هذا ما يخبرنا به التاريخ عن الخطط الحالية لانسحاب أمريكا من الشرق الأوسط

الجمعة 25 يونيو 2021 12:05 ص

في سبتمبر/أيلول المقبل، عندما تقلع آخر طائرة شحن من طراز "سي-130" وطائرات الهليكوبتر من طراز "شينوك" من قاعدة "باجرام" الجوية سيئة السمعة في أفغانستان (اشتهرت كمركز تعذيب تابع لوكالة الاستخبارات المركزية بحق الجهاديين) فلن تخلف وراءها هزيمة عسكرية فحسب؛ بل سيمثل رحيلها أيضا النهاية الكئيبة لاستراتيجية المشاركة العسكرية المباشرة بغرض إعادة تشكيل الشرق الأوسط بشكل جذري، ما أدى بدلا من ذلك إلى قلب التوازن الاستراتيجي العالمي.

ولم تساهم الحرب الأمريكية، التي استمرت 20 عاما في الشرق الأوسط، في إضعاف القوة الإمبريالية الأمريكية فقط ولكن أيضا في تعزيز الاستقطاب المناهض للسياسة الأمريكية وفي ظهور الصين كمركز جديد لتراكم رأس المال العالمي. ويأمل الليبراليون والتقدميون في أمريكا أن يؤدي إنهاء المشاركة في حرب أفغانستان إلى توفير الظروف لإعادة ضبط السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

ولكن حتى الآن، يشكك الكثيرون في أن الولايات المتحدة قد تعلمت الدرس حقا، أو أن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" لن يجد عذرا آخر للاحتفاظ بوحدة عسكرية ما في أفغانستان.

وتأثرت الولايات المتحدة كغيرها بصدمة "كوفيد-19" وجاء تمرد 6 يناير/كانون الثاني ليسلط الضوء علي الأزمة السياسية الداخلية، كما تعاني البلاد من وباء إطلاق النار الجماعي شبه الأسبوعي. لذلك يبدو "أسامة بن لادن" و"جورج دبليو بوش" والحرب على الإرهاب ما بعد 11 سبتمبر/أيلول هوامش تاريخية باهتة أمام الاضطرابات الحالية التي تعاني منها البلاد. لكن هذه الشخصيات والأحداث التي تبدو بعيدة الآن كان لها دور حاسم في تشكيل الحاضر.

رؤية "بن لادن" واستغلالية "بوش"

كما كتبت في أعقاب أحداث 11 سبتمبر/أيلول، اتبع "أسامة بن لادن" شيئا من "النظرية الفوكوية" لـ"تشي جيفارا". واعتقد "جيفارا" أن الاشتباك المباشر مع العدو كان ضروريا لكي يدرك الفلاحون أن العصابات يمكن أن تهزم الجيش ما يشجعهم على الانضمام إلى الثورة. وقد رأى "بن لادن" في أحداث 11 سبتمبر/أيلول عملا من شأنه أن يفضح ضعف الشيطان الأكبر ويلهم المسلمين للانضمام إلى جهاده ضد هذا الشيطان، أي الولايات المتحدة.

لكن لم ينجح الأمر بهذه الطريقة. وبدلا من أن يلهم المسلمين، أصيبوا بالرعب ونأوا بأنفسهم عن هذا الفعل الرهيب. وكان هجوم "بن لادن" بالنسبة لـ"جورج دبليو بوش" والمحافظين الجدد الذين وصلوا إلى السلطة في واشنطن في نفس الوقت عام 2001 بمثابة فرصة لتعليم أعداء أمريكا وأصدقائها أن الإمبراطورية تمتلك قدرات حصرية. لقد شنوا حروبا هدفها المعلن ملاحقة "جذور الإرهاب"، ولكن كانت أفغانستان والعراق في الواقع "حروبا نموذجية" هدفها إعادة تشكيل البيئة الاستراتيجية العالمية لتلائم وضع واشنطن "أحادي القطب" بعد زوال الاتحاد السوفييتي.

وبخيبة أمل من إحجام والده عن القضاء على "صدام حسين" خلال حرب الخليج 1990-1991، بدأ "جورج دبليو بوش" هذه الحروب كخطوة أولى في مشروع من شأنه القضاء على ما سماه بالدول المارقة، وإرغام الدول التابعة على الولاء أو استبدالها بحلفاء أقوى، مع إرسال رسالة إلى المنافسين الاستراتيجيين مثل الصين بأنه لا ينبغي لهم حتى التفكير في التنافس مع الولايات المتحدة.

وبغض النظر عن دروس فيتنام والانهيارات البريطانية والسوفييتية في أفغانستان، قادت إدارة "بوش" الولايات المتحدة إلى حربين لا يمكن الفوز بهما ضد متمردين ذوي دوافع عالية في الشرق الأوسط، في الوقت الذي كان فيه "بن لادن" يراقب الوضع بارتياح وهو يعيش دون قلق تحت حماية حليف أمريكي وهو الجيش الباكستاني في بلدة "أبوت آباد".

وبدافع الهيمنة أحادية القطب، تمدد الجيش الأمريكي بشكل مفرط في منطقة الشرق الأوسط وكان ذلك هو هدف "بن لادن" الاستراتيجي من البداية. وكما رأى نائب وزير الخارجية آنذاك "ريتشارد أرميتاج"، فقد عانى الجيش من الانتشار في مساحة كبيرة، إذ كان يخوض 3 حروب "أفغانستان والعراق والحرب العالمية على الإرهاب".

وقال المحلل الدفاعي "جيمس فالوس": "في ذروة حرب العراق، لم يكن من المبالغة أن نقول إن الجيش الأمريكي بأكمله اليوم إما في العراق، أو عائد من العراق، أو يستعد للذهاب إلى العراق".

وكانت معظم ألوية الجيش الأمريكي في الخارج، وكان أولئك الذين تبقوا في الولايات المتحدة أقل من أن يحافظوا على احتياطي الطوارئ أو قاعدة التدريب اللازمة، حتى إن القوات الخاصة الشهيرة بتميزها كانت تعاني من التدهور مع وصول أعدادهم الفعلية في الميدان إلى المئات على الأكثر.

ودفع نقص الموارد البشرية القيادة العليا إلى استدعاء الاحتياط والحرس الوطني. وكما كان متوقعا، تراجعت الروح المعنوية خاصة مع تمديد فترات الخدمة وتزايد الإصابات في الأراضي التي لم يتوقع هؤلاء الجنود غير المتفرغين أبدا إرسالهم إليها.

ومع تراجع احتمالية الانتصار في ساحة المعركة، تلاشى التأييد الشعبي لبعثات العراق وأفغانستان، والذي كان محدودا للغاية أساسا منذ البداية.

"أوباما" يمدد حروب "بوش الابن"

وصل "باراك أوباما" إلى السلطة عام 2009 واعدا بإنهاء حروب الشرق الأوسط. وبالفعل، تم سحب الجزء الأكبر من القوات الأمريكية في العراق خلال فترة ولايته الأولى، ولكن تم إعادة إرسال الآلاف من أفراد مشاة البحرية والقوات الخاصة للقتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي كان صعوده ناتجا عن الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط.

وحتى أثناء ذلك، فشلت واشنطن في تحقيق هدفها الاستراتيجي في العراق المتمثل في الاستقرار المؤيد للولايات المتحدة، حيث انهارت الدولة وانحازت الحكومة الشيعية العراقية إلى إيران، التي كانت الولايات المتحدة تسعى ، بمساعدة الإسرائيليين، لعرقلة برنامجها النووي.

وبدأ "أوباما" أيضا تدخلا مفتوحا وغير محسوب في الحرب الأهلية السورية، ونشر القوات الخاصة وشن الضربات الجوية التي ورطت الولايات المتحدة في نهاية المطاف في مواجهة متعددة الأطراف مع تنظيم "الدولة الإسلامية" والجهاديين الآخرين والقوات السورية والقوات الروسية.

ومن المفارقات أن الرئيس الديمقراطي، الحاصل على جائزة نوبل للسلام، وسع في الواقع نطاق وصول الجيش الأمريكي إلى شمال أفريقيا خلال الربيع العربي في عام 2011، وفرض من جانب واحد مع حلفائه في الناتو "منطقة حظر طيران" وشن هجمات على الدفاعات الليبية نتج عنها مئات القتلى المدنيين وقدم الدعم الجوي للحملات البرية للثوار المناهضين لـ"القذافي". وترك هذا التدخل ليبيا بدون حكومة مركزية، وانزلقت البلاد في حالة من الفوضى استمرت حتى الوقت الحاضر.

وفي أفغانستان، أضاف "أوباما" 33 ألف جندي إلى الـ68 ألفا الذين كانوا موجودين بالفعل عندما تولى منصبه، معتقدا أن هذه "الزيادة" ستشل حركة "طالبان". وفشلت هذه الزيادة في تحقيق الهدف منها، لكنه في النهاية لم يترك هناك سوى 8 آلاف و400 جندي.

وفي الواقع، وسع "أوباما" الحرب إلى باكستان، باستخدام الطائرات بدون طيار لاستهداف قادة "طالبان" والجهاديين الذين يعملون من قواعد بالقرب من الحدود مع أفغانستان. وأودت هذه الحرب التقنية بحياة مئات المدنيين الأبرياء فيما وصفه الجيش الأمريكي بـ "الأضرار الجانبية". كما أرسل "أوباما" قوات خاصة لشن غارات في عمق باكستان، وأبرز مثال على ذلك الغارة على "أبوت آباد" التي قتلت "أسامة بن لادن" عام 2011.

وعلى عكس "بوش الثاني"، الذي فضل "التوغل البري"، فإن "أوباما"، كما قال "ديفيد سانجر" من صحيفة "نيويورك تايمز"، تبنى "القوة الخفية الصلبة"، في إشارة إلى قدرات تتيح للولايات المتحدة خوض حروبها خلسة، وتنفيذ عملياتها بسرعة كما في غارة "بن لادن"، ومن ثم تجنب الاشتباكات الطويلة. ومثل "بوش الابن"، الذي لم يسبق له تجربة الحرب بشكل مباشر، كانت عدوانية "أوباما" وبصمته في الحرب "مفاجئة" لمن حوله.

ومع ذلك، فقد أدرك "أوباما" حقيقة أن التورط في الشرق الأوسط يضعف الولايات المتحدة من خلال إثارة السخط في الداخل وعزلة أمريكا في الخارج. ويمكن أن تستمر ما تسمى بـ"الحرب غير المتكافئة" مع عناصر غير نظامية مثل طالبان والجهاديين إلى الأبد، لذلك أراد "أوباما" تحويل الاستراتيجية العسكرية الأمريكية العالمية إلى استراتيجية أكثر ملاءمة لقوتها المتصورة في الحرب التقليدية بدلا من مكافحة التمرد.

وكان الهدف الجديد الكبير هو "محور آسيا"، الذي تضمن نشر الجزء الأكبر من القوة البحرية الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لاحتواء الصين. ومع ذلك، كان الحديث عن إعادة التوجيه أسهل من الفعل، حيث أصبح الخروج من مستنقع الشرق الأوسط مستحيلا بسبب قوة المصالح التي شكلت لوبي الحرب على الإرهاب ومكافحة التمرد.

حروب "أوباما" تصبح حروب "ترامب"

وصل "دونالد ترامب" إلى السلطة جزئيا بسبب قوة المشاعر المناهضة للحرب، حيث كان يذكّر الناس باستمرار خلال حملته الرئاسية في عامي 2015 و2016 بأن منافسته "هيلاري كلينتون" صوتت لصالح غزو العراق عام 2003 عندما كانت عضوا في مجلس الشيوخ.

لكن حين تولى "ترامب" الرئاسة، انتهى به الأمر إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط بشكل أكبر. وبسبب دعمه غير المشروط لإسرائيل، اتخذ "ترامب" إجراءات أغضبت العرب وكان أبرزها نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. ثم عكس "ترامب" الإنجاز الوحيد الذي حققه "أوباما" حيث أخرج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني الذي فرض ضوابط فعالة على تطوير طهران لليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية. وأخيرا، أعطى "ترامب" شيكا على بياض لبيع الأسلحة إلى السعودية، ما مكن المملكة من شن حملتها القاسية في اليمن.

وكان أحد وعود "ترامب" الانتخابية إنهاء تدخل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بحيث يمكن للبلاد التركيز على "أمريكا أولا". ولكن، كما في حالة "بوش الثاني" و"أوباما"، وكلاهما كان يعاني من عقدة النقص عند التعامل مع الجنرالات بسبب افتقارهما إلى الخبرة القتالية، فإن "ترامب"، الهارب من التجنيد استسلم لرغبات الجيش أيضا. وبعد أن قرر إنهاء تدخل "أوباما" في سوريا بسحب 1000 جندي أمريكي في أوائل أكتوبر/تشرين الأول 2019، استسلم "ترامب" لقرارات الجيش حيث صرح  قائد القيادة المركزية الأمريكية بعد نحو شهر أنه لا يوجد "تاريخ نهائي" لتدخل واشنطن في سوريا والعراق المجاور.

ومثل "أوباما"، كان "ترامب" عدوانيا بشكل سلبي، وكان حريصا على أن يظهر للجنرالات أنه رجل قوي مثلهم. وكان أسوأ استعراض لهذا السلوك عندما تجاهل بشكل صارخ القانون الدولي وأمر باغتيال الجنرال الإيراني "قاسم سليماني" في مطار بغداد الدولي في يناير/كانون الثاني 2020، خلافا لنصيحة كبار الضباط ونخبة الاستخبارات.

وفي مواجهة مقاومة سلبية من جانب الجنرالات، انتهى الأمر بـ"ترامب" إلى الاحتفاظ بآلاف القوات في أفغانستان خلال فترة ولايته، ولكن نظرا لعواقب عدم الوفاء بوعده بحلول انتخابات 2020، وجه الجيش في فبراير/شباط 2020 إلى سحب جميع القوات بحلول نوفمبر/تشرين الثاني 2020. ومرة أخرى أجل الجيش، بدعم من لوبي الحرب على الإرهاب، الموعد النهائي للانسحاب. وورث "بايدن" نحو 3 آلاف و500 جندي وفرد من القوات الخاصة في أفغانستان عندما تولى منصبه في يناير/كانون الثاني 2021.

هل تصبح حروب "ترامب" حروب "بايدن"؟

ويذكرنا خطاب "بايدن" المبكر بالحسم الأولي الواضح لكل من "أوباما" و"ترامب" بشأن إنهاء المشاركة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط. وأعاد "بايدن" إحياء استراتيجية "أوباما" التي تركز على "محور آسيا"، مع تحديد الصين بشكل أكثر وضوحا باعتبارها خصما استراتيجيا للولايات المتحدة.

وكما تقول وزارة الدفاع الأمريكية، فإن "الصين هي التحدي الأول في خطط وزارة الدفاع، لذلك فإن الجيش الأمريكي سيقوم بتطوير المفاهيم والقدرات والخطط العملياتية لتعزيز الردع والحفاظ على ميزته التنافسية. وسوف يتم تنسيق ومزامنة النهج تجاه الصين في إستراتيجية شاملة للإدارة مدعومة بتحالفات وشراكات وزارة الدفاع وتأييد الحزبين في الكونجرس".

وبالرغم من إدراج "البنتاجون" للصين باعتبارها مصدر قلقه الرئيسي، فقد تم إدراج الشرق الأوسط باعتباره أولوية في إطار "تعطيل تهديدات الجهات الفاعلة العابرة للحدود وغير الحكومية العنيفة والمنظمات المتطرفة، مثل تلك التي تعمل في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب ووسط آسيا".

وفي الواقع، تجلت صعوبة إنهاء هذه الالتزامات المنهكة من خلال حقيقة أن أول عمل حربي لـ"بايدن" وقع في سوريا، حيث هاجمت الطائرات الأمريكية الميليشيات السورية في 25 فبراير/شباط بعد نحو شهر من تنصيب الإدارة الجديدة.

من ضيع أفغانستان؟

وإذا كان من الصعب للغاية إنهاء عرض جانبي مثل سوريا، فسيكون من الصعب للغاية إنهاء التزام كبير مثل أفغانستان. ومع اقتراب الموعد النهائي الذي حدده "بايدن" في سبتمبر/أيلول، فإن اللوبي العسكري المدني للحرب على الإرهاب يسير بشكل مفرط باتجاه الحفاظ على وجود أمريكي هناك.

وحذرت "مجموعة دراسة أفغانستان" التي استعان بها الكونجرس والتي يرأسها الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة الجنرال المتقاعد "جوزيف دنفورد جونيور" من أن "الانسحاب السريع قد يؤدي إلى إعادة توجيه التهديد الإرهابي داخل الولايات المتحدة في غضون 18 شهرا إلى 3 أعوام". وتخشى إدارة "بايدن" صرخات "من أضاع أفغانستان؟" التي قد يطرحها اليمين المتطرف الانتهازي قبل انتخابات التجديد النصفي في عام 2022.

ومن إحدى سمات التمدد المفرط  للقوات هو أنه من الصعب التخلي عن الأولويات القديمة لذلك يصبح كل شيء أولوية. وقليلة هي الإمبراطوريات التي تمكنت من التمدد مع التخلي عن "التزامات التدمير الذاتي".

وبالرغم من خطاب "بايدن" عن الانسحاب، لا يمكن للمرء أن يخطئ المشككين الذين يتوقعون أن "بايدن"، الذي لم يُعرف أبدا بأنه شخص صارم ولكنه معروف جيدا بالمساومة والدبلوماسية، لن يكون لديه في نهاية المطاف الجرأة لتحدي شبكة المصالح التي تريد الحفاظ على بصمة أمريكية ثقيلة في أفغانستان والشرق الأوسط.

المصدر | والدن بيلو | فورين بوليسي إن فوكس - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حرب أفغانستان الانسحاب من أفغانستان جورج بوش باراك أوباما جو بايدن الانسحاب من الشرق الأوسط المحور إلى آسيا

الكاظمي يناقش مع مسؤولين أمريكيين الانسحاب من العراق

تعيين قيادي جديد بالمخابرات الأمريكية يكشف استمرار اهتمام واشنطن بالمنطقة

عالم ما بعد غزو أوكرانيا.. هكذا غيرت واشنطن استراتيجيتها بالشرق الأوسط