قلل وزير الدفاع العراقي "جمعة عناد"، من قوة "الحشد الشعبي"، لافتا إلى أن أسلحته لا تشكل أي تهديد لقوات الجيش، قبل أن يوجه انتقادات غير مسبوقة لهم، على خلفية التوتر الأمني الذي ساد العاصمة بغداد، عقب اعتقال القيادي في الحشد "قاسم مصلح"، الأربعاء الماضي.
وأفاد "عناد"، بأن "ما حصل من تداعيات على خلفية اعتقال مصلح، هو خرق أمني كبير، وتعدي على الدولة من جهات للأسف هي محسوبة على القوات المسلحة".
وأردف: "الأسلحة التي يمتلكها الحشد الشعبي، لا تشكل أي تهديد لقوات الجيش"، مؤكداً أن "الجيش قادر على قتال دولة تعتدي على العراق وليس قوات تمتلك أسلحة بسيطة".
وتابع: "من يحاول استخدام لي الأذرع والتلويح بالقوة، يجب أن يعرف حجمه"، مردفا "رئيس الوزراء (مصطفى الكاظمي) أبلغني بأنه لا يريد إراقة الدماء".
ونفى عناد إطلاق سراح قاسم مصلح، مشيرا إلى أن لا يزال "في عهدة قيادة العمليات المشتركة".
وإثر الإعلان عن توقيف "مصلح"، الأربعاء، أغلقت المنطقة الخضراء في العاصمة بالكامل بسبب تهديدات من الحشد الشعبي، الموالي لإيران.
وانتشرت لاحقا قوات مسلحة من الحشد على مداخل المنطقة الخضراء في وسط بغداد، ما أثار مخاوف من تفاقم الوضع.
كما انتشرت في المقابل قوات مكافحة الإرهاب داخل المنطقة الخضراء، فيما انتشر الجيش العراقي في مناطق أخرى في العاصمة وقطع بعض الطرقات.
واعتبر "عناد"، عملية اعتقال "مصلح" بأنها "جرت بطريقة خاطئة"، مشيرا إلى أنه كان الأجدى "أن يتم الطلب من أمن الحشد تسليم الشخص الذي عليه مذكرة ألقاء قبض لأجراء التحقيق معه".
لكنه شدد على أن "معالجة الخطأ يجب لا تتم بذات الخطأ"، مبينا أنه كان "الأجدر بأن يلتقي أحد قيادات الحشد مع القائد العام للقوات المسلحة أو معه شخصيا (سعدون) لحل الموضوع وليس التلويح بالقوة ولوي الأذرع".
و"قاسم مصلح"، كان يشغل منصب قائد "لواء الطفوف" التابع للعتبة الحسينية (المرجعية الدينية في النجف)، وتسلم عام 2017، منصب قائد عمليات الحشد (المقرب من إيران) في الأنبار (غرب).
واعتقت قوة أمنية عراقية، الأربعاء، "مصلح"، بتهم مرتبطة بقانون مكافحة الإرهاب، وفق ما أعلنته خلية الإعلام الأمني الحكومية.
لكن مصدرا أمنيا، قال إن الاعتقال حصل بتهمة اغتيال الناشط "إيهاب الوزني" رئيس تنسيقية الاحتجاجات في كربلاء، والذي كان لسنوات عدة، يحذر من هيمنة الفصائل المسلحة الموالية لإيران، وأردي برصاص مسلحين أمام منزله، وناشط آخر هو "فاهم الطائي" من كربلاء أيضا.
بالمقابل؛ قال مصدران أمنيان مطلعان إن "مصلح اعتقل في بغداد لضلوعه في عدة هجمات، منها هجمات في الآونة الأخيرة على قاعدة عين الأسد الجوية التي تستضيف قوات أمريكية وقوات دولية أخرى".
و"الحشد الشعبي" هو مؤسسة تتبع القوات المسلحة العراقية، وترتبط مباشرة برئيس الوزراء.
لكن مراقبين يرون أن "الحشد" زاد نفوذه على نطاق واسع وبات أقوى من مؤسسات الدولة الأخرى ولا يخضع قادته لأوامر الحكومة، بل لقادته المقربين من إيران.