قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن الولايات المتحدة أوقفت مؤقتًا جميع رحلات الإجلاء من مطار كابل، بانتظار إخلاء المطار من الحشود الضخمة التي تجمعت فيه، وتسبَّبت في فوضى عارمة.

وتجمعت الحشود على مدرج المطار، بينما تحاول طائرة عسكرية أمريكية الإقلاع، وتعلّق بعض المحتشدين بأجزاء من الطائرة في محاولة لـ "الفرار" هربا مما يعتقدون أنه "جحيم" ينتظرهم بعدما سيطرت حركة طالبان على كامل أفغانستان، وفقا لما أورده موقع "تولو نيوز" الإخباري الأفغاني.

وأوضح مسؤول البنتاجون أن وزارة الدفاع تعتزم إجلاء 5 آلاف شخص يوميا من مطار كابل، فيما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، أنه "تمّ تأمين محيط المطار وإرسال 6 آلاف جندي لإجلاء حوالي 30 ألف دبلوماسي أمريكي ومدني أفغاني، تعاونوا مع الولايات المتحدة ويخشون من انتقام طالبان".

وأضاف أن الجنود الأمريكيين في المطار قتلوا اثنين من المحتشدين بعدما أشهرا سلاحهما، وأشار إلى "معلومات أولية على إصابة جندي أمريكي لكنها ليست نهائية".

وتابع: "يوجد حاليا 2500 من قواتنا في مطار كابل، وسيرتفع العدد بحلول الغد إلى 3000، ومهمتنا في كابل ليست قتالية لكن سنقوم بالدفاع عن قواتنا تجاه أي هجوم".

وأشار إلى أن "القوات الأمريكية والتركية وأطراف دولية تعمل على إخلاء مدرج مطار كابول من الحشود".

بينما أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، الثلاثاء، أنّ "الولايات المتحدة أتمت سحب قواتها من أفغانستان بنسبة تزيد على 95%".

وتقع كل الطرق المؤدية إلى المطار تحت سيطرة طالبان، باستثناء المستديرة المعروفة بـ"دوّار أحمد شاه مسعود" (القريبة من المطار)، والتي تتواجد فيها قوات خاصة أمريكية، مدعومة بآليات وبغطاء جوي.

والتقى قائد القوات الأمريكية في كابل، الجنرال "كينيث ماكينزي"، مسؤولين بـ "طالبان"، الأحد، في الدوحة، ليطلب منهم عدم مهاجمة مطار كابل، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول بالبنتاجون.

وقال المسؤول: "أؤكد المعلومات عن هذا الاجتماع في الدوحة"، رافضاً الإدلاء بمزيد من التفاصيل، عن طبيعة الالتزامات التي حصل عليها "ماكينزي" من مسؤولي طالبان.

وتقول طالبان، إنها تصوِّت على كيفية إنشاء نظام أفغانستان المستقبلي، ومن المقرَّر أن توضح موقفها في المستقبل القريب جدًا.

وقال مسؤول كبير في الحركة إن قيادتها تجري مشاورات حاليًا في الدوحة، وهي على اتصال بالمجتمع الدولي والأحزاب السياسية داخل أفغانستان.

وتتحدَّث "طالبان" عن مشاورات مع المجتمع الدولي والساسة الأفغان، لتشكيل حكومة إسلامية شاملة، بحسب "أمير خان متقي"، رئيس هيئة الإرشاد والدعوة التابعة للحركة، الذي قال إن "نظام المستقبل مرتبط بمَنْ يحكمون أفغانستان الآن".

وبينما غادر الرئيس الأفغاني "أشرف غني" بلاده، الأحد، ذكرت وكالة "نوفوستي" الروسية أنه تم تشكيل مجلس جديد في أفغانستان، سيتولى إدارة البلاد، وتسليم السُّلطة إلى طالبان.

وأكدت الوكالة، نقلًا عن مصدر وصفته بالمطلع قوله، أن المجلس الجديد يضم الرئيس الأفغاني السابق "حامد كرزاي"، ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية "عبدالله عبدالله".

يأتي ذلك بينما قالت طالبان إنها أمرت مقاتليها بدخول العاصمة كابل، التي كانت تحاصرها، لمنع عمليات النهب، بعد مغادرة الشرطة المحلية مواقعها.

وأكد المتحدِّث باسم الحركة "سهيل شاهين" ضرورة تسليم العاصمة والسُّلطة إلى إمارة أفغانستان الإسلامية، قائلًا: "ستكون لدينا حكومة إسلامية أفغانية شاملة في المستقبل"، وفقا لما أوردته شبكة "BBC".

وأوضح متحدِّث طالبان أنه سيكون هناك انتقال سِلمي للسُّلطة في أفغانستان، مشيرًا إلى أن الحركة "لا تنوي القيام بأعمال انتقامية، وترغب في فتح صفحة جديدة في العلاقات مع الولايات المتحدة".