قالت «وحدات حماية الشعب الكردية» السورية، التي تدعمها ضربات جوية تقودها الولايات المتحدة في سوريا، إنها انضمت إلى تحالف عسكري جديد يشمل جماعات سورية عربية.

ويضم التحالف الذي يطلق على نفسه اسم «قوى سوريا الديمقراطية»، وحدات حماية الشعب الكردية السورية وجماعات سورية عربية قاتلت بالفعل معها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في شمال سوريا، من بينها «جيش الثوار» وجماعة مسيحية آشورية، بحسب بيان للوحدات الليلة الماضية.

وقال البيان، إن التحالف تشكل في ظل «المرحلة الحساسة التي يمر بها بلدنا سوريا وفي ظل التطورات المتسارعة على الساحتين العسكرية والسياسية والتي تفرض بدورها أن تكون هناك قوة عسكرية وطنية موحدة لكل السوريين تجمع بين الكرد والعرب والسريان وكافة المكونات الأخرى على الجغرافية السورية»، بحسب وكالة «رويترز».

ويأتي التحالف الجديد بعد وقت قصير من إعلان واشنطن إدخال تغييرات على دعمها للمقاتلين السوريين الذين يحاربون «الدولة الإسلامية» ليتوقف بذلك «مؤقتا» برنامج لتدريب المقاتلين خارج سوريا والتركيز بدلا من ذلك على تقديم السلاح للجماعات التي فحصت الولايات المتحدة أمر قادتها.

وأثبتت «وحدات حماية الشعب الكردية» أنها الشريك الأكثر فعالية على الأرض حتى الآن للضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة ضد «الدولة الإسلامية» فانتزعت السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي من المتشددين في شمال شرق سوريا هذا العام.

وكانت واشنطن أعلنت أواخر الشهر الماضي، أنها لا تعتبر «وحدات حماية الشعب الكردية» (YPG) التابعة لحزب «الاتحاد الديمقراطي» (سوري) «منظمة إرهابية»، إلا أنها أكدت أنها ستأخذ أي انتهاكات لحقوق الإنسان أو تخريب للبنى التحتية بجدية. (طالع المزيد)

وكانت «الأمم المتحدة» قد أعلنت الشهر الماضي أيضا، على لسان رئيس اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في سوريا، «باولو بينهيرو»، أنه قد سلم مفوضية «الأمم المتحدة» لحقوق الإنسان تقريرا يشير إلى أن «وحدات حماية الشعب»، قد نهبت ودمرت بعض المناطق في سوريا.

و«وحدات حماية الشعب»، هي ميليشيا كردية سورية منتشرة في مناطق الأكراد بسوريا، وتحديدا في شمال وشمال شرق البلاد، وينظر إليها على أنها الفرع العسكري لحزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي»، وموالية لــ«حزب العمال الكردستاني»، وتقاتل حاليا في عين العرب/كوباني ضد قوات تنظيم «الدولة الإسلامية».

ويقول خبراء وحكومات إقليمية بينها الحكومة التركية، إن حزب «الاتحاد الديمقراطي» ومجموعة «وحدات حماية الشعب» يرتبطان بـ«حزب العمال الكردستاني» الذي يخوض نزاعا داميا منذ عقود في تركيا بهدف الحصول على الحكم الذاتي، لكن حزب «الاتحاد» وجناحه العسكري ينفيان وجود أي ارتباط مباشرة مع «حزب العمال الكردستاني» الذي يصنف في تركيا ومعظم الدول الغربية على أنه «تنظيم إرهابي».

وعلى الرغم من هذا النفي، يقر حزب «الاتحاد» وجناحه العسكري بوجود تقارب عقائدي مع حزب «العمال» الذي يحظى زعيمه المسجون في تركيا «عبدالله أوجلان» بشعبية كبيرة في المناطق الكردية السورية

.