي» بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية (ارنا) ، أن عدد المصابین بلغ 27 حاجا، ولازال 247 حاجا فی عداد المفقودین.
وأشار إلی أن المصابین یرقدون حالیا في المستشفیات الإیرانیة والسعودیة في مكة.
وكان وزیر الصحة الإیراني «حسن هاشمي» وصل فجر الیوم إلی السعودیة لمتابعة أوضاع الحجاج الإیرانیین. وقال إن الهدف من زیارته للسعودیة الاطلاع علی حال المصابین ومتابعة مصیر المفقودین الایرانیین.
ویرافق وزیر الصحة في زیارته للسعودیة، رئیس جمعیة الهلال الأحمر «أمیر حسین ضیائي» ومساعد وزیر الخارجیة فی الشوون القنصلیة والبرلمانیة حسن قشقاوي» والمدیر العام لوزارة الصحة في الشوون الدولیة «محسن اسدي لاري» .
وعقب الحادث، وجهت إيران انتقادات حادة للسعودية وطالبت بوضع الأماكن المقدسة تحت إشراف دولي، وهو مطلب يأتي في وقت تزداد فيه حدة الانقسامات بين البلدين لأسباب سياسية وأمنية إقليمية.
وطالبت طهران بفتح تحقيق حول التدافع، مطالبة السعودية باعتذار رسمي، كما استدعت القائم بالأعمال السعودي في طهران 3 مرات.
في المقابل، دافعت السلطات السعودية عن نفسها ضد الانتقادات التي وجهت إليها بسبب الحادث.
وقالت وزارة الصحة السعودية إن المأساة التي حدثت «ربما تسبب فيها حجاج لم يلتزموا بالتعليمات الرسمية»، متعهدة بسرعة استكمال التحقيق في الحادث.
بينما دعا العاهل السعودي، الملك «سلمان بن عبد العزيز» إلى مراجعة شاملة لإجراءات الحج بعد حادث التدافع المميت، ووجه الملك بتشكيل لجنة للتحقيق في الكارثة، وستعلن نتائج التحقيق فور توفرها.