هل هناك ما يسترعي الانتباه بشأن صواريخ إيران الجديدة؟

الأربعاء 21 أكتوبر 2015 12:10 م

تمكنت وزارة الدفاع الإيرانية الأسبوع الماضي بنجاح من اختبار إطلاق للصواريخ البالستية متوسطة المدى. و«هذا هو أول صاروخ باليستي إيراني موجه بدقة يتم تجربته حتى يصل إلى هدفه». وبعد أيام قليلة، بث التلفزيون الرسمي الإيراني تقريرا عن واحدة من أكبر مواقع تخزين الصواريخ البالستية الإيرانية تحت الأرض.

واحد من الأمور المهمة في هذا الصدد أن الاتفاق النووي لم يقف عائقا أمام إيران لتطوير قدراتها الصاروخية بحجة أن الأسلحة ليست مصممة لتحمل حمولة نووية، بحسب تقرير لصحيفة «المونيتور».

وقالت الصحيفة إن رد فعل المسؤولين الأمريكيين لاختبار الصاروخ مؤخرا اعتبره انتهاكا لالتزامات إيران. وأعلن الرئيس «باراك أوباما» أن الاتفاق النووي «لا يحل بشكل كامل المناطق المتنازع عليها مع طهران. وهكذا فإننا ذاهبون لدينا لمواصلة الضغط عليهم من خلال المجتمع الدولي». و كذلك كان موقف الأمم المتحدة التي عدت التجربة انتهاكا واضحا لقرار مجلس الأمن رقم 1929. «وفي الوقت نفسه، نشرت وزارة الخارجية الفرنسية بيانا أكدت فيه أن تجربة على الصواريخ البالستية الإيرانية كانت انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي» وأنها ترسل «رسالة مقلقة».

وفيما لم يذكر أن هناك انتهاك واضح للاتفاق النووي فإنه لا يزال هناك خلافات خطيرة بين إيران والقوى العالمية بشأن البرنامج الصاروخي الإيراني. والخلاف حول ما إذا كان الصاروخ لديه القدرة على تحمل حمولة نووية.

على الرغم من ذلك فإن المسؤولين العسكريين الإيرانيين لم يعلنوا بعد رسميا عن هذه الصواريخ التي أفادت بعض وكالات الأنباء الإيرانية بأن مداها يبلغ 1700 كيلومتر (1000 ميل). كما لم يتم أيضا الإعلان عن نوع الوقود الذي تستخدمه ولكن يمكن بناء على لقطات الإطلاق أن نستنتج أن محركها يعمل على الوقود السائل.

الصاروخ الجديد الذي يحمل الاسم «عماد» لديه تصميم في شكل الرؤوس يميزه عن صواريخ «شهاب» البالستية.

أكثر صواريخ إيران البالستية متوسطة المدى يمكن أن تحمل حمولات ما بين 700 و 1000 كجم. و بالنظر إلى حجم ونطاق صاروخ «عماد»، يمكن لهذا الصاروخ ذو الوقود السائل أن يحمل رأس حربية تزن حوالي 750 كجم.

ومع ذلك، فإن إيران ليس لديها الأقمار الصناعية العسكرية الثابتة، لذا فإنها غير قادرة على توجيه الصواريخ الباليستية على مسافة طويلة، كما أنها افتراضيا لا تزال تستخدم نظام تحديد المواقع العالمي الأمريكي.

وفي حال وقوع حرب بين إيران والولايات المتحدة، أو إيران وإسرائيل، تستطيع وزارة الدفاع تعطيل نظام الملاحة العالمي. لذلك، باعتبار أن إيران ليس لديها نظام الأقمار الصناعية الخاصة ولا تستخدم النظام الروسي «GLONASS»، فمن الممكن أن «عماد» سوف يسترشد عبر موجات الراديو من محطات عسكرية لإيران أو عبر مركباتها الجوية بدون طيار في سوريا ولبنان.

في وقت سابق، نجح اختبار إيراني لإنتاج صواريخ تعمل بالوقود الصلب، مثل «سجيل» وتعتبر هذه قفزة تكنولوجية كبيرة لإيران. ومع ذلك، فإن حقيقة أن إيران قررت إنتاج صواريخ الوقود السائل مرة أخرى يدل على أن هناك ربما ما يكفي من الصواريخ المخزنة في الصوامع تعمل بالوقود الصلب وبالتالي يمكن الاستفادة من صواريخ الوقود السائل التي هي أقل تكلفة في المرحلة الثانية من أي حرب افتراضية.

وفي الختام، بقدر ما نشعر بالقلق من الخصائص الديناميكية الهوائية والتقنية، فإن العديد من أوجه الشبه بين صاروخ «عماد» مع الصواريخ الإيرانية السابقة «القادر شهاب وسجيل» ربما يدل على عدم وجود تغيير ويظهر أن الايرانيين لم يرتقوا بعد لمستوى صواريخ كوريا الشمالية «نودونغ» وصواريخ روسيا من طراز «سكود».

 على الرغم من أن إيران قد عرضت العديد من أنواع مختلفة من الصواريخ الباليستية في السنوات القليلة الماضية، فإن أيا منها ليس جديرا بالذكر من الناحية التكنولوجية عندما يتعلق الأمر التصميم الهيكلي. وتشير هذه الملاحظة أن إيران أتقنت التكنولوجيا المتاحة، ولكن تم إيقافها بطريقة أو بأخرى من توسيع قدرتها على إنتاج أنواع أخرى من الصواريخ الباليستية مع منصات مختلفة.

  كلمات مفتاحية

إيران الاتفاق النووي الصواريخ البالستية

«أتلانتيك كاونسل»: سباق الصواريخ في الشرق الأوسط

فريق منظومة الدفاع ضد الصواريخ البالستية في الخليج يجتمع بالكويت

الاتفاق النووي يسمح لإيران بمواكبة التفوق الخليجي الهائل في الأسلحة التقليدية

«ديفينس وان»: لماذا يجب الاهتمام بصواريخ إيران كجزء من برنامج الحد من قدراتها النووية؟

غارات روسيا تقتل 7 من «حزب الله» في سوريا عن طريق الخطأ

5 أسلحة ترغب إيران في شرائها من روسيا

إيران: ليس لدينا مساحة كافية لتخزين صواريخنا ولن نتوقف عن تطوير الردع

مناورات صاروخية للحرس الثوري الإيراني قريبا