كشفت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، الإثنين، عن وساطة إماراتية لإنهاء النزاع بين الهند وباكستان بشكل دائم.

وذكرت الوكالة أن وقف إطلاق النار الذي تم إعلانه الشهر الماضي، ليس إلا بداية لخارطة طريق أوسع للتوصل إلى سلام دائم بين الجارتين النوويتين.

ونقلت عن مصادر مطلعة، رفضت الإفصاح عن هويتها، أن وقف إطلاق النار مثل علامة فارقة في محادثات سرية توسطت فيها الإمارات، وبدأت قبل أشهر.

وأوضحت المصادر أن الخطوة التالية من العملية تشمل قيام كل من الجانبين بإعادة السفيرين إلى كل من نيودلهي وإسلام آباد، واللذين كان تم سحبهما عام 2019 بعد احتجاج باكستان على تحرك الهند لإلغاء الحكم الذاتي لولاية جامو وكشمير ذات الأغلبية المسلمة والمتنازع عليها، وذلك بعد استمرار هذه الوضعية لسبعة عقود.

وأكملت: "ثم سيأتي بعد هذا الجزء الصعب، وهو محادثات حول استئناف التجارة وحل دائم بشأن كشمير، التي كانت السبب في اندلاع 3 حروب منذ استقلال الهند وباكستان عن بريطانيا عام 1947".

وعلى مر السنين، كانت هناك عدة محاولات للتوصل إلى سلام بين الهند وباكستان، إلا أنها سرعان ما كانت تفشل، خاصة وأن الجانبين كثيرا ما يستغلان القضية لإثارة المشاعر خلال أوقات الانتخابات.

وقال مسؤولون إن التوقعات منخفضة بشأن إمكانية أن تؤدي الانفراجة الحالية لما هو أبعد من عودة السفيرين واستئناف التجارة عبر الحدود البرية.

إلا أنه يبدو أن هذه الجهود هي الأكثر تضافرا منذ سنوات، وتأتي في وقت تسعى فيه إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" إلى محادثات سلام أوسع حول أفغانستان، حيث تتصارع الدولتان منذ سنوات على النفوذ.

كما تأتي في وقت يكثف فيه رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي" الجهود لتعزيز النمو وتركيز الموارد العسكرية على الحدود مع الصين، في حين يواجه قادة باكستان مشاكل اقتصادية ويتطلعون إلى ترك انطباع جيد لدى الولايات المتحدة والقوى الأخرى.

ويطلق اسم جامو وكشمير على الجزء الخاضع لسيطرة الهند من إقليم كشمير، ويضم جماعات مقاومة تكافح منذ 1989، ضد ما تعتبره "احتلالا هنديا" لمناطقها.

ويطالب سكانه بالاستقلال عن الهند، والانضمام إلى باكستان، منذ استقلال البلدين عن بريطانيا عام 1947، واقتسام إسلام أباد ونيودلهي الإقليم ذا الأغلبية المسلمة.

وبدأ النزاع على الإقليم منذ الاستقلال، حيث نشبت بين البلدين 3 حروب، أعوام 1948، 1965، و1971، أسفرت عن مقتل قرابة 70 ألفا من الطرفين.