العنصرية تدفع لاجئ سوري إلى سحب ترشحه للبرلمان الألماني

الأربعاء 31 مارس 2021 06:01 ص

سحب السوري "طارق العوس"، وهو أول لاجىء يترشح لمقعد في مجلس النواب الألماني، ترشيحه بسبب حملة عنصرية "كثيفة" و"مخيفة" تعرض لها.

وقال حزب الخضر الذي ينتمي إليه "العوس"، الثلاثاء، إنه تراجع عن مسعاه للفوز بمقعد في البرلمان الألماني، بسبب مخاوف أمنية، بعد أن أثار ترشحه موجة من الإهانات العنصرية.

وقال "الأوس"، وهو محام (31 عاما)، إن "المستوى المرتفع من التهديد الموجه لي وخصوصا لأقربائي هو السبب الأهم لسحب ترشحي".

وأضاف: "لقد أثبت ترشحي أننا بحاجة في جميع الأحزاب، في السياسة والمجتمع، إلى هيكليات قوية لمكافحة العنصرية البنيوية ومساعدة الأشخاص الذين تطالهم".

ولم يعدل عن الترشح فحسب، بل قرر الانسحاب بالكامل من الحياة العامة "لبعض الوقت".

وترشح اللاجئ السوري، في 3 فبراير/شباط الماضي، لتمثيل مدينة أوبرهاوزن في ولاية فستفالن الألمانية، في الانتخابات الوطنية التي تجرى يوم 26 سبتمبر/أيلول المقبل إذا تمت الموافقة على طلبه للحصول على الجنسية الألمانية بحلول ذلك الوقت.

وقال في تسجيل مصوّر نشره آنذاك عبر حسابه في "تويتر": "الآن أريد أن أكون أول شخص في (البوندستاغ) هرب من سوريا، لإعطاء صوت سياسي لمئات الآلاف من الأشخاص الهاربين من أنظمة بلادهم والذين يعيشون معنا هنا في ألمانيا".

وفي وقت سابق، قال حزب الخُضر إن "العوس" في حال فوزه كان سيصبح أول لاجئ يتم انتخابه في البرلمان الاتحادي.

وتعرض "العوس" لموجة من الهجمات عبر الإنترنت من اليمين المتطرف، خاصة بعد اقتراحه تغيير عبارة "إلى الشعب الألماني" على مبنى البرلمان، وكتابة "من أجل كل من يعيشون في ألمانيا" بدلا منها.

وعلى "تويتر"، كتبت زعيمة حزب الخضر في البرلمان "كاترين غورينغ": "عدم تمكن طارق العوس من الترشح للبوندستاغ (البرلمان) بدون أن تتعرض سلامته هو وأسرته للخطر شيء مخزٍ للغاية لمجتمعنا الديمقراطي".

https://twitter.com/GoeringEckardt/status/1376837621905768450

فيما عبر وزير الخارجية الألماني "هايكو ماس"، عن أسفه لهذا القرار، وكتب على "تويتر": "إنه أمر رهيب لديمقراطيتنا أن يفشل (هذا الترشيح) في مواجهة التهديدات والعنصرية"، معبرا عن تضامنه مع "العوس".

https://twitter.com/HeikoMaas/status/1376893848090185737

درس "العوس" الحقوق في حلب ودمشق، ومع اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011، شارك في مظاهرات سلمية، وقدم مساعدات إنسانية لمنظمة "الهلال الأحمر"، ووثق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، حتى أصبح مستهدفًا من قبل النظام السوري، واتخذ قراراه بالهرب من سوريا في يوليو/تموز 2015، وفق "دويتشه فيله".

وسافر "العوس"، مع آلاف اللاجئين عبر طريق البلقان المعروف بصعوبته، عام 2015، برحلة شاقة استمرت لمدة شهرين، وانتهى به الأمر في نهاية المطاف إلى الإقامة في صالة للألعاب الرياضية بمدينة بوخوم.

وقال لصحيفة "تاجشبيجل" الألمانية: "كل ما أردته هو حياة آمنة وكرامة"، لكنه صُدم بالظروف المعيشية التي يعيشها اللاجئون في ألمانيا، فشارك في غضون أشهر بتأسيس مبادرة تدعو إلى زيادة المشاركة وتحسين الإسكان للمهاجرين.

وقال حين ترشحه، إنه إذا نجح في محاولته، فيأمل أن يكون "صوت كل اللاجئين".

تعلم "الأوس"، اللغة الألمانية خلال فترة 6 أشهر فقط، وبدأ مهنة جديدة كعامل اجتماعي، بتقديم المشورة القانونية للاجئين الآخرين، بحسب الصحيفة.

كما شارك في تأسيس تحالف "Seebrücke" عام 2018، الذي يواصل حملته من أجل إنقاذ اللاجئين بعد أن اشتبك السياسيون حول السماح لمزيد من الوافدين الجدد إلى أوروبا، حيث تقطعت السبل بسفن المهاجرين، وانقلب بعضها في البحر الأبيض المتوسط.

وبحسب أحدث إحصائيات للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بلغ عدد اللاجئين السوريين في ألمانيا نحو 562 ألفًا و168 لاجئًا حتى نهاية عام 2020.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

لاجئ سوري طارق العوس البرلمان الألماني العنصرية

ألمانيا تستعد لترحيل اللاجئين السوريين في هذه الحالة

بعد ظهور فيديو عن جريمة قتل ارتكبها.. محاكمة لاجئ سوري في هولندا

متطرفون ألمان يناقشون ترحيل ملايين المهاجرين إلى دولة أفريقية