قال مصدر دبلوماسي مغربي رفيع المستوى، الخميس، إن المغرب "لا ينتج ردود الفعل"، في إشارة إلى الربط بين مغادرة زعيم جبهة البوليساريو "إبراهيم غالي" لإسبانيا وبين موقف الرباط من أزمتها مع مدريد.

وأضاف المصدر أن "المغرب عبر عن مواقفه الإثنين، لأن الأزمة غير مرتبطة بخروج غالي من إسبانيا أو بقائه داخلها"، وفقا لما نقله موقع "هسبريس" المغربي.

وشدد الدبلوماسي المغربي على أن "تحقيق القضاء الإسباني مع غالي حول جرائمه والاتهامات التي تلاحقه هو تطور نسبي وليس عمق المشكلة وأن العلاقات بين الرباط ومدريد ترتبط بالثقة وانسجام المواقف".

وأكدت وزارة الخارجية المغربية في تصريح صحفي الإثنين، أن "المغرب لا يرى في مثول أو عدم مثول غالي في فاتح يونيو/حزيران أمام المحكمة العليا الإسبانية أساس الأزمة الخطيرة التي تعصف حاليا بالعلاقات بين البلدين الجارين".

وقالت الخارجية المغربية، في تصريحها، إن "جذور المشكلة في الواقع تتمثل في الثقة التي انهارت بين الشريكين"، مردفة أن "الأصول الحقيقة للأزمة تعود إلى الدوافع والمواقف العدائية لإسبانيا في ما يتعلق بقضية الصحراء (الغربية)، وهي قضية مقدسة عند المغاربة قاطبة".

والصحراء الغربية إقليم يسيطر المغرب على معظم أراضيه منذ انتقلت إليه السيطرة عليه من إسبانيا في منتصف السبعينيات، وتقاتل جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر من أجل إعلان استقلاله منذ ذلك الحين.

وشهدت العلاقات المغربية والإسبانية توترا كبيرا في الآونة الأخيرة، بعد استضافة إسبانيا زعيم البوليساريو لتلقي العلاج على أراضيها، ما خلق أزمة دبلوماسية وصداما بين البلدين.

وتصاعدت حدة الأزمة بين البلدين بعد اتهام الجانب الإسباني المغرب بأنه قام بتخفيف القيود على الحدود مع جيب سبتة الإسباني شمال أفريقيا، ما أدى إلى عبور نحو 8000 شخص بشكل غير قانوني إلى السواحل الإسبانية.