مركز بحثي يرصد 3 سيناريوهات لمستقبل الانتفاضة في فلسطين

الخميس 29 أكتوبر 2015 08:10 ص

رصد «مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات» البحثي ثلاثة سيناريوهات لمستقبل الانتفاضة الحالية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.

وقال المركز البحثي، ومقره بيروت، في تقرير بعنوان «مستقبل انتفاضة القدس»، اطلع عليه «الخليج الجديد»، إنه «بغض النظر عما يمكن أن نطلقه من تسميات على ما يحدث في فلسطين، سواء هبة أم انتفاضة أم حراك، ولكن الثابت بأن الشعب تجاوز حالة العجز عند القيادة الفلسطينية وهبّ ليوجه للمحتل رسالة بأن الأقصى خط أحمر لا يمكن تخطيه؛ إذ لم تمر الاستفزازات الإسرائيلية والاقتحامات المتكررة للأقصى مرور الكرام، بل خرج الشباب الفلسطيني ليدافعوا عن مقدساتهم وأرضهم».

ورأى المركز أن المشهد الحالي للمواجهات، الدائرة بين شباب فلسطين العزل وبين قوات الاحتلال المدججين بالسلاح، يرسم ثلاث سيناريوهات لكل واحد منها مقوماته.

وأوضح أن السيناريو الأول يتمثل في «تقويض الانتفاضة في مهدها، وهنا لا بد من الإشارة بأنه من الصعب تحقيق هذا السيناريو دون إشراك أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية، وقد يُعزّز ذلك إعادة إحياء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بشكل طارئ، وإعطاء السلطة بعض المكاسب الهامشية، كإطلاق سراح بعض الأسرى أو إعطاءها نفوذاً أمنياً في بعض المناطق ذات الاحتكاك المباشر لتصبح المواجهات فلسطينية فلسطينية».

أما السيناريو الثاني فهو «المراوحة في الهبات صعوداً وهبوطاً»؛ أي أن «تعجز قوى المقاومة عن ترشيد مسار الانتفاضة وتطويرها فتتحول إلى هبة شعبية محدودة الزمان والانتشار، وتفتقد استراتيجية واضحة وقيادة قادرة على حمايتها وعلى تأمين حاضنة عربية وإسلامية لها، وبالتالي يستمر الجماهير في التفاعل مع الأحداث صعوداً وهبوطاً حسب حجمها».

وطرح المركز البحثي سيناريو ثالث يتوقع «اتساع رقة المواجهة»؛ لافتا إلى أنه مما يعزز هذا السيناريو «ارتفاع وتيرة الهجمات وتنوعها، وإدراك القوى الفلسطينية بأن الانتفاضة هي السبيل الأمثل للخروج من حالة الجمود».

لكن «يبقى التحدي الأكبر هو القدرة على توسيع رقعة المواجهات لتشمل كافة مناطق الضفة الغربية، وفرض الأمر الواقع على الأجهزة الأمنية للسلطة بشكل يفقدها فعاليتها في قمع الانتفاضة، أو يُحيُّدها (برغبتها أو دون رغبتها) في التدخل في المواجهات بين المنتفضين وقوات الاحتلال»، حسب المركز.

واعتبر «مركز الزيتونة» أنه يصعب ترجيح أحد السيناريوهات الثلاث، وتكاد السيناريوهات في هذه اللحظة تملك حظوظاً متقاربة، غير أن قدرة الانتفاضة على الصمود والاستمرار والانتشار قد يرجح السيناريو الثالث.

توصيات ومقترحات

وفي سياق هذه السيناريوهات الثلاثة، قدم المركز عددا من التوصيات والمقترحات، تشمل «تشكيل إطار قيادي ميداني يجمع كافة أطياف الشعب الفلسطيني بما فيهم المستقلين والقوى الشبابية».

كما اقترح «وضع رؤية سياسية تتضمن تحقيق أهداف مطلبية آنية مثل منع دخول المستوطنين إلى المسجد الأقصى، ووقف الاستيطان، وإنهاء الحواجز الإسرائيلية في الضفة الغربية، والتصعيد باتجاه المطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة وتحرير الأسرى...، وصولاً إلى ترسيخ مشروع تحريري مستدام».

ودعا إلى «الابتعاد عن المصالح الحزبية الضيقة، والعمل على تأمين الانتفاضة ومنع سرقتها أو ركوب موجتها لصالح مجرد العودة إلى طاولة المفاوضات».

أيضا، أوصى المركز بـ«العمل على تأمين حاضنة شعبية ورسمية عربية وإسلامية»، و«تفعيل الدعم الجماهيري الخارجي سواء على مستوى جمع التبرعات أم على مستوى المظاهرات والفعاليات المختلفة في كل من البلاد العربية والإسلامية والغربية».

ومنذ بداية الشهر الجاري، تشهد عدة مناطق في القدس والضفة الغربية مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال على خلفية الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة للمسجد الأقصى.

وأثناء ذلك، نفذ الشباب الفلسطيني الغاضب عمليات طعن عديدة ضد إسرائيليين؛ ما دفع الفلسطينيون إلى تسمية الحراك الحالي بـ«انتفاضة السكاكين».

وأسفرت هذه الانتفاضة عن سقوط نحو 69 شهيدا فلسطينيا، ومقتل 8 إسرائيليين، وفق وسائل إعلام إسرائيلية وفلسطينية.

ومركز الزيتونة هو مؤسسة دراسات واستشارات مستقلة، تأسس في بيروت، في منتصف عام 2004، ويُعنى بالدراسات الاستراتيجية والأكاديمية واستشراف المستقبل، ويُغطي مجالُ عملِهِ العالمين العربي والإسلامي، ويعطي اهتماماً خاصاً بالقضية الفلسطينية، وبدراسات الصراع مع المشروع الصهيوني والكيان الإسرائيلي، وكل ما يرتبط بذلك من أوضاع فلسطينية وعربية وإسلامية ودولية.

 

  كلمات مفتاحية

انتفاضة السكاكين فلسطين القدس الضفة سيناريوهات

الانتفاضة تجبر «نتنياهو» على تقسيم القدس

حركة مقاومة شباب القدس .. عفوية وتلقائية

شهيدان فلسطينيان برصاص الاحتلال الإسرائيلي في القدس

إنها الحرب الأهلية الإسرائيلية .. وليست ”انتفاضة“ أو ”هبة“

تعليمات في رام الله بوقف الأغاني الوطنية التي تمجد الانتفاضة

مأزق الكفاح الفلسطيني صراع الداخل والخارج

تشييع 7 شهداء فلسطينيين بينهم رضيع وفتاتان

وهمية أي حل للقضية الفلسطينية غير حل «التحرير»

الاحتلال الإسرائيلي يقتل 72 فلسطينيا ويعتقل 1520 منذ بداية أكتوبر الماضي

خارج متحف النكبة

حركة الأجيال في فلسطين

«عباس»: الانتفاضة الفلسطينية الثانية «ليست مباركة»