قال الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، إن بلاده كانت لديها «معلومات استخباراتية جيدة»، عن أن روسيا تعتزم التدخل العسكري في سوريا، وذلك قبل اللقاء الذي جمعه بنظيره الروسي «فلاديمير بوتين»، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة قبل ساعات من بدء الغارات الروسية.
ووفق موقع «إن بي سي نيوز»، أوضح «أوباما» في مقابلة مع شكبة «سي بي إس» الأمريكية، أجريت الثلاثاء الماضي وبثت أمس الأحد، واستمرت نحو 60 دقيقة: «كنا نعرف أن بوتين يخطط لتقديم مساعدات عسكرية لبشار الأسد لأن الروس كانوا يتخوفون من انهيار وشيك ومحتمل للنظام السوري».
وردا على سؤال عما إذا كان يعرف بخطة «بوتين» قبل لقائهما في الأمم المتحدة يوم 28 سبتمبر/أيلول الماضي، قال «أوباما»: «كانت لدينا معلومات استخباراتية جيدة جدا».
وتابع «أوباما» أن قيام روسيا بتلك الغارات على سوريا لا يؤشر إلى قوتها وإنما يدل على فشل استراتيجيتها تجاه القضية السورية ما جعلها تتدخل عسكريا.
ويتهم منتقدون لـ«أوباما»، الإدارة الأمريكية بأنها فشلت في منع روسيا من شن غارات على سوريا، وأنها لم تكن تعلم بتلك الغارات، وموقفها ضعيف أمام موسكو.
وتقول روسيا إن غاراتها الجوية في سوريا هي جزء من حملة للقضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية»، غير أن مسؤولين أمريكيين قالوا إن «بوتين» يشن تلك الغارات لدعم رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، الذي تسعى الولايات المتحدة للإطاحة به.
يشار إلى أن السكرتير الصحفي للبيت الأبيض «جوش ارنست» رفض الأسبوع الماضي الإجابة على سؤال في مؤتمر صحفي حول علم الإدارة الأمريكية المسبق بالغارات التي شنتها روسيا على سوريا، مكفيا بالقول: «لم تكن هناك محادثات مباشرة حول هذه العمليات على مستوى قيادة البلدين قبل أن تبدأ روسيا تلك الغارات».
وفي سياق متصل، قال الرئيس الأمريكي، خلال المقابلة ذاتها، إنه كانت لديه شكوك منذ البداية حول «فكرة إمكانية تأسيس جيش بالوكالة» في سوريا.
وأضاف أن غايته كانت «اختبار فكرة ما إذا كان بإمكاننا تدريب وتسليح معارضة معتدلة ترغب في محاربة داعش»، مضيفا: «ما علمناه هو التالي، التركيز على داعش صعب للغاية ما دام الأسد في الحكم»، بحسب «وكالة الأناضول للأنباء».
وردا على سؤال عن السبب في استمرار برنامج تدريب وتسليح المعارضة السورية رغم تلك الشكوك، أجاب «أوباما» أن المهم بالنسبة لإدارته «كان التأكد من كشف جميع الخيارات».
وعن سؤال حول من سيقضي على تنظيم «الدولة الإسلامية»، أفاد الرئيس الأمريكي بأن المجتمع الدولي سيتخلص من التنظيم، وستكون بلاده في الريادة، مضيفا: «لكننا لن نستطيع التخلص منهم (الدولة الإسلامية) ما دام الشعب السني المحلي في سوريا وبعض المناطق في العراق لا يعمل بالاشتراك معنا».
وأكد أن أولوية إدارته هي حفظ أمن الشعب الأمريكي، ودعم المعارضة المعتدلة في سوريا لإقناع روسيا وإيران بالضغط على «الأسد» في مسألة الحكومة الانتقالية.
وكانت الإدارة الأمريكية أعلنت مؤخرا، أنها ستوقف برنامج «تدريب وتسليح» المعارضة السورية بشكل مؤقت، معربة عن أملها في إعادة البرنامج عندما تكون الظروف مهيأة.