بعد فشل مفاوضات سد النهضة.. سياسيون مصريون يدعون للاستعداد للحرب

السبت 10 أبريل 2021 06:32 م

لا صوت يعلو فوق صوت الاستعداد للحرب مع إثيوبيا.. هكذا عبر سياسيون وناشطون مصريون عن رؤيتهم للوضع الحالي، بعد الفشل المتتالي لمفاوضات سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق، ويثير مخاوف في القاهرة والخرطوم.

حتى إن قوى المعارضة المصرية، ومن بينها جماعة "الإخوان المسلمون"، دعت إلى تنحية الخلاف مع النظام، والتحرك سريعًا ضد الملء الثاني للسد، المرتقب في يوليو/تموز المقبل.

جاء ذلك، بعد تصريحات الرئيس "عبدالفتاح السيسي"، الأربعاء، الذي قال إن "كل الخيارات مفتوحة" في التعامل مع أزمة السد.

وأضاف "السيسي"، في رسالة "للأشقاء" في إثيوبيا: "بلاش مرحلة إنك تمس نقطة مياه من مصر.. الخيارات كلها مفتوحة.. التعاون أفضل"، مؤكدا أن قلق المصريين مبرر فيما يخص المياه، وموضحا أنه لم يغير حديثه عن حق إثيوبيا بالتنمية، لكن بشرط ألا يمس حقوق مصر المائية.

مؤيدو "السيسي"، أشادوا بتصريحاته وتهديده، بأن كل الخيارات مفتوحة، ورأوا أنها تؤكد ثبات موقفه من المساس بأمن مصر المائي.

واعتبر بعضهم التصريحات بمثابة "فرصة أخيرة لإثيوبيا" لتجنيب المنطقة ويلات الحرب، وإبراء للذمة أمام المجتمع الدولي، ورسالة للعالم بأن الحل العسكري المصري قد اقترب.

وكتبت الناشطة "رغدة سعيد" عبر "تويتر": "مصر ماشية بالأصول لحد أخر نفس (...) كل الخيارات مفتوحة".

وأضافت: "ننسق مع أشقائنا في السودان وسنعلن للعالم عدالة قضيتنا في إطار القانون الدولي.. مصر دايما عداها العيب".

كما توقع الأكاديمي المصري "حسن نافعة"، أن تقاتل مصر بعد حرمانها من حقوقها في مياه النيل، وإفشال إثيوبيا الجولة الحالية من المفاوضات، مثلما أفشلت جولات كثيرة سابقة.

وقال "نافعة"، في تغريدة له عبر حسابه بموقع "تويتر": "كتب عليكم القتال وهو كره لكم".

وأضاف: "لذا لا يخالجني شك في أن مصر ستقاتل إن أصرت إثيوبيا على حرمانها من حقوقها في مياه النيل، وأفشلت الجولة الحالية من المفاوضات مثلما أفشلت جولات كثيرة سابقة".

ولفت الأكاديمي المصري إلى أن تصريحات الخارجية الإثيوبية عن اعتزامها بيع فائض مياه النيل "يعكس سوء نية مبيت".

أما الإعلامي المقرب من النظام "عمرو أديب"، فقال عبر برنامجه المذاع على فضائية "إم بي سي مصر": "التلويح باستخدام القوة يعد بمثابة الحرب".

وأضاف: "هناك ابتزاز عسكري من قبل كل الدول المعادية لمصر لجرها للدخول في حرب"، معلقًا: "كل الناس اللي بتكرهنا لا أستثني منهم أحدًا كلهم رأيهم أننا لازم نحارب".

أما السياسي المعارض "حمدين صباحي"، فقال إنه بعد 10 سنوات من الفشل في التفاوض، لم يعد أمام المصريين سوى أقل من 80 يوما لإنقاذ مصر قبل الملء الثاني لسد النهضة.

وأضاف في تعليق نشره بحسابه على "فيسبوك"، أن السد الإثيوبي امتحان وجود لمصر الشعب والدولة، ولا بديل فيه عن النصر وهو ممكن بل هو الممكن الوحيد.

وتابع "صباحي": "أول الطريق أن تعلن مصر أنه لا مزيد من التفاوض، إلا بشرط توقف إثيوبيا عن كافة الانشاءات في السد، وأن يحال الاتفاق الإطاري الموقع في الخرطوم إلى مجلس النواب لرفضه بما يحل مصر من الالتزامات التي كبلتها".

ودعا "صباحي"، أن تعرض مصر الأزمة على مجلس الأمن والجمعية العامة، لتحميل المجتمع الدولي مسؤولياته عما تتعرض له مصر من مخاطر الإبادة الجماعية، وما تمثله من تهديد ماثل للسلم والأمن الدوليين".

وقال "صباحي"، إنه حانت اللحظة التي تعلن فيها مصر بحسم أنها وقد اختارت طريق التفاوض لسنوات عشر بلا جدوى، وما زالت مستعدة لمواصلته إذا توقفت الأعمال في السد.

وتابع: "يجب أن تعلن مصر أنها مضطرة لأداء واجبها وممارسة حقها في استخدام القوة العادلة لحماية حقها في الحياة، وأنها عازمة على خوض حربها العادلة مهما كانت كلفتها حفاظا علي كل قطرة من ماء النيل".

وأشار "صباحي" إلى أن "هذا يلزمنا جميعا بخطة عاجلة لإعداد الدولة للحرب، وإعداد الشعب والمجتمع للحرب، وضمان وحدة وطنية نصونها بالعدل ورفع المظالم والإفراج الفوري عن سجناء الرأي، وتطبيب جراحنا الداخلية لنواجه الخطر الخارجي، وتمتين وحدتنا جميعا شعبا وجيشا سلطة ومعارضة علي قلب رجل واحد".

وخارج مصر، عقدت قوى المعارضة مؤتمرا افتراضيا، دعا فيه الليبرالي "أيمن نور"، لتنحية الخلافات جانبا مع النظام، قائلا: "لا يمكن أن نقبل برفاهية الاختلاف (مع النظام) في محاولة للإفلات من المسؤولية السياسية والتاريخية أو التنصل منها".

وطالب بـ"تبني كل الخيارات بما فيها الخيار العسكري والذهاب لمجلس الأمن الدولي".

من جانبه، قال "مدحت الحداد" عضو شوري جماعة الإخوان، أعلى هيئة رقابية بالجماعة المتواجد بالخارج، إن "قضيتنا حياة أو موت، إنها حرب مياه من إثيوبيا ضد مصر والسودان (...) وأعمق وأشمل من مجرد خلاف بينا وبين النظام (بمصر)".

وأضاف "الحداد": "العبث بمجرى النيل، فوق أنه يهدد السودان ومصر وجوديا، فإنه يخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة بل في العالم بأسره".

وأكد "ضرورة أن يساند الجهود الشعبية ( الرافضة للسد) موقف أممي واضح يأخذ على يد إثيوبيا ويمنعها من العبث واللعب بالنار".

وسبق لـ"السيسي"، أن قال في 30 مارس/آذار الماضي، إن "مياه النيل خط أحمر، ولن نسمح بالمساس بحقوقنا المائية، وأي مساس بمياه مصر سيكون له رد فعل يهدد استقرار المنطقة بالكامل".

ولكن عقب ذلك، فشلت جولة المفاوضات الأخيرة التى استضافتها العاصمة الكونغولية كينشاسا، والتى عقدت على مدى 3 أيام تحت رعاية الاتحاد الأفريقي.

ويتمسك مصر والسودان بعدم الملء الثاني لبحيرة السد قبل التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد، في مقابل رفض إثيوبى وتأكيد على الالتزام بمواعيد الملء في يوليو/تموز ورفض الوساطة الرباعية (تشمل الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى جانب الاتحاد الأفريقي) التى اقترحها السودان وأيدتها مصر.

كما يخشى السودان أن تتعرض سدوده للخطر إذا مضت إثيوبيا في الملء الثاني للسد قبل التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سد النهضة مفاوضات سد النهضة إثيوبيا الحرب معارضة مصرية

لهذه الأسباب.. المواجهة العسكرية لن تحل أزمة سد النهضة

رفض مصري سوداني لمقترح إثيوبيا تبادل البيانات حول ملء سد النهضة

وزير الري المصري: من الأفضل لإثيوبيا التوصل لاتفاق بأزمة سد النهضة

مصر وأزمة سد النهضة.. قرار متردد أم تمهيد لعمل عسكري؟

لهذه الأسباب.. وزيران مصريان يزوران السودان

مصر: مقترح تبادل المعلومات الإثيوبي غير منطقي واستهلاك للوقت

سد النهضة.. مصر: سنتعامل مع أي تحرك غير مسؤول من إثيوبيا