استهجن مجلس الشورى السعودي ما وصفه بـ«أصوات النشاز والغل»، بسبب حادث التدافع الذي وقع في مشعر منى أول أيام عيد الأضحى، معتبرا أن هذه الأصوات «عميت بصائرها وامتلأت نفوسها غلاً وحقداً على المملكة».
وقال مجلس الشورى السعودي، في بيان له عقب جلسته التي عقدها الاثنين برئاسة رئيس المجلس الشيخ الدكتور «عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ إن هذه الأصوات «شاحت بوجهها عن كل الإنجازات الضخمة في الحرمين الشريفين والنجاحات المتتالية لهذا الموسم والمواسم السابقة, وكل ما قدمته المملكة لضيوف الرحمن».
وأضاف أن هذه الجهات «انصرفت جاهدة للعمل على تحويل موسم الحج إلى موسم للشعارات والمزايدات السياسية التي تخدش قدسية هذه الشعيرة العظيمة، بعيداً عن المعتقدات الخاطئة والاستغلال السياسي للركن الخامس من أركان الإسلام».
وشدد المجلس أن «المملكة التي شرفها الله وخصها بخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن من الحجاج والزوار والمعتمرين, تولي جل عنايتها ورعايتها لعمارة وتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف وتطوير المشاعر المقدسة، وتوفير كافة أسباب الراحة والأمن والأمان لحجاج بيت الله الحرام ليؤدوا مناسكهم في يسر وسهولة وراحة واطمئنان».
وأشار الى أن «هذا المصاب الجلل الذي آلمنا جميعاً لا يقلل من الجهود العظيمة التي بذلت والإنجازات المشهودة التي تحققت في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة قبل وأثناء موسم الحج».
وارتفعت اليوم الإثنين حصيلة ضحايا التدافع الذي حدث بمشعر منى إلى 1093 قتيلا، بعدما كانت أعلنت الرياض مصرع 769 حاجا.
وكان المرشد الإيراني الأعلى، «علي خامنئي»، قد دعا حكام السعودية إلى الإقرار بالمسؤولية عن حادث التدافع، مطالبا إياهم بالمبادرة إلى الاعتذار من العالم الإسلامي بدلا من التنصل من المسؤولية عن الحادث عبر توجيه الاتهامات للآخرين.
وجاءت كلمة «خامنئي» بعد خطاب ألقاه الرئيس الإيراني «حسن روحاني» في «الأمم المتحدة» طالب فيه بالتحقيق في الحادثة.
وكانت السعودية اتهمت إيران بالاستغلال السياسي للمأساة التي هي أكثر الحوادث دموية خلال الحج منذ 25 عاما.