تظاهر مئات العراقيين، الأحد في العاصمة بغداد، داعين إلى "إنهاء الإفلات من العقاب" في البلاد، التي شهدت قتل وخطف عشرات المعارضين والناشطين منذ احتجاجات 2019.
كما نظمت مظاهرة أخرى في الناصرية تمت الدعوة إليها من خلال حملة على الإنترنت أطلقها ناشطون مغتربون ومقيمون.
فيما شهدت باريس ولندن وهلسنكي، تجمعات احتجاجية صغيرة مماثلة.
ففي بغداد، لوح المتظاهرون بالأعلام العراقية، وحملوا صور ضحايا اغتيلوا خلال الأشهر الماضية، دون محاسبة قاتليهم.
وسارت الحشود بينهم العديد من الطلاب الذين شاركوا في انتفاضة العام 2019، في وسط العاصمة تحت رقابة مشددة من الشرطة.
وهتف المتظاهرون "لا للأحزاب السياسية لا للميليشيات"، قبل الاستماع إلى أغان وقصيدة لواحدة من أبرز الناشطين في العام 2019، هي الفنانة الشابة "صفاء سراي"، التي قتلت بعدما تلقت قنبلة مسيلة للدموع، على رأسها في ساحة التحرير، مركز الاحتجاجات في بغداد.
#إنهاء_الإفلات_من_العقاب
— Faisal Jeber (@faisaljeber) July 18, 2021
في #اربيل.
In #Erbil we demand a safe life, it is the simplest of our rights#إنهاء_الإفلات_من_العقاب#endimpunity pic.twitter.com/ECi8AUeDrH
مسيرتنا المشرّفة ❤️
— زايد العصاد - Zayed Al-assad (@AlassadZaid) July 18, 2021
وما ضاع حق وراءه مطالب#إنهاء_الإفلات_من_العقاب pic.twitter.com/ZvS78tRT30
(1))
ومنذ الانتفاضة الدموية التي خلفت 600 قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى، فر العديد من الناشطين من العراق أو لجؤوا إلى كردستان العراق التي تتمتع بحكم ذاتي في شمال البلاد خوفا من عمليات انتقام.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن عمليات قتل الناشطين وخطفهم، لكنّ المتظاهرين يتّهمون الميليشيات النافذة الموالية لإيران، والتي لا يمكن المساس بها، معبرين عن استيائهم لعدم محاسبة أي شخص.
وردا على سؤال حول إعلان رئيس الوزراء، الجمعة، توقيف قاتل الباحث العراقي الشهير "هشام الهاشمي"، الذي تسبب اغتياله بصدمة في العراق في يوليو/تموز 2020، قال المتظاهرون إنهم يريدون من أعطى الأمر.
كما تظاهر العشرات في الناصرية، المدينة الجنوبية المتمردة.
ونُظّم الحدث عبر حملة على الإنترنت بعنوان "إنهاء الإفلات من العقاب في العراق" أطلقها ناشطون مغتربون ومقيمون.
بدأ وصول المشاركين في مسيرة باريس لدعم حملة #إنهاء_الإفلات_من_العقاب في العراق.#July18th#EndImpunity in Iraq pic.twitter.com/k8MlofDAEn
— End Impunity in Iraq (@EndImpunityIraq) July 18, 2021
من أرض الأنبار، نقف مع القضايا العادلة، ونطالب بـ #إنهاء_الإفلات_من_العقاب #EndImpunity pic.twitter.com/LMFAjuHKxd
— Samir Alfaraj سمير الفرج (@samirAlfaraj) July 18, 2021
كما نظمت تجمعات رمزية صغيرة في باريس ولندن وهلسنكي، وفقا لمقاطع فيديو نشرت على "تويتر".
وكان رئيس الوزراء العراقي "مصطفى الكاظمي"، أعلن الجمعة الماضي، "القبض على قتلة" الباحث "الهاشمي"، الذي اغتيل في بغداد قبل نحو عام، وجاء في "اعترافات" بثها التلفزيون العام أن المنفذ الأساسي ضابط في الشرطة.
وقال "الكاظمي"، في تغريدة على "تويتر": "وعدنا بالقبض على قتلة هشام الهاشمي وأوفينا الوعد".
وبعيد ذلك، بثّ التلفزيون العام اعترافات رجل قال إنه المنفذ الرئيسي للاغتيال، اسمه "أحمد الكناني"، ويبلغ من العمر 36 عاما، وهو ملازم أول في الشرطة.
وكان الباحث منحازا بشكل معلن للانتفاضة الشعبية التي تفجرت للمطالبة بتغيير جذري للنظام السياسي وإنهاء النفوذ الإيراني في العراق.
ولقي عشرات المعارضين مصير "الهاشمي"، منذ بدء الانتفاضة التي تعرضت إلى قمع دموي، في حين اختطف عشرات آخرين أطلق سراح بعضهم.
اليوم..
— عمر الجنابي (@omartvsd) July 18, 2021
#إنهاء_الإفلات_من_العقاب pic.twitter.com/N08ZqWikDs
قراءة بيان حملة #إنهاء_الإفلات_من_العقاب في العاصمة البريطانية لندن باللغة الكوردية. pic.twitter.com/hesTfmvHMJ
— Maan ALJizzani معن الجيزاني (@maanaljizzani) July 18, 2021
وكان الصحافي الشاب "علي المقدام"، قد فقد طوال أربع وعشرين ساعة الأسبوع الماضي، قبل أن يعثر عليه وهو يحمل آثار اعتداء بالعنف، وينقل إلى المستشفى.
ويعرف "المقدام" بمعارضته للفصائل المسلحة الموالية لإيران التي حملها مسؤولية خطفه وضربه.
ولم يدن قضائيا حتى الآن أي شخص مسؤول عن القتل أو الخطف، بينما يستنكر النشطاء والحقوقيون العراقيون "الإفلات التام من العقاب".
وأكد "الكاظمي"، في تغريدته أن قوات الأمن أوقفت "المئات من المجرمين المتورطين بدم الأبرياء"، دون أن يقدم تفاصيل إضافية، مضيفا "لا نعمل للإعلانات الرخيصة ولا نزايد، بل نقوم بواجبنا ما استطعنا لخدمة شعبنا وإحقاق الحق".
وأفاد مصدر أمني تعليقا على القبض على قتلة "الهاشمي"، بأن الشرطي المتهم الرئيسي قريب من كتائب "حزب الله"، إحدى أقوى الفصائل في الحشد الشعبي.
وكان القيادي البارز في الحشد الشعبي "قاسم مصلح"، قد أوقف نهاية مايو/ايار للأشباه في ضلوعه بمقتل أحد وجوه الانتفاضة الشعبية، لكن سرعان ما أفرج عنه بعد أسبوعين من توقيفه إثر استعراض للقوة نظمه أنصاره في بغداد، وقد بُرر إطلاق سراحه رسميا بعدم كفاية الأدلة ضده.