زعم محللون ومسؤولون إن الحرب التي دارت بين إسرائيل وحركة حماس، وانتهت بوقف إطلاق النار، الجمعة، أثبتت قدرة الحركة الفلسطينية على بناء ترسانة من الصواريخ محلية الصنع باستخدام مواد مدنية وخبرات إيرانية إلى حد كبير.

جاء ذلك وفق تقرير أوردته وكالة "رويترز" للأنباء، الأحد، وصف ما حققته حركة حماس بالإنجاز الذي من المرجح أن تتمكن الحركة من تكراره.

ونقلت الوكالة عن مسؤول أوروبي كبير مشترطا الحفاظ على سرية هويته: "اندهشنا أشد الدهشة لقدرات حماس هذه المرة. فقد امتلكوا صواريخ طويلة المدى لم تكن لديهم من قبل. وكل هذا يرجع إلى إيران".

وقالت إسرائيل إن حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وغيرهما من الجماعات المسلحة، أطلقت 4360 صاروخا من غزة خلال الحرب سقط منها 680 صاروخا داخل أراضي غزة نفسها.

وقال الجيش الإسرائيلي إن منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية، التي تعمل عندما تهدد الصواريخ المراكز السكانية، نجحت في إسقاط حوالي 90% منها.

وأضاف أن ما بين 60 و70 صاروخا أصابت مراكز سكنية؛ بما يشير إلى أن معدل الدقة يبلغ نحو 15%. وسقطت صواريخ أخرى في أرض فضاء، لكنها أثارت الذعر ودفعت الإسرائيليين للتوجه على وجه السرعة إلى المخابئ.

وقال المحللون إن غالبية الصواريخ كانت قصيرة المدى ومحلية الصنع.

وذكر "دانييل بنجامين"، المنسق السابق لمكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية: "تصنيعها في غاية البساطة باستخدام أنابيب معدنية. وفي كثير من الأحيان ... تستخدم بقايا صواريخ إسرائيلية".

ونقلت الوكالة عن مصادر إسرائيلية وفلسطينية قولها إن حماس تستخدم تمويلا وإرشادات من إيران في تصنيع صواريخ داخل غزة يصل مداها إلى 200 كيلومتر أو أكثر وبعضها مزود برؤوس حربية تحمل 200 كيلوجرام أو أكثر من مادة "تي.إن.تي" المتفجرة والشظايا.

فيما نقلت "رويترز" عن مسؤول أمني إيراني قوله إن حماس لديها الآن ثلاثة مصانع على الأقل تحت الأرض لإنتاج الصواريخ في غزة.

في مقابل مزاعم الاستعانة بالخبرات الإيرانية، قال "سامي أبو زهري"، أحد مسؤولي حماس، إن الحركة طورت خبراتها الخاصة في إنتاج الصواريخ وإنها لا تحتاج للمساعدة.

وعقب "أبو زهري" في تصريحات نقلتها "رويترز": "بالتالي فإن أي محاولة لتشديد الحصار على غزة لتقييد قدرات المقاومة لا قيمة لها".