كشفت شهادتان جديدتان، في قضية مقتل الباحث الإيطالي "جوليو ريجيني"، في مصر، عام 2016، تعرضه للاحتجاز والاستجواب والتعذيب في مقرّ تابع للمخابرات الحربية المصرية، قبل قتله.

‎بث التلفزيون "العربي"، ضمن برنامج "شيفرة"، الخميس، تحقيقا تلفزيونيا بعنوان "الحقائق المدفونة"، تناول تطورات قضية مقتل "ريجيني".

‎وللحفاظ على سرية الشهود، أطلق فريق البرنامج على الشاهد الأول الاسم التمويهيّ "شاهين"، بينما أشار إلى الشاهد الثاني بوصف "الطبيب". 

‎وقال الشاهد "شاهين" في شهادته: "لقد تعرضت للسجن في فترة حكم السيسي داخل السجون المصرية.. وقد شاهدت ريجيني لأول مرة في المكان الذي كنت معتقلا فيه، وشاهدته وهو خارج للتحقيق، وكان مقيّدا وآثار التعذيب واضحة عليه".

‎وأضاف الشاهد الثاني "الطبيب"، أنه رأى "ريجيني" في السجن التابع لمقر المخابرات الحربية المصرية في مدينة نصر (شرقي القاهرة) يومي 28 و29 يناير/كانون الثاني 2016.

وروى الشاهد كيف كانت تتم عملية تعذيب "ريجيني".

‎ويوضح الشاهد طبيعة مقر الاحتجاز، قائلا: "هو سجن أمني وليس حكوميا، لأنه سجن غير متعارف عليه، ولا يعرف أحد به، وأغلب من كانوا محتجزين في هذا السجن هم مختفون قسريا لا يعرف أحد عنهم شيئا".

ولم يصدر أي تعليق من السلطات المصرية عما ذكره الشاهدان، غير أنها تنفي توقيف "ريجيني" قبل مقتله.

وكان المدعي العام في روما "مايكل بريتيبينو"، وجه في لائحة اتهام، تهمة الاختطاف والتعذيب والقتل إلى كل من "اللواء طارق صابر، والعقيد آسر كمال، والعقيد هشام حلمي، والمقدم مجدي عبدالعال شريف"، لكن السلطات المصرية رفضت تسليمهم أو إخطارهم بالتهم الموجهة إليهم.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، طلب الرئيس الإيطالي "سيرجيو ماتاريلا"، من السلطات المصرية "ردا كاملا" و"تعاونا" بشأن قضية مقتل "ريجيني" في القاهرة عام 2016.

و"ريجيني" (26 عاما) هو طالب دراسات عليا في جامعة كامبريدج، وكان يجري بحثا في القاهرة لنيل درجة الدكتوراه، ثم اختفى لتسعة أيام، وبعدها عثر على جثته وعليها آثار تعذيب في فبراير/شباط 2016.

وعقب العثور على جثة "ريجيني"، توترت العلاقات بين القاهرة وروما بشكل حاد، خاصة في ظل اتهام وسائل إعلام إيطالية لأجهزة الأمن المصرية بالضلوع في تعذيبه وقتله، وهو ما نفته القاهرة مرارا.