عقد الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، ونظيره الجيبوتي "إسماعيل عمر جيلة"، الخميس، مباحثات ثنائية في العاصمة جيبوتي؛ لبحث التعاون الأمني والعسكري بين البلدين، وتطورات أزمة "سد النهضة" المتنازع عليه مع إثيوبيا.

وقال "السيسي"، خلال مؤتمر صحفي مشترك، إنه توافق مع الرئيس الجيبوتي، على أهمية تكثيف التعاون بين البلدين فيما يتصل بأمن البحر الأحمر كشريان إستراتيجي هام يحظى بأهمية بالغة لدى الجانبين.

وجدد الرئيس المصري، تمسك بلاده بحتمية التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة في أقرب فرصة ممكنة، مؤكدا على رفض مصر لأي مسعى لفرض الأمر الواقع من خلال إجراءات أحادية لا تراعي مصالح وحقوق دولتي المصب.

وأضاف: "جاء اجتماعنا اليوم تتويجاً لجهودنا المشتركة على مدار الفترة الماضية لدفع التعاون الثنائي بين البلدين، ولوضع إطار إستراتيجي متكامل وتصور مشترك لمختلف أوجه ومجالات التعاون وسبل دفعها في الفترة المقبلة، بما يؤكد إراداتنا السياسية المشتركة في هذا الشأن، وبما يمهد لمرحلة جديدة من الشراكة التي تربط بين البلدين"، بحسب صحيفة "الأهرام" المصرية.

من جانبه، دعا رئيس جيبوتي، إلى إعادة إطلاق مسار المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان حول أزمة السد، معربا عن أمله بأن تفضي المفاوضات إلى تحقيق اختراق يمكن من الوصول إلى اتفاق بين الأطراف الثلاثة، بحسب "الجزيرة".

ويسعى الرئيس المصري، لحشد موقف داعم لبلاده في أزمة السد، خاصة من دول حوض النيل والقرن الأفريقي، في مواجهة الإصرار الإثيوبي على ملء السد دون اتفاق.

وتتزامن الزيارة مع انطلاق مناورات "حماة النيل" بين الجيشين المصري والسوداني، في العاصمة الخرطوم؛ بهدف رفع الكفاءة القتالية لقوات البلدين، والرد على أية تهديدات للمصالح المصرية السودانية.

وتعد زيارة "السيسي" إلى جيبوتي الأولى من نوعها، وستشهد عقد قمة مصرية-جيبوتية، لمناقشة مختلف الملفات المتعلقة بالتعاون المشترك خاصة على الصعيد الأمني والعسكري والاقتصادي، وفق الرئاسة المصرية.

ومن المقرر أن تشهد زيارة "السيسي" إلى جيبوتي بحث وتبادل الرؤى حول أهم التطورات فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

ومنذ عام 1977، يرتبط البلدان بعلاقات دبلوماسية، غير أنها اتسمت بالفتور على مدى عقود.

وفي الآونة الأخيرة، سعت مصر إلى تعزيز هذه العلاقات، ضمن جهودها للحفاظ على أمنها المائي، في ظل خلاف مع إثيوبيا بشأن سد "النهضة"، على النيل الأزرق، الرافد الرئيسي لنهر النيل.

وتحد جيبوتي من الغرب والجنوب إثيوبيا، ومن الشمال إريتريا، فيما تطل شرقا على البحر الأحمر وخليج عدن.

ولأهمية موقعها الجغرافي، يرى مراقبون مصريون ضرورة إقامة بلادهم لقاعدة عسكرية في جيبوتي لحماية مصالحها المائية والأمنية.