قال قيادي حوثي، اليوم الجمعة، إن كل التفاهمات التي قُدمت من أجل الوصول إلى حلول سياسية تفضي إلى وقف الحرب «قد باءت بالفشل»، معلنا استمرار عملياتهم العسكرية في اليمن.
وأضاف «صالح الصماد» رئيس المجلس السياسي لميليشيات الحوثيين في منشور مطول على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أنه «لا الرئيس عبدربه منصور هادي ولا النظام السعودي يملكون قرار إعلان الحرب أو إيقافها، فالحرب أعلنها الجبير من واشنطن، والأمريكان والصهاينة هم أصحاب الحل والعقد في (العدوان)».
القيادي الحوثي أضاف أنهم بذلوا كل ما بوسعهم، وقدموا «منتهي التفاهمات التي قوبلت بالجحود» من قبل ما وصفها بـ«دول العدوان» (في إشارة إلى التحالف العربي)، وأسقطوا بها كل الذرائع الواهية التي كانوا يحاولون أن يجعلوا منها مبررات لاستمرار الحرب».
وفي إشارة إلى تصريحات وزيري خارجية فرنسا والسعودية، أول أمس الأربعاء، والتي تحدثت عن قرب نهاية عمليات عاصفة الحزم ضد الحوثيين، قال القيادي الحوثي، إن «كل ما يصدر من تصريحات تروج لها وسائل إعلام العدوان، ليست إلا خداع وتضليل، يهدف التحالف من خلالها إلى تحقيق المزيد من المكاسب في الميدان».
وتابع «الصماد»: «كل من يدلون بمثل هذه التصريحات، ليسوا سوى أبواق إعلامية للأمريكان يديرهم ساسة البيت الأبيض لكسب المزيد من الوقت، لجعل اليمن ساحة للقاعدة وداعش كما فعلوا بالعراق وأفغانستان ودولاً كثيرة دخلها الأمريكان وجعلوها مسرحاً للفوضى والقتل والذبح والتدمير»، على حد تعبيره.
وشن القيادي الحوثي هجوما على المبعوث الأممي إلى اليمن «اسماعيل ولد الشيخ أحمد»، وقال إنه «مفروض من قبل السعودية، وصاحب دور سلبي، لا يتحرك إلا بإشارة من دول التحالف، كما يتجاهل التنازلات التي قدمناها في مسقط».
كما هاجم المنظمات الدولية الإنسانية، وقال إنها «كانت تتشدق بحقوق الإنسان، ولكنها سقطت أمام النفط السعودي، تواطأت وصمتت عن العدوان، بل وشرعنته استرضاءً للأمريكان وآل سعود».
واتهم «الصماد» السعودية بأنها «تقف خلف الهجوم الذي استهدف قوات إماراتية في عدن مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري»، وقال «ستثبت الأيام القادمة أن النظام السعودي هو من استهدف شركاءه مع أننا على يقين أن الإماراتيين يدركون ذلك ولكنهم مجبرين على مواصلة الحرب».
«الصماد» أكد استمرارهم في الحرب وبذل أقصى الطاقات ومضاعفة الجهود تحت شعار «إما أن نكون أو لا نكون».
وقال مخاطباً الحوثيين وأنصارهم: «إما أن نصبر ونتحرك في مواجهة العدوان (التحالف) بكل بأسٍ وشدةٍ وصبرٍ، ونحصن بلادنا وأجيالنا من الهيمنة والامتهان، وإما أن نتخاذل ونصل إلى مرحلة اصبروا أولا تصبروا سواءً عليكم، وهنا الكارثة التي لا ينفع معها أي تحرك».
وكان اليمنيون يترقبون انطلاق جولة مفاوضات جديدة بين الأطراف المتصارعة في اليمن خلال الأيام القادمة برعاية الأمم المتحدة ، تسبقها مشاورات لمدة أسبوعين في جنيف أو مسقط ، وفقا لتصريحات المبعوث الأممي.
وبإعلان القيادي الحوثي موت العملية السياسية، تدخل الحرب شهرها الثامن، مخلّفة 7800 قتيل، وفق احصائيات الأمم المتحدة، و 2.4 مليون نازح داخلي في المدن اليمنية.
وتقود المملكة العربية السعودية تحالفا دوليا ضد الميليشيات الحوثية المنقلبة على شرعية الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي».